الرئيسية / منوعات / كيف يؤثر المضاد الحيوي داخل جسم الإنسان؟

كيف يؤثر المضاد الحيوي داخل جسم الإنسان؟

الشرق اليوم– “كان المضاد الحيوي العلاج الأقرب لأي مرض أصاب به، لما له من فعالية عالية في شفاء العديد من الأمراض، فمفعوله كالسحر تمامًا، ولكن لم أكن أعرف كيفية عمله في جسدي؟ ولم أعلم أيضًا أنه من الممكن أن يصبح بلا قيمة مع كثرة استعماله، حيث تقوم البيكتيريا بتطوير دفاعاتها؛ لتقاوم فعالية المضاد الحيوي”، هكذا أوضحت “ز ع” تجربتها مع المضادات الحيوية.

ويتساءل كل منا، ما هو المضاد الحيوي؟ وماذا يفعل داخل أجسادنا؟ وكيف يقوم بعمله؟ وماهي أهميته؟ وكذلك ماهو مصطلح مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية؟، في هذا التقرير يجيب موقع مجلة “نقطة العلمية” على كل هذا التساؤلات.

متى ظهر المضاد الحيوي؟
ظهر أول مضاد حيوي طبيعي عام 1928، بعد نجاح الطبيب الاسكتلاندي، ألكسندر فليمنج، في اكتشافه أثناء قيامه بعدد من التجارب على مرضي؛ الأنفلونزا والمكورات العنقودية، وأطلق فليمنج على تلك المادة اسم البنسلين، ليصبح أشهر مضاد حيوي على مستوى العالم على مر الأعوام. جاء ذلك بحسب موقع “Medical news todays”

ماهو المضاد الحيوي؟
ويعرف عرفة قاسم، أستاذ مساعد بقسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة،جامعة الأزهر، المضادات الحيوية بأنها الأدوية أو المركبات الكيميائية التي تقتل أو تقلل نمو البكتيريا بأنواعها المختلفة، وتستخدم لعلاج الالتهابات الناتجة من العدوى بالكائنات الدقيقة كالبكتيريا، وتشمل التهاب الجهاز التنفسي، والالتهابات الجلدية، والالتهابات المعوية.

ويتابع أن المضادات الحيوية ليس لها أي تأثير على الفيروسات أو الفطريات، ولكن هناك مضادات الفطريات التي تختص بقتل أو تقليل نمو الفطريات التي عادة ما تصيب الجلد والفم وبعض المناطق الحساسة بجسم الإنسان، مشيرًا أيضًا إلى المضادات الفيروسية المختصة بدورها في قتل أو تقليل نمو الفيروسات، والتي تستخدم عادة لعلاج الالتهابات الناتجة عن العدوى الفيروسية، مثل نزلات البرد والإنفلونزا.

كيف تعمل المضادات الحيوية داخل أجسادنا؟
وبحسب ما جاء في موقع “Medical news today” عند الإصابة بأي بكتيريا، وقبل أن تتكاثر ونسبب أي أعراض، يحاربها الجهاز المناعي لجسم الإنسان، فتهاجم خلايا الدم البيضاء البكتيريا الضارة؛ وإما أن تستطيع القضاء عليها، أو أن يحتاج جهاز المناعة إلى عوامل مساعدة، وهنا يأتي دور المضادات الحيوية.

فيوضح قاسم في حديثه لمجلة “نقطة العلمية” أن هدف المضادات الحيوية قتل أو تقليل نمو البكتيريا عن طريق منع تكوين جدران الخلايا البكتيرية، مما يضعف مناعة خلية البكتيريا، مما يؤدي إلى تحللها وموتها، كما يمكن أن يتداخل المضاد الحيوي في تخليق البروتين البكتيري نفسه، مما يعطل نموه، حيث يرسل المضاد الحيوي إشارات خاطئة للخريطة الوراثية للبروتين البكتيري.

ويضيف القاسم أن هناك مجموعة من المضادات الحيوية التي تستهدف منع تكوين الحمض النووي للبكتيريا، حيث تعمل على منع تكرار الخلايا البكتيرية لحمضها النووي مما يؤدي إلى موت الخلية في النهاية، مشيرًا إلى أن هناك مضادات حيوية تعطل مسارات تكوين الخلايا عن طريق منع تخليق الحمض النووي، وكذلك انقسام الخلايا البكتيرية، مما يؤدي في النهاية إلى تحللهها وموتها.

ويشير الأستاذ المساعد بقسم العقاقير بكلية الصيدلة أن الدواء يمر بعدة مراحل داخل جسم الإنسان، أولها الامتصاص والذي يتم حسب طريقة تناول الدواء، ثم تأتي مرحلة التوزيع والانتشار عبر الدورة الدموية للجسم؛ لتصل إلى الأنسجة والسوائل المختلفة، ثم تأتي مرحلة الأيض والمقصود بها التفاعلات الكيميائية التي تحدث بين المضادات الحيوية والخلايا البكتيرية، وفي النهاية تأتي عملية الإخراج؛ حيث تخرج المضادات الحيوية من جسم الإنسان من خلال الإفراز الكلوي أو الكبدي.

ويؤكد موقع “Medical news today” أن أخذ جرعة من المضاد الحيوي لا يعني الشفاء في نفس اللحظة، بل يمكن أن تتأخر علامات الشفاء لعدد من الساعات، وأحيانًا إلى أيام قبل الشفاء أو تحسن الأعراض، لذلك يجب تناول الجرعات بحسب ما يصفه الطبيب؛ تجنبًا للآثار الجانبية للمضادات الحيوية، وكذلك مقاومة المضادات الحيوية.

مقاومة المضادات الحيوية
وبحسب نفس الموقع، فإن مصطلح مقاومة المضادات الحيوية لم يكن وليد اليوم، بل أشار إليه مكتشف البنسلين الطبيب ألكسندر فليمنج في عدد من الدراسات السابقة له.

وفي هذا السياق يؤكد عرفة القاسم أستاذ العقاقير بكلية الصيدلة أنه بالرغم من فعالية المضادات الحيوية، فإن إساءة استخدامها وزيادة الاعتماد عليها قد ساهم في ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، حيث تطورت البكتيريا بدورها في إنتاج آليات لمقاومة المضادات الحيوية، حيث تعمل على تعطيل عمل المضاد، وتقليل امتصاص الدواء، وزيادة طردها من الخلايا البكتيرية.

وشدد القاسم في حديثه على ضرورة عدم الإفراط في تناول المضادات الحيوية إلا للضرورة القصوى، وعند استشارة الطبيب المختص، وذلك لإعطاء الجسم الفرصة للتعامل والتغلب على العدوى بطريقة طبيعية دون اللجوء إلى المضادات.

ما يجب مراعاته أثناء تناول المضادات الحيوية
ويضيف عدد من النصائح التي يجب اتباعها عند تناول المضادات الحيوية من أهمها عدم التوقف عن تناول الدواء قبل انتهاء دورة العلاج، وضرورة عدم مشاركة المضادات الحيوية مع الآخرين، فما ينفعك لا ينفع شخص آخر، ضرورة تجنب الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية، وكذلك عدم تناول مضادات حيوية للعدوى الفيروسية.

ومن جانبه يذكر موقع “Medical news today” عدد من النصائح بدوره أهمها؛ تجنب تناول الكحول عند استخدام بعض المضادات الحيوية، وتجنب تناول منتجات الألبان عند تناول مضادات التتراسيكلين، لأنها تضعف امتصاص الدواء، تناول الدوار في نفس الوقت من اليوم، أو في أوقات محددة حسب الجرعات المطلوبة.

المصدر: نقطة المجتمع العلمي العربي

شاهد أيضاً

”كشرة” الأردنيين .. حقيقة أم تهمة

الشرق اليوم– تعتبر (الكشرة) الأردنية هي (التكشيرة) الأشهر عالميا، وربما من أشهر معالم الشعب الأردني …