الرئيسية / منوعات / كيف تستطيع الأسماك العيش تحت الجليد؟

كيف تستطيع الأسماك العيش تحت الجليد؟

الشرق اليوم– في الشتاء عندما تتراجع درجات الحرارة كثيراً، تجد الثلج يكسو بعض المسطحات المائية كالأنهار والبحيرات في مشهد جميل! لكن قد يجعلك ذلك تتساءل كيف تعيش الأسماك والكائنات البحرية في هذا المكان وهذا الوقت؟ كيف تتكيف في درجات الحرارة القارصة تلك، وماذا يوجد تحت هذه الطبقة السميكة من الثلج! هذا هو ما سيدور حوله مقالنا اليوم.

لا تتعجب إذا ذهبت لإحدى البحيرات المتجمدة ورأيت شخص يصطاد! هو ليس بمجنون لكنه فعلاً يبحث عن بعض الأسماك ليلتقطها من بين الأعداد الكبيرة التي تعيش تحت الجليد. فالجليد الموجود هو مجرد طبقة ليست بالعميقة، ويوجد تحتها المياه السائلة في درجة حرارة 3 أو حتى 4 مئوية، وهي درجات حرارة مناسبة جداً حتى تعيش الأسماك فيها!

كيف تتواجد المياه السائلة أسفل طبقات الجليد؟
تظل طبقات الجليد في الأعلى بسبب أن كثافة الجليد أقل من كثافة المياه، وبالتالي تظل المياه السائلة في الأسفل، وهو المكان الذي تتواجد فيه الأسماك عادةً في هذه الظروف، حيث تصل في القاع درجات الحرارة إلى 4 درجات مئوية وتظل ثابتة عليها، كما أن وجود طبقات الجليد السميكة في الأعلى يحبس كميات كبيرة من الأكسجين في القاع فيساعد الأسماك على التنفس بسهولة.

كيف تتأقلم الأسماك مع درجات الحرارة المنخفضة؟
بالطبع درجات حرارة مثل 3 و4 مئوية هي ما زالت منخفضة ليعيش فيها أي كائن حي، ولذلك تتمتع بعض الكائنات ومنهم الأسماك ببعض الخواص التي تمكنهم من النجاة والتعايش مع هذه الظروف، فهي تنضم لمجموعة الكائنات الحية ذات الدم البارد (Cold-blooded).

ذوات الدم البارد تقدر أجسامهم على تغيير درجة حرارة أجسامها حسب درجات الحرارة المحيطة، على عكس البشر فنحن من ذوات الدم الحار (Warm-Blooded) أي أن درجة حرارة أجسامنا تظل ثابتة عند حد معين وهو 37 درجة مئوية، ولا تتغير باختلاف الظروف المحيطة.

لذلك فنحن نستعين في الشتاء بالملابس الثقيلة وأجهزة التدفئة، وفي الصيف نخفف من الملابس ونستعين بأجهزة التبريد حتى نستطيع التكيف مع الجو. لكن الأسماك في الشتاء حيث درجات الحرارة المنخفضة جداً تعدل من درجة حرارة جسمها لتتناسب مع حرارة المياه، كما أن وظائف الجسم المتعددة كمعدل الأيض في جسدها هي الأخرى تقل تدريجياً، كما هو مع معدل ضربات القلب والتنفس.

تتمتع الأسماك كذلك بوجود طبقة من الدهون الغير مشبعة كأوميجا 3 داخل خلاياها، وهي تعطي لها حماية إضافية من درجات الحرارة القارصة، وهذا هو السبب الذي يجعل بعض الأسماك تأكل كميات كبيرة من الغذاء قبل حلول الشتاء، حتى تزداد تلك الطبقة من الدهون سماكة وبالتالي تساعدها على النجاة من فصل الشتاء بسلام.

ماذا عن الأسماك الموجودة في أنتاركتيكا؟
هنا سنجد الظروف أصبحت قاسية أكثر! حيث إن درجات الحرارة في القطب الجنوبي تتخطى الصفر بعشرات الدرجات وقد تصل ل-50 درجة مئوية! ولكن الأسماك تستطيع أيضاً النجاة والتكيف معها. ففي أسماك أنتاركتيكا خاصةً وجد العلماء أنها تملك في أجسادها بعض الجزيئات من البروتينات المقاومة للتجمد وهي التي تساعدهم على الصمود لأكبر وقت ممكن، وفي أقصى درجات الحرارة في المياه التي قد تصل ل -1.9 درجات مئوية، والتي هي أعلى من درجة التجمد بما يقارب الدرجتان!

في النهاية، لكل كائن حي قدرات خاصة على التكيف مع البيئة تختلف عن الكائنات الأخرى، وهي أحد الأسباب التي تجعلنا نرى عظمة الخالق يوماً بعد يوم.!

المصدر: نقطة المجتمع العلمي العربي

شاهد أيضاً

“أسترازينيكا” تقر بأن لقاحها ضد كورونا قد يسبب جلطات دموية

الشرق اليوم- أعترفت شركة “أسترازينيكا” لأول مرة بأن لقاحها ضد كورونا الذي يحمل العلامة التجارية …