الرئيسية / مقالات رأي / “هندي” لإنقاذ بريطانيا !

“هندي” لإنقاذ بريطانيا !

الشرق اليوم- هل هي “لعنة التاريخ” أم هو “مكر التاريخ”، أم هو التاريخ الذي لا يكرر نفسه، ولكنه يتشابه كثيراً ؟

استعمرت بريطانيا الهند لأكثر من مئة عام إلى أن نالت استقلالها عام 1947، ذاق خلالها الشعب الهندي شتى أشكال القهر والعذاب والهوان، إضافة إلى نهب ثروات البلاد.

بعد مئة عام يدور التاريخ دورته، ليصل إلى سدة الحكم في بريطانيا قبل أيام ريشي سوناك البريطاني من أصل هندي كي ينقذها من أزمتها الإقتصادية التي أطاحت برئيسي حكومة هما بوريس جونسون وليز تراس التي لم تصمد أكثر من 44 يوماً.

عندما استنبط فريدريك هيغل ( 1770- 1831) مفهوم “مكر التاريخ”، كان يقصد أن مسار التاريخ يشبه إلى حد بعيد رحلة أشعة الشمس التي تنشرالضوء على الأرض ببزوغها من الشرق، إلى أن تغيب ويتلاشى نورها في الغرب، وبمعنى آخر التاريخ يمر بثلاث مراحل، الطفولة والرجولة والشيخوخة. في مرحلة الرجولة سادت بريطانيا ومادت، وكانت الشمس لا تكاد تغيب عن إمبراطوريتها المترامية، وكانت الهند تمثل “درة التاج” البريطاني آنذاك.

ويدور الزمن دورته، وها هي بريطانيا في شيخوختها تبحث عن منقذ لاقتصادها الذي ينهكه التضخم والغلاء، فلا تجد أمامها إلا من سامت شعبه شتى صنوف الذل والعذاب.

سوناك، هو الابن الأكبر بين ثلاثة أبناء لوالديه القادمين من منطقة البنجاب الهندية، وهو الآن يمثل الأمل المتبقي لدى حزب المحافظين لإنقاذه وانقاذ بريطانيا وإخراجها من هوة الأزمة السياسية والإقتصادية.

الكلمة السحرية لسوناك هي “السيطرة على التضخم”، وهو لا يرى ضرورة لتخفيف السياسة الضريبية بحجة أن ذلك قد لا يفيد في السيطرة على التضخم المستمر الذي بلغ أكثر من 10 بالمئة، وهو الأعلى منذ 40 عاماً. وكان أول ما فعله سوناك بعد اختياره زعيماً لحزب المحافظين وبالتالي رئيساً للحكومة أنه تعهد ب “الاستقرار والوحدة في مواجهة صعوبات اقتصادية عميقة”.

لكن هل يستطيع سوناك الوفاء بتعهداته ويكسب الرهان في إنقاذ بريطانيا ؟

الصحف البريطانية عكست في ردود فعلها حالة من عدم اليقين والشك، وسط تصاعد الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة بعد فشل حزب المحافظين في سياسته الإقتصادية المدمرة؟

صحيفة “الفاينانشال تايمز” نقلت عن وزير المالية الحالي جيرمي هانت دعوته لسوناك بالتركيز على خطة جديدة متوسطة الأجل لخفض الديون الأسبوع المقبل.أما صحيفة “الديلي ستار” فتساءلت عما إذا كان سوناك سيصمد في منصبه حتى نهاية الشهر الحالي أم لا. من جهتها وصفت صحيفة “الديلي ميل” فوز سوناك بأنه “فجر جديد لبريطانيا”. لكن صحيفة “الديلي ميرور” قالت إن رئيس الوزراء الجديد وصل إلى السلطة دون فوز في الانتخابات العامة، وتساءلت مستنكرة “من صوّت لك”؟ أما صحيفة “ذا صن” فنشرت صورة لسوناك وهو يحمل سيفاً شبيهاً بسيوف فيلم “ستار وور”، وقالت متهكمة “القوة معك يا سوناك”، في إشارة إلى المنافسة الوهمية التي خاضها.

هل ينجح سوناك وينقذ بريطانيا التي بنت مجدها على استعمار بلاده وغيرها من البلدان ؟

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

الأردن: معركة محور التّطرف!

بقلم: محمد صلاح – النهار العربي الشرق اليوم- ليس سراً أن مصر والأردن خسرا كثيراً …