الرئيسية / الرئيسية / مترجم: بتعيين تاتا ترامب يضع البنتاغون في مرمى النيران السياسية المتبادلة

مترجم: بتعيين تاتا ترامب يضع البنتاغون في مرمى النيران السياسية المتبادلة

BY: Helen Cooper

الشرق اليوم-  بالالتفاف حول الكونجرس لتعين أنتوني جيه تاتا، وهو عميد متقاعد له تاريخ من كراهية الإسلام والآراء التحريضية الأخرى، في منصب رفيع في وزارة الدفاع، قرر الرئيس ترامب مرة أخرى وضع المؤسسة العسكرية في المكان الذي لا تريد التواجد فيه على وجه التحديد؛ أي في خضم معركة سياسية قد تلحق الضرر بدعم الحزبين للبنتاغون.

ووفقاً لموظفي الكونجرس من كلا الجانبين، كان من غير المحتمل أن يحظى السيد تاتا، الذي تم ترشيحه للوظيفة رقم 3 في البنتاغون، بموافقة مجلس الشيوخ بسبب تعليقاته التحريضية السابقة. في الوقت الذي فيه أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الضعفاء في حيرة من أمرهم حيال كيفية التعامل مع الحركة الرامية لإنهاء العنصرية المُمنهجة التي اجتاحت البلاد، كان يُنظر إلى ترشيح السيد تاتا لمنصب سياسي كبير، على نطاق واسع على أنه خطوة أبعد من اللازم. فقد ألغى عضو مجلس الشيوخ جيمس م. إنهوف، الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما، جلسة تأكيد ترشيح السيد تاتا يوم الخميس الماضي قبل ثلاثين دقيقة فقط من الموعد المقرر لبدأها.

لكن البيت الأبيض تجنب الكونجرس يوم الأحد. وجعل السيد ترامب وزير الدفاع مارك ت. إسبر يعين، السيد تاتا في منصب رفيع مؤقت في نفس مكتب وزارة الدفاع. وتنص القوانين السرية على أنه إذا ظل في هذا المنصب لمدة 90 يومًا، فيمكن للسيد تاتا بعد ذلك تولي الوظيفة الأصلية بصفة قائما بمهام ذلك المنصب – دون موافقة مجلس الشيوخ. (وقام السيد تاتا بسحب اسمه من عين الاعتبار لتلك الوظيفة يوم الأحد، ليسحب ترامب ترشيحه رسميا يوم الاثنين).

وفي يوم الاثنين في البنتاغون، حيث انخرط المسؤولون العسكريون بالفعل في صراع عنيف (شد وجذب) مع السيد ترامب بسبب إصراره على استمرار المؤسسة العسكرية في تكريم قادة الكونفدرالية السابقين، قوبلت مناورة تعيين تاتا بحالات الاستقالة والذعر.

وقال ديريك شوليه، مساعد وزير الدفاع السابق في إدارة أوباما: “لن يؤدي هذا إلا إلى تفاقم التوترات بين المدنيين والعسكريين وإهانة إضافية لفريق السياسة في البنتاغون، الأجوف من الداخل بالفعل”. “وفكرة وجود صوت مثل صوت تاتا على أعلى مستويات البنتاغون خلال لحظة من هذا التوتر والاضطراب، فإن كلا الأمرين سيزدادن سوءًا في الأشهر المقبلة، وهو أمر مُقلق للغاية”.

حبب السيد تاتا الرئيس بنفسه بطريقة مجربة وواقعية: حيث أشاد بالسيد ترامب على قناة فوكس نيوز وسحق خصومه السياسيين. ولقد روّج السيد تاتا لنظريات المؤامرة التي نقول أن جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية في عهد الرئيس براك أوباما، كان يريد الإطاحة بالسيد ترامب من منصبه أو حتي اغتياله إن لزم الأمر.

وقال السيد تاتا أيضًا إن السيد أوباما وميشيل أوباما، “السيدة الأولى”، رددوا مصطلح “الخيانة العظمى” للتعبير عن فزعهما من رئاسة ترامب خلال الفترة الانتقالية.

إن آراء السيد تاتا، التي تم التعبير عنها في سلسلة من التغريدات، كانت صارخة مثل الضرب على ناقوس. حيث وصف الإسلام بأنه “الدين الأكثر عنفا وقمعا” وأشار إلى أوباما على أنه “زعيم إرهابي”. وقد اعتذر منذ ذلك الحين عن هذه التصريحات  التي أبلغت عنها قناة “سي إن إن ” أول مرة  .

يقول جون جانس، كاتب خُطب في وزارة الدفاع الأميركية لوزير الدفاع السابق، أشتون كارتر: “في لحظة حيث تحذر وزارة الدفاع من مخاطر التسييس ومحاولة إبقاء العاملين لديها بعيدا عن الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2020، فإن تعيين تاتا يثبت أن الأوامر غير السياسية لا تعني الكثير”. “و كانت تغريداته المشتعلة بمثابة مثال وسابقة رهيبة قبل ثلاثة أشهر من الذهاب في حملة انتخابية مثيرة للجدل”.

وبعد أن لفتت التعليقات انتباه الرأي العام، تخلى العديد من كبار الضباط العسكريين المتقاعدين عن دعمهم للسيد تاتا. والجنرال جوزيف فوتل، الرئيس السابق للقيادة المركزية؛ الجنرال توني توماس، الرئيس السابق لقيادة العمليات الخاصة؛ طالب الفريق ديفيد أ. ديبتولا، الجنرال السابق بالقوات الجوية، في يونيو بإزالة أسمائهم من خطاب يؤيد ترشيح السيد تاتا والذي أرسله 36 من القادة الحاليين والسابقين في لجنة القوات المسلحة.

كان من المفترض أن يخلف السيد تاتا جون سي رود الذي استقال في فبراير بناءً على طلب السيد ترامب. ولقد دفع السيد رود مرة أخرى الجهود الرامية إلى وقف المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وهي قضية مركزية في جلسات استماع للتهم الموجه لترامب.

أحد الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة، وعضو مجلس الشيوخ كيفين كرامر من داكوتا الشمالية، أشار علنا إلى أنه مستعد لمنع الترشيح بسبب سياسة البنتاغون التي لا علاقة لها بشأن إضافة أسماء إلى النصب التذكاري لقدامى المحاربين في فيتنام. لم يكن المشرعون الجمهوريون الآخرون مستقرون خاصاً بعد ملاحظات السيد تاتا التحريضية ، وكان التصويت على الترشيح سيضع أربعة جمهوريين في اللجنة، والذين يواجهون معارك صعبة في إعادة الانتخاب، في موقف بغيض بشكل خاص: أعضاء مجلس الشيوخ جوني إرنست من ولاية أيوا، ومارثا ماكسلي من أريزونا، وثوم تيليس من نورث كارولينا، وديفيد بيرديو من جورجيا.

اتحد المشرعون الديمقراطيون في اللجنة في معارضة السيد تاتا، مما جعل التهديد بمعارضة السيد كرامر أمرا قاضيا محتملاً لنقل الترشيح من اللجنة. كان هذا كافيا بالنسبة للسيد إينهوف لإلغاء جلسة الاستماع.

وفي الليلة التي سبقت إلغاء جلسة الاستماع، سُمع السيد إينهوف صدفة وهو يناقش المسألة في اتصال هاتفي مع السيد ترامب. تم سماع تلك المكالمة لأن السيد إينهوف استخدم مكبر الصوت ليستمع بشكل أفضل ، بينما كان يجلس في مطعم تراتوريا ألبرتو في واشنطن. وخلال المحادثة، اقترح السيد ترامب أنه قد يمنح السيد تاتا منصباُ مختلفا.

وفي يوم الاثنين، أشار السيد إينهوف إلى أنه لن يحاول أن يمنع الخطوة الأخيرة التي قام بها السيد ترامب. وقال إنهوف في رد عبر البريد الإلكتروني على طلب للتعليق: “بينما كنت أؤكد دائمًا على الحاجة إلى وجود قيادة مثبتة من قبل مجلس الشيوخ في المناصب العليا في البنتاغون ، أعتقد أنه من سلطة الرئيس تعيين مسؤولي وزارة الدفاع عندما يقتضي الأمر ذلك “. “ومن الواضح أن هذه المناصب تشكل أهمية حاسمة داخل الوزارة حيث يتطلب الأمر أن تكون هيئتها مكتملة”.

شاهد أيضاً

حدود “خلاف” بايدن ــ نتنياهو… فوق أنقاض رفح

بقلم: إياد أبو شقرا- الشرق الأوسطالشرق اليوم– ما زلتُ حائراً في تقدير قرار الرئيس الأميركي …