الرئيسية / الرئيسية / كورونا آخر الأوبئة .. ولكن

كورونا آخر الأوبئة .. ولكن

بقلم: حمزة مصطفى

الشرق اليوم- كان البروفيسور الإيراني خسرو باقري، الأستاذ في جامعة طهران، مصيبا حين وصف كورونا بأنه “المعلم الأخير” في مقاربة علاماتية مع اللقب الذي حمله أرسطو “المعلم الأول”. لاتوجد علاقة قصدية بين فايروس مثل “كورونا” وفيلسوف مثل “أرسطو”. الربط بدا مقحما مثلما أخبرني صديقي أستاذ الفلسفة الدكتور طه جزاع مع إنه مقاربة مثيرة للإهتمام. نعم لا صلة موضوعية أومنهجية بين الإثنين.فايروس أيا كان وإنسان أيا كان .. عامل بناء أو فيلسوف مع أن العامل يشيد أعظم الأبنية والفيلسوف ينمي أضخم  العقول. الفايروس أي فايروس بدء من الإنفلونزا الإسبانية الى الخنازير والطيور وأنواع أخرى من الأوبئة الخطيرة مثل الطاعون والكوليرا والأيدز والأيبولا والسارس مهمته الوحيدة شن حرب بلاهوادة على الجنس البشري عدوه الوحيد. كل الفايروسات لاصلة لها بهوياتنا الفرعية سوى هويتنا الجامعة وهي البشرية ومنها أشتقت الإنسانية. مع ذلك فإن كل الفيروسات التي سبقت كورونا لم تكن مثله على صعيد إستهداف الإنسان أيا كان وبسرعة غير مألوفة.

من هنا تبدو مقاربة باقري مهمة على صعيد التوصيف بإطلاق وصف “المعلم الأخير” لكن ليس بهدف المقارنة مع أرسطو الإ لجهة كل إنجازات الفلسفة عبر العصور  خرجت من معطف أرسطو بشكل أو بآخر. لكن لماذا هو المعلم الأخير؟ لأن كل الفايروسات والأوبئة التي سبقته منذ بدء أولى موجات إستهداف البشر مرضيا لم تمنح البشر دروسا كافية بكيفية حماية نفسه بدء من أبسط عادة أو عرف أو تقليد مجتمعي وهو المصافحة الى أعلاها من حيث التقيد الصارم بالتعاليم. كلنا نقول أن كورونا سيغير القواعد المتعارف عليها في العالم حتى بتنا نصف محاولات سبقته مثل العولمة وهي ليست وباء بقدر ماهي تطور بشري صنعه الإنسان بنفسه وتفاخر به على كل المخلوقات بأن حول العالم الى قرية ومن ثم الى مجرد شاشة ذكية كلنا بمن في ذلك أولادنا وأحفاد كبار السن منا يحملونها ويتفاخرون بإقتناء الثمين منها “أبو المواصفات”.

جاء كورونا ليقول “إنتهت اللعبة” عليكم إما أن تغيروا قواعد قومكم ونومكم, طعامكم وشرابكم, ذهابكم وإيابكم, سفركم وبقائكم, ووو سلسلة واوات لاعد لها ولا حصر. فايروس كورونا وبكل بساطة يريد أن يعلمنا قاعدة واحدة وهي كيف ننتصر عليه. كورونا هو الفايروس الوحيد الذي منحنا كل أسلحة الدمار الشامل الكفيلة بالقضاء عليه. كورونا هو الفايروس الوحيد الذي يقاتل في العراق مكشوفا الى الحد الذي يمكن بإستنشاق هواء حار يقضي عليه. كورونا هو الفايروس الوحيد الذي يقول لكل البشر أقتلوني أقضوا علي إن إستطعتم مع تعليمات بسيطة جدا قوامها العزل فقط. لكن السؤال الى متى العزل؟ كورونا يقول هذا يتوقف عليكم. إن أردتم القضاء علي قضاء مبرما عليكم بخطوتين لا ثالث لهما. إعزلوا أنفسكم  حتى أمر بوصفي غمة. الستم تقولون “الله أبعد هذه الغمة عن هذه الأمة”.

الأمر بسيط إعزلوا أنفسكم أسبوعين فقط. والثانية عندما أزول لاتعودوا الى عاداتكم السيئة التي جعلت “اللي يسوى والمايسوى من الفايروسات” يضحك عليكم. تماديتم كثيرا في سلوككم البشري الخاطئ في كل شئ أكلا وشرابا, حلا وترحالا, وعلاقات إجتماعية وإنسانية. تريدون تخلصون مني .. صيروا خوش ولد وقد أعذر من أنذر.

شاهد أيضاً

ماذا حقق “حزب الله” من التضحيّة بمقاتليه وبجنوب لبنان؟

بقلم: فارس خشان- النهار العربيالشرق اليوم– فَصَلَ “حزب الله” الجنوب عن لبنان. لم تعد هموم …