الرئيسية / الرئيسية / انتحار الديكتاتوريات

انتحار الديكتاتوريات

بقلم: محسن الشمري

الشرق اليوم- كل حكومات العهد الجمهوري (بعد 1958) كانت ومازالت تسير على منهاج ابتلاع الدولة من قبل النظام الحاكم واختزال قرار الدولة ومقدرات ومصير الشعب بشخص واحد أو مجموعة أشخاص ذات توجه واحد.

لقد وجهت هذه الحكومات جهودها ووقتها لبناء أمجاد شخصية على حساب المواطن والوطن ولم تقبل كل الحكومات بمنطق التعددية ومازالت ترفض مبدأ الرأي والرأي الاخر ولم تمتلك إرادة التعامل المرن مع آراء وموافق الشركاء في الوطن وكلها كانت تتعامل مع على أساس التآمر لإقصاء الآخر والتعسف في استخدام السلطة.

المجتمع الدولي لا يخشى من تنامي الوعي النوعي والكمي لدى أي شعب وفِي المقابل تعمل الانظمة الديكتاتورية على تجهيل شعوبها ومحاربة الوعي وإضعاف دور الطبقة المتوسطة بشتى وسائل التصفية المعنوية والجسدية.

إنهم أمثلة على الاستبداد والإقصاء ولم يقدموا حلول استراتيجية للتعليم والعدالة الاجتماعية والبنى التحتية الاجتماعية والمادية والخدمية وضربوا منظومة القيم والمبادئ التي تربى عليها المجتمع العراقي وجلبوا أفكار ورؤى لم تمزج الأصالة والحداثة.

العراق ليس قرية صغيرة معزولة اجتماعياً وعلمياً وتقنياً واقتصادياً وأمنياً عن المجتمع الدولي ولا يمكنه الاستغناء عن العالم وخلاف ذلك يحل الخراب والدمار والتراجع في كل الاتجاهات مثلما نعيشه منذ عقود.

الأمثلة قائمة بين أيدينا؛ أوروبا بعد انتهاء عهد الديكتاتوريات (هتلر وموسليني)وروسيا وأوروبا الشرقية بعد الاتحاد السوفيتي وكذلك الفارق بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية قبل انهيار جدار برلين وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية الآن؛ حيث تتطور كوريا الجنوبية بكل القطاعات وتتراجع كوريا الشمالية عندما اختارت العزلة عن المجتمع الدولي.

الولايات المتحدة الأمريكية وباقي دول العالم وجهان للمجتمع الدولي وإدارة رأس العالمي تتم وفق برنامج يرتكز على الشراكة والتبادل المرن الذي يحقق الربح للطرفين عند جلوسهما على جانبي الطاولة وهما يمتلكان مبادئ وأسس التنافس الذاتية المتقاربة التي تنتج التوازن وتحقق معادلة الربح للجميع.

إذ لا يمكن لأي دولة مهما امتلكت من امكانيات بشرية ومادية أن تعيش بمعزل عن المجتمع الدولي وإن الشعب هو المتضرر الوحيد من سلوكيات الأنظمة التي لا تؤمن بالعمل المشترك داخل حدود البلد ومع باقي دول المنطقة والعالم.

إن الدخل الإجمالي للعراق (231 مليار دولار) ولولاية كاليفورنيا رابع اقتصاد على مستوى العالم (1900 مليار دولار؛ أي ثمانية أضعاف الدخل الإجمالي للعراق) مع عدد سكان متساوي تقريباً

ويتفوق الدخل الإجمالي لكاليفورنيا على إجمالي الدخل لدول الخليج الستة (السعودية 770 مليار دولار والامارات 433 وقطر 145 والكويت 144 وعمان 82 والبحرين 39) وكذلك على اقتصاديات (تركيا 713 وإيران 430  وإسرائيل 365) مجتمعة وكذلك يقترب من مجموع دخل الدول الاسكندنافية مجتمعه (السويد 555 والنرويج441  والدنمارك355  وفنلندا 277) ويتفوق على اقتصاديات (كندا1733  وكوريا الجنوبية 1655 وروسيا 1576 وإسبانيا 1437 وأستراليا 1427).

إن استحكام العاطفة على قرارات الفرد والمجتمع وتحكم السلوك الجمعي الذي تقوده العواطف بمقدرات الدولة؛ يأخذ المواطن والوطن إلى حقل الالغام ويبعده عن مساحات تتوفر فيها فرص عيش أفضل من الحياة فوق الألغام المخبئة تحت التربة.

شاهد أيضاً

ماذا حقق “حزب الله” من التضحيّة بمقاتليه وبجنوب لبنان؟

بقلم: فارس خشان- النهار العربيالشرق اليوم– فَصَلَ “حزب الله” الجنوب عن لبنان. لم تعد هموم …