الرئيسية / منوعات / ما هو السبب وراء تغير ألوان أوراق الأشجار خلال فصل الخريف؟

ما هو السبب وراء تغير ألوان أوراق الأشجار خلال فصل الخريف؟

الشرق اليوم– يحدث تحول سحري في الطبيعة في فصل الخريف، حيث تتغير ألوان الأوراق من اللون الأخضر الزاهي إلى درجات متعددة من الألوان الدافئة والمتنوعة، مما يخلق منظرًا خلابًا وساحرًا في الغابات والمناظر الطبيعية.
هذه الظاهرة الطبيعية تثير الفضول وتحمل العديد من الأسئلة حول سبب تلك التغيرات الجمالية والعملية الحيوية التي تحدث في الأشجار، سوف نتحدث عنها في هذا المقال.

لماذا تتغير لون الأوراق في فصل الخريف، وكيف تعرف متى تبدأ؟

داخل الغابات المعتدلة والشمالية، بتغير الفصول توجد أشجار وشجيرات تسقط أوراقها، وهي تشمل الأخشاب القطنية والقيقب والبلوط، وعلى الطرف الآخر توجد نباتات لا تتخلص من أوراقها، أو دائمة الخضرة على سبيل المثال، أشجار الصنوبر، والرذاذ، والأرز، والتنوب التي تشكل الصنوبريات.

ينتج كلا النوعين من الأشجار طاقة أقل في الشتاء، لكن الصنوبريات أو النباتات التي لا تتساقط أوراقها سريعا لها خصائص مختلفة، مثل الطلاء الشمعي لتقليل فقدان المياه، مما يساعدها على الحفاظ على أوراقها على مدار العام.

كيف تحمي معلوماتك الشخصية في الفضاء الرقمي

وفقًا لآدم مور، وهو باحث في خدمة الغابات بولاية كولورادو، فإن الأشجار من جميع الأنواع تلتقط إشارات من بيئتها، مثلما نفعل كثيرًا، تخبرهم عندما يحين وقت الاستعداد لفصل الشتاء، حيث في أوائل الخريف، تبدأ الظروف الجوية في التغير، ويصبح الجو أكثر برودة – مع الليالي الباردة؛ ولكن غير المتجمدة – وتقل مدة ضوء النهار، تتلاشى الألوان الخضراء المشرقة، وتبدأ عملية تغيير الألوان في الأوراق.

تُعد الأوراق مصدرًا رئيسيًا للتغذية والطاقة للأشجار، حيث يتم تصنيع الطعام عبر عملية التمثيل الضوئي باستخدام الكلوروفيل الموجود داخل الخلايا النباتية؛ ولكن مع اقتراب فصل الشتاء، يصبح من الصعب على الأشجار الحفاظ على هذه العملية بسبب انخفاض درجات الحرارة وقلة ساعات الضوء.

علاقة الكلوروفيل وباقي الأصباغ بتغير لون الأوراق

يعتبر الكلوروفيل هو الصبغة الأكثر شيوعًا التي تستخدمها النباتات للحصول على الضوء – تبدو الأوراق الخضراء على هذا النحو لأن الكلوروفيل يمتص الضوء الأحمر والأزرق ويعكس الضوء الأخضر – غالبًا ما تحتوي النباتات على مجموعة متنوعة من الأصباغ الثانوية أيضًا.

عندما يبدأ الكلوروفيل في أوراق الشجرة في التضاؤل، تصبح هذه الأصباغ الأساسية مرئية. هذا ما نراه عندما تصل أوراق الشجر إلى ذروتها، كما قالت كريستينا بيزانسون، عالمة تربية الأشجار في جامعة ماساتشوستس أمهيرست.

تنبع الألوان الحمراء والأرجوانية من أصباغ ثانوية تسمى الأنثوسيانين، بينما تنتج الكاروتينات والزانثوفيلات الأوان البرتقالى والأصفر على التوالي.

تتأثر عملية تغيير الألوان أيضًا بعوامل بيئية مثل درجات الحرارة ومدة ساعات الضوء النهارية. كلما انخفضت درجات الحرارة واقتربت من الصفر المئوي، زادت فرصة حدوث تلك التغيرات اللونية. بالإضافة إلى ذلك، تقصر فترة الإضاءة النهارية في فصل الخريف، مما يؤدي إلى تنبيه الأشجار بضرورة توفير الطاقة والاستعداد لفصل الشتاء البارد.

ولكن مع حلول فصل الشتاء، تتخلص النباتات المتساقطة في النهاية من أوراقها، تاركة وراءها «ندوب أوراق» صغيرة مستديرة ، حيث تعلق الورقة بالشجرة، ولا تزال الأشجار توفر خدمات النظام البيئي حتى بعد تساقط أورقها ،فإنها توفر موطن ثمين للطيور، وتوفر الأوراق المتساقطة العناصر الغذائية أثناء تحطمها في التربة.
قالت بيزانسون: “يساعد تساقط الأوراق سنويًا على بناء التربة عن طريق صنع نشارة، وتغطية التربة على الجذور خلال فصل الشتاء، لإبقائها دافئة.”

باختصار، تتغير ألوان الأوراق في فصل الخريف بسبب التغيرات الكيميائية والبيئية التي تحدث في الأشجار. يُعَدُّ هذا التحول الجمالي مشهدًا ساحرًا يلهم الإبداع ويذكرنا بأهمية قبول التغيرات في حياتنا والتأمل في جمال الطبيعة وتجدد الحياة.

شاهد أيضاً

ما هي الأطعمة المثالية لإنقاص الوزن؟

الشرق اليوم- تعتبر خبيرة التغذية الروسية الدكتورة لينا باكوفيتش مرق العظام طعاما مثاليا لمن يرغب …