الرئيسية / مقالات رأي / هل تصمد ليزا تراس؟

هل تصمد ليزا تراس؟

الشرق اليوم- لم تهنأ ليزا تراس بعد بمنصب رئاسة الحكومة البريطانية الذي تولته خلفاً لبوريس جونسون، حيث تواجهها عواصف سياسية واقتصادية من داخل حزبها وخارجه قد تطيح بها وبحكومتها، وهي بالكاد أمضت أربعين يوماً في “10 داوننغ ستريت”.

 هناك أصوات داخل حزب المحافظين تدعو للإطاحة بها والذهاب إلى انتخابات مبكرة، فيما اعتبر آخرون مثل هذه الخطوة بمثابة “انتحار” للحزب.

 سلسلة الاضطرابات السياسية والاجتماعية بدأت بعد تراجعها عن إجراءات أساسية في سياستها لإنقاذ اقتصاد بريطانيا من التضخم، مثل إلغاء خطتها لتجميد ضريبة الشركات العام المقبل، ورفض التخفيض الضريبي لمن تتجاوز مداخيلهم 150 ألف جنيه إسترليني، فيما تعاني البلاد من انخفاض سعر الجنيه وارتفاع الفائدة، ما اضطرها لإقالة وزير المالية كواسي كوارتنغ وتعيين جيرمي هانت بدلاً منه.

 هانت اتهم سلفه ورئيسة الوزراء بارتكاب خطأ في محاولتهما خفض ضرائب الأعلى دخلاً، وتحدث عن “قرارات صعبة للغاية” قريباً.

 صحيفة ذا تايمز قالت إن تراس تكافح من أجل البقاء، ويرى الصحفي أندرو نيل شو أن تراس لن تنجو من الأزمة، وأضاف “أعتقد أن المباراة انتهت والسؤال يتعلق بالبديل”. أما الصحفي سيبيستيان باين فيعتقد أن ليز تراس في خطر، على الرغم من استبدالها وزير المالية، ويتساءل باين في مقال نشرته “الفايننشال تايمز” عما إذا كانت تراس تستطيع الاستمرار في منصب رئاسة الوزراء بعد أن أطلقت العنان للاضطرابات في الأسواق المالية، وأثارت الأجندة اليمينية التي وضعها وزير المالية المقال في ميزانيته المصغرة التي تتضمن 45 مليار إسترليني من التخفيضات الضريبية غير الممولة.

 لا تستطيع تراس النأي بنفسها عن ذلك، ووضع اللوم على الوزير السابق، فهي كرئيسة حكومة مسؤولة بالدرجة الأولى، الأمر الذي أدى إلى نتائج عكسية، حيث ارتفعت الأصوات داخل حزبها تدعو للإطاحة بها، إضافة إلى أصوات أخرى تدعو لانتخابات مبكرة. فقد وقّع أكثر من 618 ألف شخص على عريضة تدعو إلى انتخابات عامة، وهو عدد يتجاوز العدد المطلوب لإثارة نقاش حول الدعوة في مجلس العموم، ومن المتوقع أن يتم ذلك يوم الاثنين المقبل.

 النائب كريسبين بلانت من حزب المحافظين اختصر الأزمة بقوله: انتهت اللعبة، فيما قال النائب المحافظ الآخر مارك غارنييه “إن ليز تراس في المنصب لكنها ليست في السلطة”.

 حكومة تراس أمام فشل ذريع، وفي مواجهة انقسام حاد داخل حزب المحافظين، الأمر الذي قد يطيح بها وبالحزب في حال إجراء انتخابات مبكرة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العمال سوف يكتسح الانتخابات جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها المواطنون بسبب سياسات حزب المحافظين.

 يبدو أن السؤال المتعلق بمصير حكومة تراس، هو متى ترحل وليس هل سترحل؟

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

إسرائيل تختار الصفقة بدلاً من الرد الاستعراضي

بقلم: علي حمادة – صحيفة النهار العربي الشرق اليوم– تجنبت ايران رداً إسرائيلياً استعراضياً يفرغ …