الرئيسية / مقالات رأي / شراكات متجددة في المنطقة

شراكات متجددة في المنطقة

بقلم: د.سالم حميد – صحيفة “الاتحاد”

الشرق اليوم – تطورات متسارعة يشهدها العالَم والمنطقة، وتحالفات جديدة وتعزيز لتحالفات قديمة.. هذا جزء من المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وربما عززت هذا المشهدَ زيارةُ الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، والذي وقع مع الجانب الإسرائيلي «إعلان القدس» الذي تناول ملفات كثيرة، ربما أهمها هو العلاقة والشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأيضاً تعميق اتفاقيات «إبراهام» واتفاقيات السلام والشراكة بين إسرائيل وعدد من الدول منها الإمارات والبحرين والمغرب، وتعزيز الأمن الإقليمي والازدهار والسلام، ودعم مبادرات السلم الإسرائيلية الفلسطينية و«حل الدولتين»، وحشد دول المنطقة لشراكات دفاعية مشتركة، ودفع التكامل الإقليمي والاقتصادي في المنطقة، والترحيب باتفاقية «آي 2 يو 2» وإظهار أهمية هذه الشراكة التي جمعت الإمارات والولايات المتحدة والهند وإسرائيل، فهذه الاتفاقية هامة للغاية لدول المنطقة، خاصة على الصعيد الاقتصادي.

زار بايدن السعودية ليعزز الصداقة مع المملكة وليفتح آفاق التعاون المشترك، ولتفتح الولايات المتحدة صفحةً جديدةً في العلاقة مع دول المنطقة الحليفة، ولتعود أميركا للشرق الأوسط كلاعب مهم يحترم ويعزز تعاونَه مع الدول الحليفة في مواجهة التحديات التي يشهدها العالم، فلا يصح إلا الصحيح، فهذه المنطقة لا يمكن الاستهانة بقدراتها وقدرات الدول فيها، فإعلان القدس أكد ضرورة بناء هيكل إقليمي قوي، وكذلك توسيع دائرة السلام وتعزيزه، والتحالفات الجديدة التي جمعت إسرائيل مع عدد من الدول العربية.. سيكون لها دور في صياغة واقع جديد قائم على تعزيز الاقتصاد والشراكات الاستراتيجية والعلمية والصحية والأمنية المشتركة، وهو ما نجحت فيه الإمارات من خلال الانطلاق في ظل ظروف صعبة تشهدها دول المنطقة والعالم إلى شراكات تحقق مصلحة شعوب المنطقة، وإنهاء حقبة من الاستقطاب تسببت في انفراط تحالفات استراتيجية وأثرت على فرص السلام الإسرائيلي الفلسطيني الذي سيشهد حلاً قريباً وفقاً للرئيس الأميركي. إن من أهم ما تقدمه زيارة بايدن للمنطقة هو تعزيز الشراكات الاقتصادية والأمنية، والتي تجلت في لقاء المجموعة الرباعية التي جمعت الإمارات بالولايات المتحدة وإسرائيل والهند عبر اتفاقية «آي 2 يو 2».

وهنا نشير إلى ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، من أن «الشراكات وحدها قادرة على تخطي التحديات المتداخلة التي يواجهها العالَمُ اليوم وأهمها أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ والرعاية الصحية»، ليؤكد رئيس الدولة، حفظه الله، أن «دولة الإمارات تؤمن بأن الاقتصاد هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم خاصة عندما تمتلك الحكومات والشعوب الإرادة لبناء الشراكات ومواجهة التحديات».

هذه الكلمات التي تعكس حكمة قائد الوطن ووضوح رؤيته، تلخص كل ذلك الحراك في المنطقة والتقارب في الشرق الأوسط، حيث أعرب سموه عن تمنياته «أن تشكلَ مجموعتُنا الرباعيةُ نموذجاً لمُحبي السلام والازدهار، ودليلاً على الفرصِ الكبيرةِ الضائعةِ التي تخلفُها النزاعاتُ ويُبدِّدُها التطرفُ الأعمى على حساب الشعوب المتطلعةِ للحياة».

المنطقة مقبلةٌ على مجموعة جديدة ونوعية من الشراكات ستغير المفاهيم القديمة وتخلق نموذج عمل متفرد في المنطقة، فمصلحة الشعوب فوق كل المصالح، وفي خضم هذه الأزمات العاصفة لا بد لنا من التعاون والتكامل في هذه المنطقة، حيث ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا والشراكات الإقليمية ستفتح البابَ أمام تقوية الاقتصاد ودعم التكامل الغذائي والصحي العلمي والتنموية، وكل ما يسهم في سد الفجوات التي خلفتها النزاعات الدولية، والتي تسببت في حالة من التخبط عالمياً ليكون عنوان العصر المقبل هو التكامل والتعاون الإقليمي.

شاهد أيضاً

جامعات أميركا… حقائق وأبعاد

بقلم: إياد أبو شقرا- الشرق الأوسطالشرق اليوم– «الانتفاضة» التي شهدها ويشهدها عدد من الحُرم الجامعية …