الرئيسية / مقالات رأي / المرشح الخاسر

المرشح الخاسر

بقلم: عمرو الشوبكي – المصري اليوم


الشرق اليوم – ستنطلق الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية يوم الأحد المقبل، ووضع آخر استطلاع للرأي أعدته مؤسسة «إيبسوس» الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المقدمة، كما كان منذ بدء الحملة الانتخابية، ثم جاء بعده أربعة مرشحين، تناوب اثنان منهم على المركز الثاني، وهو المرشح اليميني المتطرف إريك زامور، الذي حلَّ رابعًا، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وجاءت ثانية، أما المرشح الثالث فهو جان لوك ميلنشوه من أقصى اليسار، الذي حلَّ ثالثًا متقدمًا على زامور، في حين جاءت مرشحة حزب الجمهوريين اليميني فاليري بيكريس في المرتبة الخامسة.
والسؤال المطروح: لماذا تراجع زامور الذي كان متقدمًا على كل منافسي ماكرون واحتل في استطلاع أمس الأول المرتبة الرابعة؟.. الحقيقة أن الإجابة عن هذا السؤال من شقين: الأول أن زامور هو مرشح جديد على السياسة والانتخابات، فهو قادم من مجال البحث والكتابة ولم يخض أي تجربة انتخابية طوال حياته، لذا فإن أفكاره الفجة بدا لها بريق في البداية، حيث تجاوز في تطرفه كل مرشحي اليمين المتطرف طوال تاريخهم، وهو ما لفت نظر البعض وأعجب البعض الآخر، ولكن مع انطلاق الحملة الانتخابية اكتشف الناس أن كثيرًا مما يقوله غير قابل للتطبيق، وكثيرًا من إساءاته غير قابلة للإصلاح، وأن ميزة الحملات الانتخابية أنها كاشفة وكثيرًا ما ترفع مرشحًا وتدفعه للأمام، وكثيرًا ما تعود به للخلف كما حدث مع زامور.
أما الشق الثاني فيتعلق بمضمون رسالته، فمشكلته أنه أساء لدين، أي الإسلام، يعتنقه 6 ملايين شخص يحملون الجنسية الفرنسية، فيصبح التجاوز هنا لا يتعلق بمهاجرين غير شرعيين أو مسلمين متطرفين، إنما يصبح لعقيدة ودين لا يمكن تغييره، ولا يمكن طرد معتنقيه من فرنسا مهما كانت درجة كراهيتك لهم، لأن أغلبهم أصبحوا مواطنين فرنسيين.
لقد قال إريك زامور في أحد لقاءاته المثيرة للجدل، نقلًا عن أحد الشعراء، وأكد فى نفس الوقت أن هذا الكلام يعكس قناعاته: «إن الإسلام هو الإسلاميون في راحة، والإسلاميون هم الإسلام في الفعل»، بما يعنى أنه ليس على استعداد لأن يميز بين الغالبية العظمى من المسلمين المسالمين العاديين التي تضم محافظين ومتدينين يمارسون شعائرهم بسلام، وفيهم أيضًا ليبراليون ويساريون وغير متدينين، وبين القلة المتطرفة العنيفة، فالكل عنده واحد وسواء. وقد وصف في مؤتمر، عُقد العام الماضي، وضم قيادات اليمين المتطرف، الإسلام بأنه أسوأ من النازية.. ولم تفلح كل الملاحقات القضائية في محاسبته أو دفعه للتوقف عن التصريحات العنصرية التي تُسيء لعقائد البشر.
لن يصل زامور إلى جولة الإعادة في انتخابات الأحد المقبل، ومع ذلك فإن خطابه والجدل الذي أثاره سيظل حاضرًا داخل النقاش العام في داخل فرنسا وخارجها، وهو ظاهرة لا تحل مشاكل فرنسا إنما تُعقدها.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …