الرئيسية / مقالات رأي / السلام ليس خياراً

السلام ليس خياراً

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – مع انطلاق المشاورات اليمنية في مقر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الرياض، أمس الأربعاء، والتي تستمر حتى السابع من شهر إبريل/ نيسان، في محاولة جديدة لوقف الحرب اليمنية، وبمشاركة كل الأطراف اليمنية، باستثناء جماعة الحوثي التي لا تزال ترفض مسار السلام، يأمل الشعب اليمني أن تشكل هذه المشاورات أملاً في إنجاز سياسي يحقق الأمن والاستقرار لبلده الذي طحنته الحرب على مدى سبع سنوات.

وفي مستهل المشاورات التي لاقت ترحيباً عربياً ودولياً لافتاً، أعرب أمين عام مجلس التعاون نايف الحجرف، عن أمله بأن يمثل اللقاء «منطلقاً لاستعادة اليمن، وبدء مرحلة جديدة من التوافق الوطني»، مؤكداً أن نجاح هذه المشاورات «ليس خياراً، بل واجب»، ذلك أن السلام هو مطلب يمني وعربي وعالمي، لأن الشعب اليمني لم يعد بمقدوره تحمّل المزيد من القهر والحرب والدمار، وأنْ لا مناص من وضع حد للمأساة التي طالت.

وفي خطوة تنمّ عن إرادة حقيقية في تحقيق السلام من خلال الحوار وصولاً إلى الحل الشامل، وخلق بيئة إيجابية، وصولاً إلى تحقيق هذا الهدف، فقد أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، واستجابة لنداء أمين عام مجلس التعاون، عن وقف عملياته العسكرية في الداخل اليمني، بدءاً من الساعة السادسة من صباح أمس الأربعاء. وقد تم التأكيد على أن قيادة القوات المشتركة للتحالف «ستلتزم بوقف النار، وستتخذ كل الخطوات والإجراءات لتهيئة الظروف المناسبة وخلق البيئة الإيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصنع السلام وإنهاء الأزمة».

إذاً، نحن أمام محاولة جديدة وجديّة من جانب مجلس التعاون لإنقاذ اليمن، وإخراجه من المقتَلة التي وقع فيها، والتي استنزفت مقدراته، وشعبه، وحوّلت «اليمن السعيد» إلى بلد يرتع فيه الفقر والبؤس والجوع والمرض. هي محاولة لإعادة اليمن إلى الحضن الطبيعي، الحضن الخليجي والعربي، لأنه الأدفأ والأكثر أماناً وحرصاً على الشعب اليمني، بدلاً من الحضن المستعار الذي لم يأت إلا بالكوارث.

المشاورات اليمنية تشتمل على محاور أساسية، اقتصادية وسياسية وتنموية وأمنية وإنسانية ومكافحة الإرهاب، وهي بمجملها تشكل خارطة طريق لإنقاذ اليمن، وعلى الأطراف المشاركة أن تأخذ في اعتبارها أن تحقيق السلام ليس ترفاً سياسياً، أو منحة تعطى للشعب اليمني، بل أصبح واجباً حتمياً يفرض على كل اليمنيين المخلصين السعي إليه، من خلال الاحتكام إلى المصلحة الوطنية العليا، والتنازل عن كل المصالح الخاصة والفئوية والحزبية والقبيلية من أجل اليمن.

ويبقى أن تخرج جماعة الحوثي إلى الضوء من الخنادق ودهاليز الظلام، وتتخلى عن أطماع وطموحات لن تتحقق، والتخلي عن الولاءات الخارجية، والقبول بما يريده الشعب اليمني من خلال حلول سياسية تشارك فيها، وتكون شريكة في صنع السلام وبناء الدولة اليمنية الحديثة.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …