الرئيسية / مقالات رأي / هل سنشهد أفول الناتو ؟!

هل سنشهد أفول الناتو ؟!

بقلم: ابراهيم عبدالمجيد القيسي – صحيفة “الدستور”

الشرق اليوم – الحلف العسكري الكبير، الذي يضم في عضويته 30 دولة، من بينها ثلاث دول نووية (أمريكا، بريطانيا، فرنسا)، كان قد تأسس من 12 دولة، في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1949، ثم أصبحت 30 دولة بعد انتهاء الحرب الباردة، يمر هذا الحلف اليوم باختبار كبير، قد يكون حتمية تاريخية على طريق أفول نجمه.

تتعالى اليوم الكثير من أصوات الخبراء والاستراتيجيين في أوروبا، والتي تطالب بإلغاء هذا الحلف، وذلك بمناسبة الحديث عن حرب تجري في أهم النقاط الساخنة في أوروبا، وتهدد استقرار القارة التي يعتبرونها أداة مسخرة بيد أمريكا «شرطي العالم» للسيطرة والتحكم بالعالم، وقظ كان الرئيس الأمريكي «ترامب العنصري» قد طالب دولا مثل ألمانيا بزيادة مساهمتها في دعم الحلف، حيث يعتبر الدعم الأمريكي كبيرا جدا مقارنة بمساهمات تقدمها دول أخرى أعضاء، بل وأشار إلى أن الاقتصاد الألماني يحقق عوائد مالية كبيرة من وراء تعامله مع من يعتبرهم «منافسين»، ويشكلون عنصر تهديد للحلف، مثل روسيا.

وثمة وجهة نظر لدى قادة وخبراء وجنرالات متقاعدين، تطالب بحل الحلف، حيث لا مبرر لوجوده، ووصفوه بأنه حلف يتسبب في أزمات سياسية كبرى، ويبحث عن أعداء افتراضيين، يبتكرهم قادة الحلف العسكريون، لضمان استمرار الحلف وتدفق المال إلى خزينته، بينما الواقع يؤكد أن الغرض من الحلف قد اختفى منذ أفول (حلف وارسو).

من بين الدول التي تحظى بعلاقة غير متكافئة مع حلف الناتو، دولة كيان الإحتلال الإسرائيلي، حيث لا تنخرط اسرائيل في هذا الحلف، لكنها ترتبط معه باتفاقيات تعاون، وتعتبر نفسها الذراع الإضافية للحلف في المنطقة العربية، وقد يكون هذا التعاون مع الكيان المحتل بالإضافة إلى الحروب على بعض الدول العربية والتي شارك بها الناتو، سببنا الأخلاقي للمطالبة بزوال هذا الحلف، وعدم تمدده إلى منطقتنا.

المواجهة الحقيقية الدائرة الآن في شرق أوروبا بين روسيا النووية من جهة، وحلف الناتو من الجهة الأخرى، قد تتمخض عن نتائج مهمة حول مستقبل هذا الحلف، سيما وأن أوروبا نفسها تعاني من الدور الأمريكي، وتعتبره دور استغلالي، يعرضها إلى تحديات وأزمات هي بغنى عنها، وترفض أن تكون أداة بيد أمريكا ولإسرائيل، بينما هي التي تتعرض الآن إلى بداية انهيار استقرارها ورفاه مواطنيها.

لا شك في أن روسيا لن تتعرض للهزيمة مهما بلغ حجم التضحيات، فهي ماضية لتحقيق مطالبها الأمنية المشروعة، ووصولها إلى هذا الهدف عن طريق الحرب أو التسويات السياسية، هو خسارة لحلف الناتو، وقد تكون هذه الخسارة السبب الوجيه لتصدع الحلف وانسحاب عدد من أعضائه.

شاهد أيضاً

بصمة غزّية في بريطانيا

بقلم: يونس السيد – صحيفة الخليج الشرق اليوم- فرضت الحرب الإسرائيلية على غزة نفسها على …