الرئيسية / مقالات رأي / الحياد الكربوني

الحياد الكربوني

بقلم: فيصل عابدون – صحيفة “الخليج”


الشرق اليوم – الحروب ليست هي الخطر الوحيد الذي يهدد البشرية كما جاء في تقرير علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية الذي نشر منتصف الأسبوع الماضي. وجاء تقييم العلماء الأكثر شمولاً عن حالة المناخ تحت عنوان «فرصة ضئيلة لإنقاذ الكوكب». وهو يحمل في ثناياه أنباء غير سارة، وتلخيصاً يعكس حجم الكارثة التي تحدق بالبشرية مع تزايد عجزها عن السيطرة على مستوى انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي.
وفي معرض الكشف عن المخاطر الماثلة، توقع التقرير أن يواجه أكثر من مليار شخص بحلول 2050 في مناطق ساحلية خطراً وجودياً، بسبب ارتفاع مستوى المياه والفيضانات والعواصف المدمرة. وقال: إن «التغير المناخي والطقس المتطرف يضران بالاقتصاد العالمي، ويهددان بوقوع ملايين الأشخاص في براثن الفقر».
ويوضح أكثر، بأن أرزاق الأفراد تأثرت من خلال التغيرات في الإنتاجية الزراعية والتداعيات على صحة البشر والأمن الغذائي وتدمير المساكن والبنية التحتية وفقدان الممتلكات والدخل. ويقول عالم المناخ لوران بوب أحد واضعي التقرير: إنه في بعض المناطق، إذا تجاوزت درجات الحرارة مستويات عالية جداً، لن تكون الحياة البشرية ممكنة. وإذا ارتفع مستوى سطح البحر في بعض المناطق الساحلية بأكثر من متر، لن تكون الحماية بالسدود ممكنة.
والواقع الماثل اليوم، يؤكد أن التغيير المناخي بات يؤثر في العالم بدرجة أسرع مما توقعه العلماء. وجانب من هذا التدهور المتسارع يقف وراءه تقاعس زعماء الدول عن الالتزام بالسياسات التي تقلل الانبعاثات الكربونية. وتوقع الخبراء أن تواجه المحاصيل الزراعية انخفاضاً «كبيراً» يطاول مساحات شاسعة من أوروبا هذا القرن. على الرغم من أن أجزاء من شمال أوروبا ستشهد بعض المكاسب، لن تكون الأخيرة كافية للتعويض عن التراجع العام.
ويوضح تقرير الخبراء من دون أي لبس، بأن أزمة المناخ لم تعد تهديداً مستقبلياً؛ بل هي خطر زاحف، يتفاقم باستمرار ويواصل تهديداته بطرق مدمرة بشكل متزايد. ويهدف التقرير، بشكل واضح، لإبراز طرق «التكيف»، أي الحلول الممكنة لاحتواء آثار التغيير المناخي. وأيضاً حشد الإرادات الدولية من أجل خفض الانبعاثات بنحو 50 % بحلول عام 2030 حتى يبقى الاحترار تحت عتبة +1.5 درجة مئوية.
ويخلص التقرير إلى أنه «لم يعد هناك سوى فرصة ضئيلة تتلاشى بسرعة لتأمين مستقبل مستدام يمكن للجميع العيش فيه».
وتزامن الإعلان عن تقييم الخبراء مع الوثيقة التي نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف». وتمثل وثيقة اليونيسيف أول تحليل شامل للمخاطر المناخية والبيئية التي تواجه الأطفال في العالم.
وقالت كاثرين راسيل، المديرة التنفيذية للمنظمة: إن أزمة المناخ باتت تعرض كل طفل، في كل قارة، لمخاطر مناخية متكررة وأشد حدة وتدميراً، بداية من موجات الحر والجفاف إلى الأعاصير والفيضانات، ومن تلوث الهواء إلى الأمراض المعدية.
وأضافت أنه بالنسبة لبعض الأطفال، فإن أزمة المناخ هي أكثر من مجرد خطر متزايد، إنها حقيقة تهدد الحياة. وتؤثر في هؤلاء الأطفال وعائلاتهم ومستقبلهم وبالتالي في مجتمعاتهم بشكل هائل.
بقلم: فيصل عابدون – صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – الحروب ليست هي الخطر الوحيد الذي يهدد البشرية كما جاء في تقرير علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية الذي نشر منتصف الأسبوع الماضي. وجاء تقييم العلماء الأكثر شمولاً عن حالة المناخ تحت عنوان «فرصة ضئيلة لإنقاذ الكوكب». وهو يحمل في ثناياه أنباء غير سارة، وتلخيصاً يعكس حجم الكارثة التي تحدق بالبشرية مع تزايد عجزها عن السيطرة على مستوى انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي.
وفي معرض الكشف عن المخاطر الماثلة، توقع التقرير أن يواجه أكثر من مليار شخص بحلول 2050 في مناطق ساحلية خطراً وجودياً، بسبب ارتفاع مستوى المياه والفيضانات والعواصف المدمرة. وقال: إن «التغير المناخي والطقس المتطرف يضران بالاقتصاد العالمي، ويهددان بوقوع ملايين الأشخاص في براثن الفقر».
ويوضح أكثر، بأن أرزاق الأفراد تأثرت من خلال التغيرات في الإنتاجية الزراعية والتداعيات على صحة البشر والأمن الغذائي وتدمير المساكن والبنية التحتية وفقدان الممتلكات والدخل. ويقول عالم المناخ لوران بوب أحد واضعي التقرير: إنه في بعض المناطق، إذا تجاوزت درجات الحرارة مستويات عالية جداً، لن تكون الحياة البشرية ممكنة. وإذا ارتفع مستوى سطح البحر في بعض المناطق الساحلية بأكثر من متر، لن تكون الحماية بالسدود ممكنة.
والواقع الماثل اليوم، يؤكد أن التغيير المناخي بات يؤثر في العالم بدرجة أسرع مما توقعه العلماء. وجانب من هذا التدهور المتسارع يقف وراءه تقاعس زعماء الدول عن الالتزام بالسياسات التي تقلل الانبعاثات الكربونية. وتوقع الخبراء أن تواجه المحاصيل الزراعية انخفاضاً «كبيراً» يطاول مساحات شاسعة من أوروبا هذا القرن. على الرغم من أن أجزاء من شمال أوروبا ستشهد بعض المكاسب، لن تكون الأخيرة كافية للتعويض عن التراجع العام.
ويوضح تقرير الخبراء من دون أي لبس، بأن أزمة المناخ لم تعد تهديداً مستقبلياً؛ بل هي خطر زاحف، يتفاقم باستمرار ويواصل تهديداته بطرق مدمرة بشكل متزايد. ويهدف التقرير، بشكل واضح، لإبراز طرق «التكيف»، أي الحلول الممكنة لاحتواء آثار التغيير المناخي. وأيضاً حشد الإرادات الدولية من أجل خفض الانبعاثات بنحو 50 % بحلول عام 2030 حتى يبقى الاحترار تحت عتبة +1.5 درجة مئوية.
ويخلص التقرير إلى أنه «لم يعد هناك سوى فرصة ضئيلة تتلاشى بسرعة لتأمين مستقبل مستدام يمكن للجميع العيش فيه».
وتزامن الإعلان عن تقييم الخبراء مع الوثيقة التي نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف». وتمثل وثيقة اليونيسيف أول تحليل شامل للمخاطر المناخية والبيئية التي تواجه الأطفال في العالم.
وقالت كاثرين راسيل، المديرة التنفيذية للمنظمة: إن أزمة المناخ باتت تعرض كل طفل، في كل قارة، لمخاطر مناخية متكررة وأشد حدة وتدميراً، بداية من موجات الحر والجفاف إلى الأعاصير والفيضانات، ومن تلوث الهواء إلى الأمراض المعدية.
وأضافت أنه بالنسبة لبعض الأطفال، فإن أزمة المناخ هي أكثر من مجرد خطر متزايد، إنها حقيقة تهدد الحياة. وتؤثر في هؤلاء الأطفال وعائلاتهم ومستقبلهم وبالتالي في مجتمعاتهم بشكل هائل.

شاهد أيضاً

عن الاحتجاجات الطلابيّة في الغرب وعن حدودها

بقلم: حازم صاغية – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم- ينتظر كثيرون من خصوم الاحتجاجات الطلاّبيّة …