الرئيسية / مقالات رأي / أوكرانيا والاحتمالات المفتوحة

أوكرانيا والاحتمالات المفتوحة

بقلم: حمادة فراعنة – صحيفة “الدستور”

الشرق اليوم – تصريح مستشار الرئيس الأوكراني، أن لديهم الرغبة بالحوار والتوصل إلى اتفاق مع موسكو حتى لو تضمن إلغاء مشروع الإنضمام إلى حلف الناتو، تصريح مفيد وايجابي ولكنه قد يكون متأخراً، بعد الاجتياح الروسي لأراضي أوكرانيا، ولو حصل ذلك قبل الاجتياح، لأحرج الإصرار الروسي، ونزع فتيل المواجهة، ولكن هذا التصريح دال على معرفة القيادة الاوكرانية مسبقاً للدوافع الروسية، وأن إنضمام كييف لحلف الناتو يتعارض مع المصالح الأمنية الروسية، ولا تقبل موسكو وضع قوات واسلحة أمريكية على حدودها الغربية.

السؤال لماذا الحلف اصلاً، طالما أن حلف وارسو قد انتهى، وتم فكفكته بعد انتهاء الحرب الباردة عام 1990، وزوال المعسكر الاشتراكي، وهو يؤدي إلى نتيجة مفادها مواصلة الولايات المتحدة سياسة الهيمنة والعداء لروسيا، سواء كانت اشتراكية أو تحولها لاقتصاد السوق الرأسمالي، وهذا يعني بوضوح أن حلف الناتو سيبقى سيفاً مسلطاً وقوة متمكنة ضد روسيا، وهذا سبب رفض روسيا انضمام أوكرانيا للحلف، بعد انضمام العديد من بلدان المعسكر الاشتراكي السابق إلى الحلف الأميركي الأوروبي، قبل أن تستعيد روسيا حيويتها والتخلص من آثار هزيمتها في أفغانستان والحرب الباردة.

في أزمة خليج الخنازير في ستينات القرن الماضي، رفضت واشنطن السماح لكوبا الانضمام لحلف وارسو، وهي على حدودها الشرقية، وهو نفس الموقف الذي ترفضه موسكو بانضمام أوكرانيا للحلف الذي بات استمراريته العداء لروسيا حتى بعد أن تحولت عن الاشتراكية، ولم يعد لديها حلف وارسو.

عواصم الغرب يتحدثون أن الحرب على أرض أوكرانيا لن تنتهي بسرعة حتى لو اكملت موسكو احتلالها لكامل الأراضي الأوكرانية، مما يدل على أن واشنطن وأوروبا سيعملون على جعل أوكرانيا أفغانستان ثانية تسبب الهزيمة للدولة الروسية.

لقد سبق للولايات المتحدة أن تم هزيمتها في الفيتنام، الاتحاد السوفيتي تمت هزيمته في أفغانستان، مما يؤكد أن الشعوب قادرة على هزيمة المتفوقين إذا توفر لديها شروط الانتصار وأولها عدالة القضية التي يناضل الشعب من أجلها، وثانيها توفر رافعة داعمة قوية لحركة النضال والمقاومة، ففي فيتنام انتصر شعبها بسبب الدعم الصيني والسوفيتي، وأفغانستان هزمت السوفيت بسبب الدعم الأميركي الأوروبي، وهكذا يمكن تخمين نتائج الاجتياح الروسي، وضرورة التوصل إلى تفاهمات مع الأوكرانيين، قبل أن يتحول الاجتياح الروسي إلى احتلال واستنزاف لقدراته، ويتحول الرفض الأوكراني إلى مقاومة مدعومة من الخارج.

المشهد الأوكراني مفتوح على كل الاحتمالات ونتائجه مرتبطة بالخطوات السياسية التي سيقدم عليها الروس، وليس فقط الاعتماد على قدراتهم وتفوقهم.

شاهد أيضاً

مرحى… اتفاق تاريخي بين العراق وتركيا حول المياه لكن أين هو؟

 قلم: باسل سواري – النهار العربي الشرق اليوم- مع إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع …