الرئيسية / مقالات رأي / The Guardian: هكذا يكون المخرج من الأزمة الأوكرانية

The Guardian: هكذا يكون المخرج من الأزمة الأوكرانية

By: Gabrielle Rifkind

الشرق اليوم – إن الغرب يجاري الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في نزعته العدوانية، حيث تقوم رؤيته الحالية للأزمة الأوكرانية على اعتبار روسيا “قوة ميكافيلية ذات أجندة توسعية”. وتلك النظرة الغربية لروسيا هي التي تحدد طريقة تعامله؛ إذ تقوم على مجاراة بوتين في عدوانه، ومواجهة القوة بالقوة والتهديد بالوعيد.

لكن ماذا لو حاولنا الدخول في عقل عدونا، وسؤاله عما يدفعه للعدوان؟ إذا قمنا بذلك، هل يمكننا الخروج من هذه الدوامة، وإتاحة مخرج لبوتين أيضا؟

عندما نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ باليستية في جزيرة كوبا في ستينيات القرن الماضي على مقربة من الولايات المتحدة كاد أن يتسبب في إشعال حرب عالمية ثالثة. واليوم، هل يرى بوتين “الجالس هناك في موسكو، والمطوق من قبل حلف شمال الأطلسي ’ناتو‘ (NATO) الأزمة الأوكرانية تشكل تهديدا مماثلا لنشر الصواريخ في كوبا؟”.

ومهما يكن الأمر، فإن أحد مطالب بوتين الجوهرية هو أن يحدّ الناتو من تمدده إلى تخوم روسيا، وألا تنضم أوكرانيا إلى الحلف.

وتزعم روسيا أن الولايات المتحدة لطالما وعدت القادة السوفيات بدمج روسيا في منظومة أمنية أوروبية تعاونية. وفي أرض الواقع، بدا حلف الناتو إطارا أمنيا تهيمن عليه أميركا التي لا تزال تحتفظ بنحو 75 ألفا من جنودها على التراب الأوروبي، ووفقا لكاتبة المقال، فإن القوى العظمى تتعامل دوما بريبة مع وجود قوى عظمى منافسة لها على حدودها.

بوتين مستعد بالتلويح بشن حرب، وإحداث فوضى وبث معلومات مضللة لإبعاد الناتو عن حدود روسيا، مضيفة أنه باستخدام الدبلوماسية القهرية حشد بوتين أكثر من 130 ألف جندي على حدود أوكرانيا الشرقية، مما يعد تهديدا مستمرا لسيادتها.

وعلى الرغم من سلوك روسيا “الاستفزازي”، فإن على الحكومات الغربية ألا تعمل على تصعيد خطر الحرب، ذلك أن تبعات أي مواجهة بين روسيا وأميركا في أوكرانيا ستكون وخيمة على الطرفين. ثم إن اندلاع حرب تقليدية واسعة النطاق قد تتحول إلى حرب نووية.

ومهما كان شعور الحكومات الغربية إزاء سلوك روسيا، فإن نزع فتيل الصراع وإعطاء موسكو فسحة للعدول عن موقفها “يصب في مصلحة الجميع”. ويجب عدم الاستهانة بالعلاقة بين “الهوان والعدوان”، حيث أن بوتين “رجل متفاخر”، وأن تبني الغرب سياسة “ذكية” توفر مبادرات لحفظ ماء الوجه “إذا كان الغرب جادا في تجنب الحرب”.

إن إحدى السبل لتحقيق ذلك تكمن في أن يعلن الناتو أن أوكرانيا دولة محايدة، وإصدار قرار بالامتناع عن ضمها إلى الحلف لمدة 10 سنوات على الأقل.

ربما يجب إنشاء منتدى دائم للحوار يُرحب فيه بروسيا، بغية إعادة النظر في منظومة الأمن في أوروبا لحقبة ما بعد الحرب الباردة، وهو ما من شأنه أن يتيح مناخا للتعاون الأمني مع موسكو.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

مرحى… اتفاق تاريخي بين العراق وتركيا حول المياه لكن أين هو؟

 قلم: باسل سواري – النهار العربي الشرق اليوم- مع إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع …