الرئيسية / مقالات رأي / الدبلوماسية تنتصر!

الدبلوماسية تنتصر!

بقلم: محمد أمين – المصري اليوم

الشرق اليوم – لا أتصور أن يكون صوت الحرب أعلى من صوت العقل والدبلوماسية في أزمة أوكرانيا.. الرسائل التي يرسلها بوتين أقل من أن تكون نذيرًا بالحرب.. والرسائل التي يرسلها بايدن تؤكد أن صوت الدبلوماسية أعلى حتى الآن.. وهم في الغرب لا يريدون الحرب بقدر ما يريدون تراجع بوتين.. ماكرون يحاول استكشاف الأمر ويقوم بزيارة لموسكو.. وأوروبا لا تريدها حربًا وإن تحدثت عن الردع!

والاستراتيجية الآن عبارة عن الدبلوماسية والردع.. وبالتالي فإن زيارة ماكرون لا تحدث من فراغ ولكنها تحدث بعلم أمريكا، والتصعيد من جانب بوريس جونسون متعمد أيضًا.. فكل من فرنسا وبريطانيا يمثلان جناحي الدبلوماسية والردع.. ومعهما ألمانيا في السياق نفسه.. إنهم لا يريدون الحرب ولكن يريدون وقف الحرب، والحرب لا تتوقف برسائل لطيفة ولكنها تتوقف بالدبلوماسية مرة وبالردع مرات!

في الأيام القادمة سوف يكون هناك وسطاء ومساعٍ مكوكية لمحاولة إثناء بوتين عن التهديد بالحرب، وهو نفسه يقول إنها حرب ليس فيها منتصر، وبالتالي ليس من السهل غزو أوكرانيا.. لأن الغرب لن يصمت وحلف الناتو لن يتفرج.. وفي الوقت نفسه فإن بوتين لا يستطيع.. ولا يصح أن يحدث ذلك ويبقى العالم كما هو دون تدخلات، فالصين لن تسكت على ضرب روسيا أو فرض العقوبات عليها، وسينقسم العالم إلى فريقين، فريق مع أمريكا وفريق مع روسيا.. ولو أن فريق روسيا سيكون محدودًا حتى لو كانت معها الصين!

وأعتقد أن ما انتهى إليه بايدن والمستشار الألماني بشأن غزو أوكرانيا أن العقوبات هي الأقرب للتطبيق، وقال شولتز إننا جاهزون للعقوبات ضد موسكو.. والبيت الأبيض يرجح نهج الردع والدبلوماسية.. وبناء عليه أفهم أن طبول الحرب لن تدق، فكل الأطراف شهدت ظروف الحرب العالمية الثانية وما جرى فيها، وليس هناك من يغامر وينجر للحرب بأي طريقة من الطرق!

حتى بوتين يتمنى ألا تندلع الحرب وينتظر من يُخرجه منها بشرف، دون أن يجرح أحد كبرياء الدولة الروسية، بالحرب أو العقوبات!

وبالتالي فإن الحرب ليست خيارًا روسيًا وليست خيارًا أمريكيًا أوروبيًا، ولذلك فإن زيارة ماكرون تدخل في هذا السياق، وبالعربي فهي محاولة لعدم دق طبول الحرب، ويرحب بها بايدن ويرحب بها بوتين في الوقت نفسه، والأزمة الروسية – الأوكرانية تكشف الحلفاء الموثوق بهم، والحلفاء غير الموثوق بهم.. فقد حاول بايدن أن يعرف من معه ومن مع روسيا، ومن معه بشكل موثوق فيه على وجه الدقة!

وقال بايدن إنه قد تكون روسيا لديها القدرة على غزو أوكرانيا، لكنه لا يعرف إذا كان بوتين يعرف ما سيفعله.. وقال بايدن: «أعتقد أنه يجب أن يدرك أنه سيكون خطأ فادحًا بالنسبة له إذا انتقل إلى أوكرانيا، فالتأثير على أوروبا وبقية العالم سيكون مدمرًا، وسوف يدفع ثمنًا باهظًا»!

ومن هنا فهي النتيجة التي توصلت إليها، أنه لا حرب ولا تهديد بالحرب.. ولكن الدبلوماسية يمكن أن يكون لديها حل!

شاهد أيضاً

إسرائيل تجرّ أمريكا إلى العزلة أيضاً

بقلم: سميح صعب – النهار العربي الشرق اليوم- يؤكّد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية …