الرئيسية / مقالات رأي / هل ستُجري الانتخابات؟

هل ستُجري الانتخابات؟

بقلم: عمرو الشوبكي – المصري اليوم 

الشرق اليوم – أنهت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني ويليامز، زيارتها إلى طرابلس وأنقرة والقاهرة الأسبوع الماضي، وأكدت أهمية دور دول الجوار الإقليمي، و«أشادت بدور مصر الإيجابي والدعم المقدم للمسار العسكري بشكل خاص». وشددت على أهمية الحفاظ على الزخم الانتخابي في ليبيا، والحاجة إلى احترام إرادة 2.5 مليون ليبي تسلموا بطاقات التصويت، وذلك من خلال دعم إجراء انتخابات حرة وعادلة وشاملة وذات مصداقية تقبل بنتائجها الأطراف كلها.

ورغم أن ويليامز تعد المهندس الحقيقي للمسار الحالي من خلال إنشاء ملتقى الحوار الليبي، الذي ضم مختلف الأطراف السياسية في ليبيا، وانتخب منذ أكثر من عام الحكومة الحالية التي يترأسها عبدالحميد الدبيبة، ومع ذلك فإن التشديد على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية هذا العام لا يعني أن الظروف التي أدت إلى تأجيلها في ديسمبر من العام الماضي قد تغيرت حاليًا.

والمؤكد أن الانتخابات ليست هدفًا في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لجلب الاستقرار وحل الصراعات في البلاد المنقسمة كما في ليبيا، وبدون حل مجموعة من الأزمات العميقة تصبح الانتخابات عاملَ انقسام وليس عنصرَ توافق.

وهناك ثلاث أزمات هيكلية في الواقع الليبي لابد من العمل على حلها لإجراء انتخابات في سياق مختلف عن السياق الحالي:

الأولى هي إنهاء وجود المرتزقة الأجانب داخل البلاد، ورغم أن هناك جهودًا تُبذل لحل هذه المشكلة، وخاصة الدور الذي لعبته القاهرة لحل مشكلة الميليشيات الإفريقية الذين يحاربون مع الشرق والغرب، أو المرتزقة الذين جلبتهم تركيا من سوريا أو مرتزقة فاجنر الروسية، إلا أنها مازالت مشكلة قائمة ستحول دون إجراء أي انتخابات نزيهة.

أما الأزمة الثانية فتتعلق بعدم القدرة حتى اللحظة على حل التناقضات العميقة بين بعض المرشحين، والمعادلة الصفرية التي تحكم العلاقة بينهم، والتي بمقتضاها لن يقبل أي منهم فوز الآخر. فماذا لو فاز سيف الإسلام القذافي في انتخابات العام الجديد ولم تستطع الطعون منع ترشحه؟ فهل ستقبل العاصمة طرابلس ومدن الغرب ومعها «الرجمة» (مقر المشير خليفة حفتر) بحكم نجل القذافي؟

هذه الأسئلة تنسحب أيضًا على خليفة حفتر، في حال فاز في الانتخابات الرئاسية هل سيقبله الغرب الليبي وسينصاع لحكمه؟ وهل سيقبل حفتر نفسه برئيس وقائد أعلى من الغرب مثل عبدالحميد الدبيبة الذي لم يستطع أن يدخل مدن الشرق وهو رئيس حكومة معترف بها دوليا؟ فهل سيسمح له بأن يكون قائدًا أعلى للجيش ويوحد مؤسسات الشرق والغرب في حال فاز في انتخابات الرئاسة القادمة؟!

أما العامل الثالث فيتمثل في استمرار الانقسام في مؤسسات الدولة وأجهزتها، خاصة بين الشرق والغرب، بكل ما يمثله ذلك من رمزية سياسية ومجتمعية وأيضًا دلالة إقليمية.

مطلوب مواجهة هذه الأزمات التي بات حلها شرطًا لنجاح أي انتخابات ليبية.

شاهد أيضاً

مرحى… اتفاق تاريخي بين العراق وتركيا حول المياه لكن أين هو؟

 قلم: باسل سواري – النهار العربي الشرق اليوم- مع إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع …