الرئيسية / مقالات رأي / ملفات 2021 إلى 2022

ملفات 2021 إلى 2022

بقلم: علي قباجه – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – أيام قليلة وتطوي سنة 2021 أوراقها المُتخمة بالأحداث الفارقة التي كان لها بالغ الأثر في قلب الموازين على المستويات الاقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية، هذه الأحداث التي في معظمها مؤلمة، وفي غير مصلحة البشرية ستُرحل إلى عام 2022، لتكون حظوظ العام المقبل بالاستقرار محدودة، في ظل مشكلات لا تنتهي ولم تحل بعد.
الهجمة الفيروسية المميتة، التي خلفت مئات ملايين الفقراء، واقتصادات محطمة، وإغلاقات أسرت البشر في بيوتهم أو دولهم، ثم تشاحنات بين دول كبرى وصلت إلى حافة التهديدات بالحرب، تضاف إليها التحولات المناخية، كل هذه الملفات وغيرها كانت سيدة الموقف في هذا العام؛ حيث أذاقت البشرية الكثير من الويلات على الرغم من المحاولات الضعيفة لاحتوائها.
الوباء الخبيث ما زال يضرب العالم في مقتل، فعلى الرغم من حملات التطعيم الكبرى، فإن موجته الرابعة كانت الأشد والأصعب، وثمة الكثير من الدول التي حققت أرقاماً متقدمة في نسب التطعيم للسكان، تسجل اليوم إصابات فلكية لم تكن من قبل بسبب الفيروس ومتحوراته وآخرها «أوميكرون» الذي انتشر في عشرات الدول، ويعد الأسرع انتشاراً من بين المتحورات الأخرى، ليجعل العالم أمام تحدٍ حقيقي ليس أمامه سوى تكثيف حملات التطعيم، وتطوير اللقاحات في مواجهته، تمهيداً لطي صفحة الفيروس الذي يفتك بالبشر منذ أكثر من سنتين.
وكانت العديد من الأزمات الدولية طاغية على المشهد بقوة في 2021، ومنها الأزمة الأوكرانية – الروسية، وما تبعها من ارتدادات دولية، فكييف يصطف معها الغرب بمجمله في مواجهة ما سمّوه «تغول» روسيا ونيتها في غزو أوكرانيا، الأمر الذي نفته موسكو بشدة، ودفعت نحو تحالف استراتيجي مع الصين؛ لصد التمدد «الأطلسي» نحو المنطقة، ومجابهة الضغوط الغربية تجاه هذا المعسكر، ثم تسليم روسيا قائمة مقترحات للولايات المتحدة؛ لضمان أمنها بعدم المغالاة في دعم الدول الغربية لأوكرانيا أو حتى ضمها إلى «الناتو»، لتكون أوكرانيا بؤرة الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي.
وليس الصراع حول أوكرانيا وحده، فثمة مشكلة «هجرة» على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا العضو في الاتحاد الأوروبي، فبينما تتلقى الأولى دعماً غير محدود من موسكو، فإن أوروبا وقفت إلى جانب بولندا، التي تتصدى للعقاب البيلاروسي عبر استخدام المهاجرين، وضخهم نحو القارة العجوز، للرد على عقوبات فرضت على بيلاروسيا بسبب ما سُمي «القمع» الذي مارسته الحكومة تجاه المعارضين.
وما زال الصراع بين الصين والولايات المتحدة على أشده على الصعد كافة، فثمة حرب تجارية ومنافسة في الأسواق لم تخفف القمة بين الرئيسين الصيني والأمريكي حدتها، بينما النزاع في بحر الصين الجنوبي وحول تايوان يتفاقم ويتصاعد، وليس بالوارد في الفترة المقبلة وجود أي حل يخفف من حدة هذه التوترات التي تنذر بتصعيد ساخن، يدخل الجميع في أتونه.
ينتهي هذا العام بكثير من التحديات، في ظل طبيعة قاسية صنعها احترار المناخ وأنتجت الكثير من الأعاصير والحرائق والكوارث التي هجرت الملايين وقتلت المئات، وعالم منقسم ومتصارع، وفيروس يكبر وينتشر، ما ينذر بأن المقبل لن يكون أخف وطأة مما مضى، إذا لم تنح الحكومات خلافاتها وتتكاتف لمصلحة الأجيال المقبلة.

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …