الرئيسية / مقالات رأي / حكومة ائتلاف «بينيت لابيد» والانهيار الحتمي

حكومة ائتلاف «بينيت لابيد» والانهيار الحتمي

بقلم: سري القدوة – صحيفة “الدستور” الأردنية 

الشرق اليوم – ليس غريبا وصف حكومة الائتلاف العنصري الإسرائيلي «بالحكومة المشلولة» في كل الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية فضلا عن الملفات الداخلية كون أن هذه الحكومة والممثلة بيائير لابيد زعيم حزب «هناك مستقبل» ونفتالي بينيت زعيم حزب «يمينا» يطغى عليها التطرف وغير قادرة على التعامل مع متطلبات العمل السياسي على الصعيد الدولي وأيضا وعلى المستوى السياسي الداخلي فشلت في طرح الملفات بجدية فباتت معرضة للانهيار في أي وقت وتتخوف أحزاب الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بزعامة نفتالي بينيت وخليفته بالتناوب يائير لابيد من السقوط المبكر في حال فشل بتمرير الموازنة العامة التي تسعى أحزاب المعارضة وعلى رأسها الليكود لاستغلال تقديمها للتصويت ضدهم أمام الكنيست وحشد أصوات أخرى تؤيد هذه الخطوة بهدف إسقاط الحكومة القائمة ومحاولة أخذ ذمام المبادرة مجددا.

هذه الحكومة غير قادرة ولا يوجد لديها أي نوع من التجانس للتعامل مع الملفات السياسية الكبرى خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية واتخاذ قرار في استمرار المفاوضات وفقا لحل الدولتين ووقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة وإجراء عمليات لتبادل الأسرى، وباتت تشهد الحلبة السياسية سلسلة من الاتصالات ومحاولات عقد تحالفات وإحداث انشقاقات داخل أعضاء الكنيست من أحزاب الائتلاف الحكومي وخاصة بعد أن تم طرح الموازنة العامة للتصويت مما يعني أنها باتت تقف على أعتاب مرحلة مصيرية حاسمة.

وقد أشارت التقارير الإعلامية بأن الائتلاف الحكومي يعمل منذ فترات متقاربة في الكواليس مع جميع أعضاء أحزابه لمنع أي خلل قد يتسبب بإسقاطه وقد تم اتخذ إجراءات قانونية متبعة منعا لأي خطوة مفاجئة من قبل المعارضة حيث اتخذت أحزاب الائتلاف والمعارضة إجراءات تمنع أي عضو كنيست من التغيب عن التصويت الدراماتيكي ولا تزال المعارضة تأمل في إحداث اختراق من داخل أحزاب الائتلاف وإقناع أي من أعضائها بالتصويت ضد الموازنة ويبدو واضحا بأن المعارضة الإسرائيلية لن تتردد في التصرف بأي طريقة ممكنة لإسقاط مشروع الموازنة كون تلك المحاولات تهدف للدخول في انتخابات إسرائيلية خامسة.

بينما يأمل الائتلاف الحكومي الصمود وتمرير مشروع الموازنة أمام هذه المحاولات والتي إذا ما فشلت سيتمكن من السيطرة والتفرد والاستمرار بالحكم لسنوات قادمة ولكن ستكون على حساب القضية الفلسطينية وتعزيز الرفض الإسرائيلي المطلق لخيار السلام والعمل وفق سياسة الاستيطان وتهويد الأراضي الفلسطينية ومحاولات ضم الضفة الغربية.

من الواضح أن التطرف بات يطغى على نظام الائتلاف اليميني الجديد والذي يرفض رفضا قاطعا إقامة دولة فلسطينية مستقلة ويعتبر إقامتها بمثابة انتحار سياسي إسرائيلي كما يرفض تقديم أي تنازلات في القدس ولا يمكن لهذا الائتلاف الحكومي أن يعيش طويلا نظرا لحقيقة أن أعضاءه يختلفون على كل شيء سياسيا وأيديولوجيا واقتصاديا وأمنيا وكون أن مكونات الحكومة تضم أشد المتطرفين السياسيين المؤيدين للاستمرار الاستيطان وتعزيز الاحتلال ومصادرة أراضي الفلسطينيين وإخلائهم من بيوتهم بل وقتلهم.

سوف تنعكس هذه القضايا سلبا على المستقبل في حالة عدم انهيار الحكومة الأكثر تطرفا وستكون سياسات الائتلاف الجديد تجاه القضية الفلسطينية أكثر تشددا من سياسات نتنياهو وبالتالي باتت المسيرة السلمية معرضة للفشل والانهيار التام وخاصة في ظل استمرار صمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشاريع الاستيطان والتهويد وعدم اتخاذ مواقف حاسمة من تلك السياسات الخطيرة والمدمرة لأي جهود سياسة عربية تبذل من أجل تحقيق الاستقرار بالمنطقة.

شاهد أيضاً

جامعات أميركا… حقائق وأبعاد

بقلم: إياد أبو شقرا- الشرق الأوسطالشرق اليوم– «الانتفاضة» التي شهدها ويشهدها عدد من الحُرم الجامعية …