KABUL, AFGHANISTAN-MAY 31: Afghan special force commando unit officers and soldiers attend a graduation ceremony at the military academy in Kabul, Afghanistan, on May 31, 2021. At least hundreds Afghan special force commando officers and soldiers including women were graduated. According to the reports, the Taliban have significantly increased violence immediately across the Afghanistan after the US, and NATO forces began the last phase of their pull out of the country on 01 May. ( Haroon Sabawoon - Anadolu Agency )
الرئيسية / مقالات رأي / الجيش الأفغاني

الجيش الأفغاني

بقلم: عمرو الشوبكي – المصري اليوم 

الشرق اليوم – لكل من يعرف معنى كلمة الجيش الوطني أو جيش الدولة والشعب، في أي مكان بالعالم، سيقف مصدوما أمام صورة الجيش الأفغاني الذي اختار عدم مواجهة حركة طالبان وقبل بسيطرتها على كل البلاد دون قتال حقيقي.

ويبدو أن ما كانت أمريكا تعتبره من إنجازاتها أي إعادة بناء الجيش الأفغاني تحول إلى نقمة، فهذا الجيش اعتبرته الولايات المتحدة أكبر استثماراتها الخارجية إذ أنفقت عليه حوالي 88 مليار دولار منذ 2002، وارتفع تعداده من 6 آلاف جندي قبل الغزو الأمريكي، إلى 182 ألفا و118 ألف رجل شرطة خلال العام الماضي، بما يعني أن 300 ألف جندي وعنصر شرطة كانوا منتشرين في مختلف الولايات الأفغانية، وهو يمثل تقريبا ضعف قوات حركة طالبان حوالي 5 مرات، ومع ذلك لم يقاتلوها.

صحيح أن الفساد ضرب كل المؤسسات الأفغانية ومنها المؤسسة العسكرية، مما جعل جزءا من أفراد هذه القوات موجودا فقط على الورق وليس في معسكراته، ويعرف بـ«الجنود الأشباح» أو «الجنود الفضائيين» كما يطلق عليهم في العراق.

والحقيقة أن هذا الجيش عانى من مشكلتين أساسيتين: الأولى بنيوية تتعلق بطريقة بنائه أو تصنيعه من الخارج، والثانية تتعلق بخبرته وأدائه العسكري الذي اكتسبه من القوات الأمريكية على مدار 20 عاما.

فيما يتعلق بالمشكلة الأولى فتعبير الجيش الوطني ليس شعارا إنما يعكس حاجة أي شعب من الشعوب لبناء جيش لديه عقيدة عسكرية، مرتبطة ونابعة من الدفاع عن مصالح هذا الشعب وأرضه ومصالحه العليا، وإن الجيوش التي يصنعها محتل مهما أنفق عليها فإنها لن تكون مؤهلة للقتال بشكل تلقائي نابع من عقيدتها الوطنية ودون دور لأيادي المحتل.

إن كثيرًا من التقارير التي تابعت أداء الجيش الأفغاني في السنوات الماضية تقول إنه اعتاد أن يتحرك معتمدا على الغطاء الجوي الأمريكي، وعلى المعلومات التي تقدمها له المخابرات الأمريكية، ولم يتعود طوال عشرين عاما على اتخاذ أي قرار بصورة منفصلة عن التوجيهات الأمريكية، ولذا جاء انسحاب الأخيرة لتجعل هذا الجيش عاجزا عن اتخاذ أي قرار ناهيك عن غياب عقيدته القتالية.

ولذا لم يكن غريبا هروب آلاف الجنود من جبهة القتال، خاصة عقب انسحاب «الكفيل الأمريكي» فشعر كثيرون أن طالبان قادمة لا محالة، خاصة أنها كانت تسيطر على القرى المجاورة وتتواصل مع الأهالي وزعماء العشائر لاستمالتهم لها، في حين طلبت الولايات المتحدة من الجيش الأفغاني الاهتمام بتحصين المدن وتركوا القرى، ولم تقم الحكومة بأي جهد للتواصل مع الأهالي حتى لا يصبحوا لقمة سائغة في أيدي حركة طالبان.

«الجيش الاتكالي» المعتمد على قوة أجنبية حتى لو كانت عظمى مآله الفشل، وإن الجيوش الوطنية التي لديها عقيدة قتالية هي وحدها التي يمكن أن تدافع عن الأوطان.

شاهد أيضاً

مرحى… اتفاق تاريخي بين العراق وتركيا حول المياه لكن أين هو؟

 قلم: باسل سواري – النهار العربي الشرق اليوم- مع إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع …