الرئيسية / مقالات رأي / جامعتنا العربية

جامعتنا العربية

بقلم: د. هادي بن عايض – المصري اليوم

الشرق اليوم- يتعثر أحدهم، فيُرجع ذلك إلى ظروف حياته. وتنهار مؤسسات اقتصادية كبيرة، والسبب كذلك الظروف المحيطة بها. تتراجع الدول في المؤشرات العالمية بمختلف المجالات وتكون الظروف التي تعيشها ومحيطها الإقليمي هما السبب أيضا.

ورغم صواب كثير من الحالات في هذا الاتجاه إلا أنه لا يمكن تجاهل صناعة الظروف لأشخاص مميزين وشركات عملاقة ونمو دول كانت في أسوأ حالاتها. والمثال الواضح هو اليابان التي عاشت ظروفا استثنائية بعد قصف هيروشيما وناجازاكي بالقنبلة الذرية واستمرار احتلالها من الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات.. كل ذلك أدى إلى الانهيار ووصول الضرر إلى كل جوانب الحياة، من اقتصاد وصحة وتعليم، ولم تستسلم اليابان للظروف كما استسلمت في الحرب. والآن، جميعنا نتابع ما تعيشه اليابان من تطور ونجاح وما يتمتع به الفرد الياباني فى مختلف نواحي الحياة. ومع فارق التشبيه واختلاف الظروف، نجد الكثير من الدول العربية تعيش ظروفا سيئة عطلت الكثير من النجاحات، وأضاعت العديد من الفرص، مما يدفع بها إلى أن يكون مصيرها الفشل والمزيد من التراجع وليس النجاح وتجاوز الأزمة كما فعلت اليابان.

ورغم ما سبق، فإنه لا يزال هناك متسع من الوقت، وهناك الكثير من المفاتيح، أهمها جامعة الدول العربية التي تتطلب الظروف إعادة النظر في آليات عملها وأساليبها في مناقشة القضايا العربية لتعطي مساحة أكبر تمكنها من الحركة بطريقة أفضل، ويشكل وجود الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط على قمة الهرم فرصة مناسبة لتحقيق ذلك، لما يمتلكه من خبرة سياسية ودولية والعلاقات المميزة مع الدول العربية، إضافة إلى أنه مستمع جيد يمكن أن يعطى المجال لكثير من الأفكار والإنصات لها باهتمام حتى تكتمل، وبالتالي المزيد من الدعم لترجمتها على أرض الواقع.

ولعل ما تشهده جمهورية مصر العربية من نهضة وتطور لافت يشكل دعمًا مباشرًا لنجاح أي تطور للجامعة، تماشيًا مع ما تعيشه دولة المقر. كل ذلك يتحقق من خلال ورش العمل والمؤتمرات للنخب العربية وأصحاب الفكر الذين يمكنهم من خلال جلسات العصف الذهني أن يخرجوا بأفكار علمية وعملية يرى المواطن العربي نتائجها كما يرى الزائر لمصر هذه الأيام تطورها والحركة التنموية التي تعيشها. كثير من الأفكار بحاجة إلى طرحها ومناقشتها مع كوادر الجامعة العربية، وهو ما يتطلب أن تفتح أبوابها للكل، بل تتطلب المبادرات من خلال إنشاء فريق يعمل على التطوير والبحث عن الأفكار وإن كان ذلك من خلال الإعلان عن استقبال الأفكار والاقتراحات وتنظيم ورش العمل واللقاءات بين الجمهور والجامعة برعاية إعلامية من المؤسسات الإعلامية العربية.

شاهد أيضاً

إسرائيل لا تملك وسائل تحقيق طموحات نتنياهو ومن هم على يمينه!

بقلم: فارس خشان – النهار العربي الشرق اليوم- يعاني الجيش الإسرائيلي في غزة من الدوران …