الرئيسية / مقالات رأي / الأردن.. مائة عام على التأسيس

الأردن.. مائة عام على التأسيس

بقلم: د.سالم حميد – صحيفة “الاتحاد”


الشرق اليوم – الأردن بلد النشامى ومنبت الرجال الذين لطالما أكدوا على عروبتهم وانتمائهم لمحيطهم، ليكونوا بحق فاعلين على الخريطة العربية والعالمية، حيث إن مواقف الأردن الأصيلة من القضايا العربية معروف، ودائماً تسعى قيادة الأردن بحكمتها المعتادة إلى التقارب بهدف توحيد البيت العربي ومساندة الأشقاء خاصة في محنتهم، فكانت هذه المملكة ولا تزال خير سند لمن يحتاجها، لذلك من حق كل أردني وعربي أن يحتفل بمناسبة 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، عندما أنشأ الراحل الملك عبد الله الأول إمارة شرق الأردن عام 1921، والتي استقلت وأصبحت المملكة الأردنية الهاشمية، وهذا البلد الذي مضى على تأسيسه قرن من الزمان، ضارب الجذور في الأرض، حيث عرف منذ القدم وتوالت عليه حضارات عدة لتؤكد عراقته وأصالته.
ارتبط الأردن بالأسرة الهاشمية التي حكمته ونسجت علاقة متينة مع شعبه، حيث حرص ملوك الأردن على الاقتراب من المواطن الأردني ليكون لهم نهج خاص تفردوا به منذ عهد المؤسس وحتى العهد الحالي للملك عبد الله الثاني، الوفي لسيرة ملوك الأردن في علاقته المتميزة مع الأردنيين وأيضاً مع الجوار العربي، ولتستمر المملكة في تعزيز مكانتها العالمية كمحور للسلام والاستقرار في المنطقة، وقد جمعتها مع دول العالم قاطبة علاقات متينة تؤكد نهجها الدائم في إحلال السلام.
وعند الحديث عن تأسيس الدولة الأردنية لا بد أن نسترجع الظروف التاريخية الحساسة التي كانت تمر بها المنطقة في ذلك الوقت، ونستذكر دور الشريف حسين والد الملك المؤسس للأردن في إطلاق الثورة العربية التي ساهمت في تخليص العرب من حكم العثمانيين وطردهم من لبنان وسوريا حتى مدينة حلب شمالاً، ثم أعقب ذلك بعد سنوات تأسيس الدولة الأردنية التي سميت في ذلك الوقت إمارة شرق الأردن.
كما يمكن أن نطلق على المملكة الأردنية لقب مملكة السلام، حيث كان ولا يزال نهج الأردن قائماً على تعزيز السلام العربي والعالمي، وقد ترجم الملك الراحل الحسين بن طلال ذلك في معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994 أو ما عرف بمعاهدة «وادي عربة»، حيث شهد ذلك العام مصافحة تاريخية بين الملك الحسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، حيث أعلن الأردن وقتها نهاية عصر الحروب ليتيح مجالاً للتنمية والتركيز على بناء الإنسان، كنز الأردن الحقيقي، وهو النهج الذي اتبعه الأردن معطياً المكانة المتميزة لمواطنيه على مر الزمن.
وهذه الدولة التي تحدثنا عن دورها المحوري في السلام، كانت سنداً للإخوة العرب، حيث لا ننسى استقبال الأردنيين للعراقيين الفارين من هول الحروب، حيث لجأ للأردن مئات الآلاف من العراقيين الذين وجدوا فيه بلدهم الثاني، وحين عادوا لوطنهم ظلوا يستذكرون طيبة الشعب الأردني ودور هذا البلد. كما يستضيف الأردن حالياً قرابة مليون ونصف مليون من اللاجئين السوريين. وهذه المواقف الأردنية ليست غريبة عن قيادة الأردن ولا على شعبه.
علاقة الأردن بدول الخليج، وتحديداً دولة الإمارات، علاقة راسخة متينة منذ عهد المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك حسين بن طلال، طيب الله ثراهما، حيث أسسا لعلاقة متينة جمعت الشعبين والدولتين، وهذه العلاقة التي تطورت ورسخت حيث يعيش في دولة الإمارات الآن آلاف الأردنيين الذين يقيمون ويعملون ليرفدوا الدولة بخبراتهم وليكونوا بين أهلهم في الإمارات. وهذه العلاقات في تطور دائم وعلى كافة الأصعدة؛ فلدى البلدين طموحات مشتركة، وسيحمل المستقبل مشاريع وتطلعات جديدة تفتح لهما الآفاق وتعزز العلاقات المتينة.

شاهد أيضاً

أميركا إذ تتنكّر لتاريخها كرمى لعينيّ نتنياهو

بقلم: راغب جابر- النهار العربيالشرق اليوم– فيما تحارب إسرائيل على أكثر من جبهة، تزداد يوماً …