الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: غسان حجار – النهار العربي
الشرق اليوم- ثمة علاقة جدلية ما بين انتشار وباء كوفيد-19 واعادة “داعش” تنظيم صفوفه في أوساط الشباب وهو ما حذر منه فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام للامم المتحدة لشؤون مكافحة الإرهاب، معتبراً إن جهود تنظيم “داعش” لإعادة تجميع صفوفه وإحياء أنشطته اكتسبت زخماً إضافياً في النصف الثاني من عام 2020.
واذا كان مقاتلو “داعش” ما زالوا قادرين على التحرك والعمل، عبر الحدود غير المحمية بين الدول، فان الحجر المنزلي ساعدهم كثيرا في غزو العالم الافتراضي بسبب توقف النشاطات في الكثير من الدول، وتسمر الشبان والشابات امام شاشة الكومبيوتر، وزيادة تعلقهم بوسائل التواصل الاجتماعي، وتمضية اوقات اضافية على شبكة الانترنت، ما شكل فرصة امام “داعش” لاصطياد وجوه شابة جديدة.
اضف الى ذلك، ان الخسائر الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة بسبب تراجع النشاط الاقتصادي وتناقص فرص العمل وازدياد منسوب الفقر، عوامل تؤدي إلى زيادة تقبل الأفراد للتطرف والتجنيد، أولا بسبب الحاجات المتزايدة للافراد والعائلات، وجنوح كثيرين الى الفقر، وثانياً بسبب الفراغ النفسي الذي يعانيه كثيرون فيجدون في الافكار المتشددة ملجأ ومتنفساً.
وفي هذا الاطار، حذر فلاديمير فورونكوف الدول الأعضاء في الامم المتحدة من أن “داعش” يمكن أن يستعيد قدرته على تنظيم الهجمات في أجزاء مختلفة من العالم خلال السنة الجارية 2021.
وثمة تقارير تشير الى أن ذلك “قد يؤدي إلى سلسلة مفاجئة من الهجمات في بعض البلدان، عندما تخفف قيود الحركة المرتبطة بكوفيد-19″، وهذا الامر حذرت منه سلسلة تقارير اميركية وتحذيرات لسفارات لرعاياها في عدد من دول الشرق الاوسط.
واذا كان الانتصار على “داعش” تحقق على أرض الواقع بنسبة كبيرة، فانه من الضرورة إنهاء آفة الإرهاب، او التخفيف منها، في الفضاء الإلكتروني، لتعطيل الهجمات الجديدة على مستوى العالم، والتصدي للتهديد الذي تشكله.
وفشل هذه المواجهة الجديدة سيؤدي حتماً إلى عودة ظهور التنظيم، وهذه المواجهة تتطلب تنسيقا بين كل الاطراف المعنية، والتعاون بين الدول في رعاية الامم المتحدة لان العالم الافتراضي واسع بما فيه الكفاية متحدياً قدرات دول صغيرة او ضعيفة نسبيا على الاحاطة بما يدور فيه.
