الرئيسية / مقالات رأي / لوفيغارو: جيش ميانمار يكشف عن وجهه الحقيقي

لوفيغارو: جيش ميانمار يكشف عن وجهه الحقيقي

BY: Sébastien Falletti

الشرق اليوم – أزيلت الأقنعة الآن، ووضع الجنرال مين أونغ هلينغ في خضم جائحة “كوفيد-19” نهاية حاسمة لملهاة الديمقراطية التي كان جيش ميانمار يقوم بتمثيلها بمهارة منذ عام 2011 مع “سيدة يانغون” من أجل إرضاء الغرب ومستثمريه بشكل خاص.

إن المجلس العسكري الحاكم منذ عام 1962 ألقى من جديد بالأيقونة الشعبية أونغ سان سوتشي، في السجن أثناء ولايتها الثانية لاستعادة السيطرة على المسار السياسي الذي كاد يفلت من يده، مع تجذر الانتقال الهش إلى الديمقراطية في هذا البلد المحوري بين الصين والهند.

وكدليل على عدم ارتياحه، ألبس زعيم تاتماداو (الجيش الميانماري) هذا “الانقلاب” الفاضح زخارف دستورية، متعهدا بفرض “حالة طوارئ” لمدة عام للدفاع عن الديمقراطية بشكل أفضل.

واستنكر قائد الجيش “التجاوزات الكبيرة” خلال اقتراع 8 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي والذي فاز فيه حزب الرابطة من أجل الديمقراطية بزعامة “داو سو” (أونغ سان سوتشي) بنسبة 83% من المقاعد، قبل أن يعد بإجراء انتخابات مستقبلية وفق قواعد جديدة يسيطر عليها.

إن هذه الطريقة نجحت لدى الأنظمة الاستبدادية في شرق آسيا من بكين إلى بانكوك، حيث تكون الواجهة “سيادة القانون” لتبرير سيطرتها دون منازع، في مواجهة غرب مشلول بانقساماته الداخلية.

وقد أشار الجنرال المحنك مين أونغ هلينغ، إلى دستور 2008 لتبرير “انقلابه”، دون أن يكلف نفسه عناء التفاصيل، إلا أن هذا النص الذي كتبه المجلس العسكري يضمن سيطرته على الوزارات الرئيسية الثلاث، بالإضافة إلى ربع البرلمان، كما ينص على أنه لا يمكن إعلان حالة الطوارئ إلا من قبل الرئيس الحالي الذي وضعه الجيش للتو.

كان هذا التحرك قبيل أن يعقد البرلمان جلسته الأولى للمصادقة على فوز سوتشي الانتخابي الجديد الذي يمنحها 5 سنوات أخرى على رأس البلاد، نتيجة اقتراع بعيد من الكمال أُجري في خضم وباء كورونا، في بلد مليء بالصراعات العرقية والتحديات اللوجيستية، وحرمت منه الأقليات، خاصة أقلية الروهينغا التي لا تعترف الحكومة بأنها من شعبها.

وعلى الرغم من المخالفات المحلية، يعتبر المراقبون القلائل والدبلوماسيون الأجانب الباقون في هذا البلد أن التصويت كان ذا مصداقية، إلا أنه في الوقت نفسه يشكل صفعة جديدة للجيش الذي لم يحصل إلا على 33 مقعدا، و”بدا غير قادر على حشد الجماهير في زمن فيسبوك”، كما قال دبلوماسي في يانغون.

إن هذا الانقلاب قضى على أسطورة المجلس العسكري الذي تحوّل بأعجوبة إلى الديمقراطية، لأن الزمرة العسكرية المحصنة في قلب الغابة، لم تقدم للغرب تعهداتها إلا من أجل رفع العقوبات وجذب المستثمرين وتقليل اعتمادها المتزايد على الصين المجاورة.

ومن خلال إلقاء الزعيمة الشعبية في السجن، تؤكد تاتماداو في وضح النهار أنها لم تنو قط التخلي عن زمام الأمور في البلاد، رغم وعود عام 2011.

أما الآن وقد اتضح أن البلاد تعود إلى الهمجية حتى تنظيم انتخابات جديدة تحت السيطرة، فيبقى أن نرى هل سيتمكن سيناريو القوة هذا من أن يثني بطلة هذه “المأساة البورمية” والوريثة العنيدة لبطل الاستقلال الجنرال أونغ عن القيام بدورها في الحياة.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

الأردن: معركة محور التّطرف!

بقلم: محمد صلاح – النهار العربي الشرق اليوم- ليس سراً أن مصر والأردن خسرا كثيراً …