الرئيسية / مقالات رأي / Bloomberg: “انقلاب” ماليزيا الخفي

Bloomberg: “انقلاب” ماليزيا الخفي

BY: Danial Moss

الشرق اليوم- أعلن رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين أخيراً حالة الطوارئ في البلاد، وهي التي حاول فرضها قبل عدة أشهر، حيث تمنحه السلطات الاستثنائية ظاهرياً فرصة لمواجهة الزيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا، بينما تضع غطاءً على تمرد سياسي يهدد فترة حكمه غير المستقرة التي دامت 10 أشهر، وهذا أمر بالغ الأهمية لمستقبل حكومته.

 وأعلن الملك مرسوم الطوارئ باعتباره «إجراءً استباقياً» لاحتواء حالات كورونا المتزايدة، وقد يستمر حتى أغسطس/آب المقبل. وكانت ماليزيا قد خضعت لقانون الطوارئ آخر مرة في الستينات لمكافحة أعمال الشغب الطائفية.

 لكن مثل هذا المرسوم لا يمر بسهولة في هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا؛ وقد حاول محيي الدين فرض الطوارئ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ولم يفلح. لكن تفاقم الإصابات مؤخراً، والتي وصلت إلى مستوى قياسي، سهل الحصول على موافقة الملك عبد الله أحمد شاه، بفرض إجراءات تسمح بتعليق عمل البرلمان، وتشديد القيود على الحركة عبر الحدود، و منح الجيش المزيد من الصلاحيات في الحياة المدنية.

 يأتي تعليق البرلمان في وقت مبكر جداً بالنسبة لمحيي الدين الذي وصل إلى السلطة في آذار/مارس بعد أن انشق بعض النواب عن ائتلاف بقيادة مهاتير محمد. وفاز محيي الدين بالتصويت في البرلمان بأغلبية ضئيلة. 

 والمؤكد أن تلك الخلفية السياسية الهشة هي التي تعطي إعلان الطوارئ نفحة في لعبة القوة. فما يجري في ماليزيا أقرب إلى الانقلاب مما شهدته واشنطن عند اقتحام مبنى الكونجرس. والحقيقة هي أنه إذا تم إجراء انتخابات قريبا، فهناك فرصة جيدة لأن يخسرمحيي الدين كل شيء. 

 ويبقى إجراء انتخابات وطنية في أي وقت قريب، رهناً بما تؤول إليه الظروف الصحية. وتوقعت الحكومة أن تصل الإصابات اليومية إلى 8000 بحلول أواخر مارس/آذار أو أواخر مايو/أيار. وقد تجاوز العدد ألفي إصابة في الأسبوع الأخير.

 ولا بد من الإشارة إلى أن تعليق الأنشطة السياسية أمر نادر في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 30 مليون نسمة. وقد كانت ماليزيا، في معظم تاريخها، معقلًا للاستقرار، على عكس حكومات إندونيسيا المجاورة وتايلاند والفلبين التي عطلتها تدخلات الجيش على مر السنين. واستندت هذه الاستمرارية إلى الديمقراطية البرلمانية مع إجراء انتخابات منتظمة، منذ الاستقلال حتى عام 2018. وقد ضعف الحزب الحاكم سابقاً في العقد الماضي بسبب الانقسام المتزايد بين المناطق الحضرية والريفية وفضيحة الفساد التي أسقطت في ذلك الوقت – رئيس مجلس الوزراء نجيب رزاق. لكن لا يزال توفر بديل قوي بعيد المنال في ظل انقسامات الثقافة السياسية التي لا تزال قائمة إلى حد كبير على الانتماءات العرقية والطائفية.

 ومع نأي الجيش عن التدخل عزز محيي الدين سلطاته وصار يمسك بزمام القوة. وقد يكون محقاً في المقامرة على فكرة أن الناس لا يهتمون بمن يحكمهم عندما يتعلق الأمر بالحياة أو الموت في ظل تفشي الجائحة. لكنه أيضاً يلعب على عامل الوقت وهو ما يتفق فيه مع الطبقة السياسية الحاكمة التي ليس لديها خطة محددة لاستبدال النظام الذي قام على أكتاف حزب المنظمة الوطنية.

 ويكرر محيي الذين القول إن الانتخابات سوف تتم بمجرد الإعلان عن القضاء على الفيروس. وهذه عكازة يتكئ عليها عدد من حكومات العالم في الوقت الراهن. وعندما يحصل الناس على فرصة للإدلاء بأصواتهم في ظروف أكثر راحة قد يجد محيي الدين نفسه خارج اللعبة.

نقلاً عن صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …