الرئيسية / الرئيسية / The Atlantic: حظر ترامب من مواقع التواصل الاجتماعي.. من التالي؟

The Atlantic: حظر ترامب من مواقع التواصل الاجتماعي.. من التالي؟

BY: Evelyn Douek

الشرق اليوم – بعد سنوات من السجال، قام أقوى المشرفين على مواقع التواصل الاجتماعي بالتخلص من أشهر المتصيدين لديهم، وهو رئيس الولايات المتحدة، حيث قام موقع فيسبوك بحظر حساب دونالد ترامب، إلى أجل غير مسمى، كما قامت تطبيقات سناب تشات وتويتش وشوبيفاي بالأمر نفسه، وفي وقت كتابة هذا المقال كان لا يزال لدى ترامب قناته على “يوتيوب”، لكن الشركة تقول إنها تسرع إجراءاتها لوقف القناة أيضًا، فقد كانت ليلة الجمعة الماضي بمثابة مذبحة لحظر ترامب على جميع المنصات.

لكن هناك حظرًا واحدًا يفوق كل الآخرين في رمزيته، وهو تعليق حساب ترامب على موقع تويتر، وهي المنصة التي عرّفت شخصية هذا الرئيس أكثر من أي منصة أخرى.

ويمكن سرد قصة حظر ترامب من المواقع بطريقتين: الأولى هي الأسطورة الشكلية التي تريدنا المنصات أن نصدقها، وهي أنها لديها سياسات ومبادئ تلتزم بها، وأن قراراتهم المبنية عليها تتم بعد تقييمات محايدة ومدروسة بعناية للقواعد والوقائع، والثاني هو الموقف الواقعي، حيث يمكن اعتبار منشورات وتغريدات المديرين التنفيذيين والمتحدثين باسم المنصة على أنها بمثابة أوراق تين تهدف لإخفاء قرارات تعسفية مفاجئة.

وقد كانت هذه المحاولات تهدف لإخفاء حقيقة غير مريحة، وهي أنه يمكن للمنصات أن تفعل، وستفعل، ما يحلو لها، وهذا الأسبوع، تحركت حفنة صغيرة من المديرين التنفيذيين التقنيين الأقوياء للغاية ببطء نحو الحافة، وحفزوا بعضهم البعض، ودفعهم المعلقون والموظفون، حتى وافقوا على الإمساك بأيدي بعضهم البعض والقفز، فما حدث كان بمثابة عرض هائل للقوة، وتم اتخاذ هذه القرارات تحت ضغط الانتقاد أكثر من كونها تمت بسبب التطبيق المحايد للسياسات.

وتطلب الديمقراطية من الناخبين أن يعرفوا حقيقة مرشحيهم وما يؤمنون به، وذلك حتى عندما تكون هذه المعتقدات بغيضة، ولذلك تعاملت المنصات مع الرئيس منذ فترة طويلة بشكل مختلف عن المستخدمين الآخرين على أساس أن ما يقوله يستحق النشر ويخدم المصلحة العامة حتى يعرفه الناس لو كان ينتهك قواعدهم.

لكن كل منصة تركت لنفسها مخرجًا في حالة التحريض على العنف، ولكن يجب دائمًا تقييم الكلام في سياقه، ولا يمكن تجاهل السياق هذا الأسبوع، فقد حرّض الرئيس على التمرد في مبنى الكونجرس الأمريكي، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل، ومن المحتمل أن المزيد من العنف لم يأتِ بعد، وبالنسبة لمارك زوكربيرج، فإن استخدام ترامب لفيسبوك للتغاضي عن أعمال الشغب بدلاً من إدانتها قد دفعه إلى الاعتقاد بأن مخاطر الاستمرار في السماح للرئيس بالنشر كانت عالية جدًا، وصحيح أن القرار لم يكن واضحًا، ولكنه تم بشكل متوازن، فكما قال مسؤول تنفيذى آخر في فيسبوك فإنه كان يُنظر إلى الرئيس على أنه يساهم في استمرار التهديد بالعنف بدلاً من الحدّ منه.

وقد أدى قرار فيسبوك إلى وضع تويتر في موقف محرج، فقد كان الأخير أغلق حساب ترامب في الأصل لمدة 12 ساعة، وذلك مع تزايد الدعوات الموجهة إلى الشركة لحظره بالكامل، وعندما استعاد الرئيس حسابه كتب بعض التغريدات المهدئة إلى حد ما لمؤيديه، ولكنه أعلن أنه لن يحضر حفل تنصيب جو بايدن، ولكن سياق هذه التغريدات وبالتحديد كيف يتم تلقيها وتفسيرها على تويتر وخارجه، يعني أنها ترقى إلى درجة تمجيد للعنف، وهو ما يخالف قواعد تويتر.

وما جعل المراقبين ينتقدون تصرفات المنصات هو أن منشورات الرئيس هذا الأسبوع لم تكن أسوأ من تلك التي نشرها من قبل، إن التفكير التآمري للكثيرين في قاعدته يعني أن تعليقاته تم تفسيرها منذ فترة طويلة بطرق خطيرة، بما في ذلك، بالطبع، في الفترة التي سبقت أعمال الشغب المميتة، الأربعاء الماضي.

وفي غضون ذلك، فإنه لا يزال لدى المتحدث الرسمي باسم طالبان حساب على تويتر، وكذلك رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، وذلك حتى في الوقت الذي تقوم فيه حكومته بقمع المعارضة والإشراف على العنف الداخلي، كما أن حساب الرئيس الفلبيني، رودريجو دوتيرتي، على فيسبوك لا يزال موجودًا، على الرغم من أنه استخدم المنصة كسلاح ضد الصحفيين، وتطول القائمة، وقد قال فيسبوك في بيان حظر ترامب إنه اتخذ إجراءات ضد قادة العالم الآخرين قبل الرئيس، لكنه لم يذكر تفاصيل.

وبالنظر لهذه الخلفية، فإن تفسيرات المنصات تبدو واهية ومنحرفة، وتوفر إجابات غير مُرضية على أسئلة مثل لماذا هو؟ ولماذا الآن؟

فقد كانت هذه التحركات هي أكبر عرض علني لقوة هذه المنصات حتى الآن، إن الإشارة إلى فشل المؤسسات الأخرى، بما فى ذلك الكونجرس أو وسائل الإعلام، ليس عذرًا، فهذه المؤسسات تحتاج إلى حساب أيضًا، لكن هذا لا يمكن أن يعفي المنصات من مسؤوليتها، ولا يكفي أن نقول إن زعيم العالم الحر سيكون له دائمًا منصة، وإذا كان يريد التحريض على العنف فدعوه يجد تلك المنصة في مكان آخر.

وكذلك لا ينبغي أن يُنظر إلى حظر ترامب على أنه نهاية حقبة، بل يجب أن تكون بداية لأخرى جديدة، فلن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يستخدم فيها زعيم هذه المنصات للتحريض على العنف، إذن، يجب أن يثبت أباطرة التكنولوجيا لدينا أنه لم يكن مجرد النفعية السياسية والبراعة التقنية التي جعلتهم يتصرفون بهذا الشكل هذا الأسبوع.

ترجمة: المصري اليوم 

شاهد أيضاً

صعود الأسهم الأوروبية

الشرق اليوم- صعدت مؤشرات الأسهم الأوروبية خلال تعاملات أولى جلسات الأسبوع، تزامنًا مع عطلة رسمية …