الرئيسية / الرئيسية / لماذا الأحكام المسبقة على مفاوضات لم تنعقد بعدُ؟

لماذا الأحكام المسبقة على مفاوضات لم تنعقد بعدُ؟

بقلم: د. رعد هادي جبارة

الشرق اليوم- ما أجمل التريث وعدم الاستعجال وإطلاق الأحكام التشاؤمية، فبعض المعلومات الواردة في انتقاد الوفد العراقي المفاوض مضحكة حقاً.. مثلا:

كتب البعض عن أحد أعضاء الوفد أموراً ملفتة للنظر.. فقيل عن السفير لقمان الفيلي (انتقاصا منه) أنه حصل على جائزة الماراثون!! في بوسطن ونيويورك لعام 2014!! ولمن لا يعرف الماراثون فإنه سباق رياضة الجري لمسافات طويلة وتخصص للفائز في السباق جائزة. ثم ماذا!!؟

هذا الرجل الأكاديمي شخص كيّس ودبلوماسي محنّك من إخواننا الكرد الفيليين الشيعة، ويحمل شهادة الماجستير في إدارة الاعمال MBA وبكالوريوس في علوم المحاسبة والرياضيات، من جامعة مانشستر متروبولتن.

والسفير الفيلي من أبرز المتحدثين باسم العراق في المحافل الدولية والأوساط السياسية رفيعة المستوى، مثل المؤسسات السياسية والبحثية والمجتمع الأكاديمي والتجاري. ولديه ثقافة جيدة وحضور واسع على الشبكات الإعلامية والتلفزيونية والاذاعية العالمية ويكتب بانتظام مقالات سياسية لمجموعة واسعة من المطبوعات العراقية والدولية. ومن الدعاة المنادين بنشر الديمقراطية و فتح سبل الحوار ودفع عجلة التقدم ودعم سيادة القانون في العراق.وهو يتحدث الإنكليزية والعربية والكوردية بطلاقة. ولديه هواية القراءة وممارسة رياضة الجري، حيث شارك في عدة سباقات ماراثون، أهمها سباق ماراثون طوكيو عامي 2012 و2013 وفي سباقي ماراثون بوسطن و نيويورك اللذين اقيما عام 2014.

وبعد أن كان سفيرا للعراق في واشنطن استقال وعاد إلى بغداد ولم يطلب (كغيره) اللجوء بأمريكا ولا جنسية أمريكية وأسرته معه ولا تقيم في الخارج. وبعد عودته إلى بغداد التحق بالوزارة التي كان يعمل فيها فشغل منصب مدير عام أميركا الشمالية في وزارة الخارجية العراقية [بعد اختياره متحدثا رسميا باسم رئاسة الجمهورية] ولأنه مسؤول عن هذه الطاولة فمن الطبيعي أن يكون عضوا في الوفد المفاوض.

و لا نعلم مسبقا كيف ستسير المفاوضات و عمّ ستتمخض ولذلك ينبغي اجتناب الأحكام المسبقة والجاهزة عن فشلها أو نجاحها واجتناب التسقيط.

فهناك قرار رسمي من مجلس النواب العراقي بمغادرة قوات التحالف للعراق ،والوفد العراقي المفاوض لديه هذه الورقة الرابحة ،و عنده تعليمات وخطوط حمر ومطاليب معينة.. وكل عملية تفاوض لا يمكن الحكم عليها مسبقا وعلى ما ستتمخض عنه قبل أن تبدأ أساساً.

لنتريث قليلا ريثما تبدأ المفاوضات ويجلس الوفدان إلى الطاولة ويطرحان ما لديهما عبر الشاشات من أوراق ومطالب ومواقف ووجهات نظر وتوافقات ويعودان لحكومتيهما لتقرير ما آلت له المحادثات وإعطاء الموقف النهائي والتهيئة لزيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن في موعد لاحق [كما سبق وأن زارها رؤساء الوزراء السابقون وزاروا طهران أيضا]. فلماذا يطلق البعض أحكاما جاهزة ومسبقة بفشلها ويطعنون في وطنية الوفد العراقي المفاوض من الأساس؟!!

ثم لماذا هذا التشاؤم المزمن تجاه كل حدث وكل شخص والبحث عن الثغرات؟

ورحم الله الشاعر العربي قُراد بن أجدع الكلبي الذي كان يقول:

فإن يَكُ صدرُ هذا اليوم ولّى

فإنَّ غداً لناظِرهِ قريبُ

شاهد أيضاً

كيسنجر يطارد بلينكن

بقلم: غسان شربل – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم- ذهب أنتوني بلينكن إلى جامعة هارفارد. …