الرئيسية / أخبار العراق / “العراق الجديد” يناقش مبادرة واشنطن للتفاوض مع الجانب العراقي

“العراق الجديد” يناقش مبادرة واشنطن للتفاوض مع الجانب العراقي

الشرق اليوم- طرح الدكتور منقذ داغر في مداخلة صوتية على مجموعة “العراق الجديد” على الوتساب، عدة قضايا للنقاش تتمحور حول الوضع الحالي ومستقبل العراق، وقال داغر: أعتقد أن التفاوض بين الولايات المتحدة والعراق بناءا على مقترح بومبيو المبني على حوار استراتيجي بين البلدين سيشكل نقطة فارقة في مستقبل العراق، وأشار إلى معرفة الحقائق بين البلدين التي سوف يقوم عليها هذا الحوار ومن ثم لا بد من معرفة الخيارات المتاحة لهذا الحوار وبعد ذلك يجب معرفة ما هي نتائج هذا الحوار.

وأضاف أن الطلب الأمريكي لهذا الحوار يأتي مبنياً على الحقائق الحالية في واشنطن، فأولى هذه الحقائق هي أن هذا العام يعتبر عام انتخابي، وأن كل شيء قد يحدث من الممكن أن يؤثر على نتائج الانتخابات وخصوصاُ بعد انتشار “كورونا” ومدى تأثيره على النتائج الانتخابية، وثاني الحقائق هي الضغوط التي تتعرض لها القوات الأمريكية على الأراضي العراقية، وبالتالي يتعرص لها ترامب من قبل منافسيه، وثالث هذه الحقائق، هو الصراع المستمر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في المنطقة وهو ما قد يؤثر على بعض المصالح الأمريكية، وخصوصا في ظل الضغوط التب تتعرض لها واشنطن من قبل دول التحالف في المنطقة.

وكذلك هناك جدل بدأ بالنمو في واشنطن، حول جدوى بقاء القوات في العراق، والذي عبر عنه ستيف كوك بقوله، إن العراق دولة فاشلة سقط بين أحضان إيران ولا أمل من تصحيح الأمور هناك، فلماذا البقاء ولماذا لا نتعامل معها على أساس أنها أصبحت تابعة لحلف طهران، لكن في المقابل هناك بعض المؤسسات وعلى رأسها وزارتي الخاجية والدفاع، تعتبر التواجد في العراق والعلاقات الجيدة مع الحكومة العراقية، تضمن المصالح الأمريكية في المنطقة المدى القريب والمتوسط.

وتابع داغر، أن العراق اليوم يعاني من عدم استقرار ومن ضعف مؤسسي ومن أزمة حقيقة تتمثل بالتفكك السياسي وعدم وجود ثقة سياسية بين الكتل، وكذلك أزمة اقتصادية طاحنة بالتزامن مع أ.مة كورونا، كل هذا يأتي في ظل تبديل الحكومة ما يجعل العراق اليوم، في موقف ضعيف بالتفاوض، إلا أنه يوجد نقاط يمكن استغلالها اذا أحسن المفاوض العراقي استغلالها من خلال معرفة نقاط قوته وضعفه وكذلك نقاط قوة وضعف المفاوض الأمريكي، وكذلك من الواضح أن ما تريده أمريكا من هذا الحوار، هو حاجتها لعراق مستقل بقراره ولا يحوي أي نوع من النفوذ الإيراني، ولا يضر بالمصالح الأمريكية، وعلى رأسها القواعد الأمريكية الموجودة في البلاد، وكذلك قدرته على منع ظهور داعش من جديد.

وأكمل القول، أن الحوار قد ينتهي بواحده من هذه النتائج، إما تافشل في الاتفاق أو النجاح، وهذا النجاح هل سيكون بتوقيع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد أم سيكون بصيغة ضمانات وتطمينات بين الطرفين.

وعن الخيارات المتاحة للعراق، فمن الواضح أن العقدة الرئيسية هي تواجد القوات في العراق، والقرارات المحتملة هي إما الإجماع على طرد هذه القوات برمتها وتحمل تبعات ذلك من عقوبات أمريكية تضر بكل القطاعات العراقية وعلى رأسها العقوبات الاقتصادية، وأن يتم وضع العراق بخانة إيران من ناحية العقوبات، وهناك خيار آخر وهي التوصل إلى تفاهمات بين البلدين واتفاق رسمي، وبهذا الخيار هناك احتمال أن ترفض الجماعات المسلجة في العراق هذا الخيار كما هو الحال، إلا بحال فرض العراق كلمته وسيطرته وإجبار كل الأطراف الداخلية على احترام هذا القرار.

وأشار داغر إلى أنه لو أراد العراق إبرام صفقة مع الولايات المتحدة لصالح العراق، فماذا ستقدم واشنطن لنا وقتها، مع العلم أن الأخيرو بحاجة ماسة إلى اتفاق مع العراق، بالتزامن مع قرب موعد الانتخابات، وأولى هذه الميزات ستكون المساعدات الأمريكية التي يحتاجها العراق خصوصاً بعد جائحة كورونا، وذلك على شكل منح وقروض وتقديم ضمانات قروض كذلك للبنوك المحلية، ومنها ستتشجع جميع الدول بعد ذلك بمساعدة العراق، وكذلك هناك حاجة أمريكية قوية بأن يمتلك العراق جيش قوي، من أجل من عودة ظهور داعش لذلك ستقوم بتقديم العديد من المساعدات للجيش العراقي، من تسليح وغيره، وثالثاً العراق يحتاج إلى إعادة بناء الموارد البشرية وأفضل من يقوم بذلك هي واشنطن من خلال برامج التبادل والتوأمة وغيرها.

وفي مقابل كل هذا يحتاج العراق بدلاً لكل ما سلف ضمانات من العراق، تتمثل بضمانات بألا يكون العراق مضراً بمصالح واشنطن المشروعة في المنطقة، وكذلك يريدون دولة عراقية مستقلة وبجيش قوي.

واختتم داغر بالقول، إنه يجب على العراق إعادة تنظيم بيته الداخلي بكل وزاراته وهيئاته، وكذلك يجب ان يمتلك العراق لجنة فنية من الخبراء من أجل طبخ القرار السياسي العراقي، وترك التفيذ للساسة العراقيين.

ورد الدكتور جواد الهنداوي، على ما سلف بالقول، إن هناك بعض الأسئلة التي تراوده وأهمها ما هو مصير العراق بحال مصير العراق لو تم اتفاق إيراني أمريكي وأيضا ما مستقبل العراق وغيرها، وأردف أنه من مصلحة العراق أن يكون له علاقة استراتيجية مع دولة عظمى الولايات المتحدة ، لكن ذلك حصل في عام 2014 وعمل بوقتها على الإستفادة من هذه الاتفاقية إلا أنه لم يعد بالنتائج المطلوبة، وأضاف أنه يجب التمييز بين ما تريده الدولة العميقة في الولايات المتحدة، فهناك اختلاف بين اللوبي الذي يدير السياسة الأمريكية وما بين الإدارة الأمريكية، لكن السياسة الاستراتيجية تسير باتجاه الهيمنة الأمريكية على العالم وإسرائيل على المنطقة، وهو الهدف الأسمى للإدارة الأمريكية في مصلحتها بالعراق بالإضافة إلى المخزون النفطي في المنطقة. ولا أعتقد أن هدف أمريكا في العراق هو بناء دولة مؤسسات، كما هو الظاهر، إلا أنهم لا يريدون خسارة العراق في المنطقة كما خسروا إيران لا سيما بعد الوجود الروسي في سوريا، لكنهم لا يستطيعون التوصل إلى كيفية كسب العراق إلى صفهم.

وأردف عبد الكريم الحميري، على قول الدكتور جواد بأنه يؤيد ما قاله، ومضيفاً انه لا يرى أن للانتخابات الأمريكية أي علاقة بأن تريد الولايات المتحدة توقيع اتفاق مع العراق، وعليه لا أعتقد أن الانتخابات قد تضغط على الإدارة لتوقيع هذا الاتفاق، وكذلك موضوع الضغوطات المتعلقة بوجود القوات الأمريكية في العراق، ووجوب خروجه من العراق إلا أنه جيش ممتد في معظم مناطق العالم، ولذلك لا أعتقد أنه سبب في تلك الضغوطات، ورأى الحميري، أن للدولة العراقية باختلاف إداراتها ووزارئها ورؤساءها، استراتيجية تقوم على مبدأ أن المصلحة العراقية هي الأهم والأولى.

بدوره قال الصحفي، تساءل هل بإمكان العراق أن يبدل ولاءه أو مشروعه الأمريكان والتحول نحو التنين الصيني؟ وكذلك بخصوص الـ “أوبك” هل يستطيع العراق تنفيذ مشروعه الوطني والسياسي؟ وهل هناك رؤية اقتصادية؟

وعاد الحميري، بالتساؤل كذلك عن الاستفادة من هذه الشراكة ومدى عودتها بالنفع على القطاعات الحيوية في العراق كالصناعة والتجارة والزراعة، وهو بلد جاهز للاستثمار وليس بحاجة للذهاب إلى الاقتراض من الدول الأخرى، ومشيراً إلى أن الولايات المتحدة لو أرادت هذه الشراكة، لما حصل في العراق ما حصل ولما ظهر داعش ولا غيره.

وأكد أن الواجب اليوم هو زيادة القدرة الانتاجية العراقية لتواكب المتطلبات التي تقتضيها الوظائف الحكومية الكثيرة جداَ، وأن العراق بحاجة لرؤية جديدة لطبيعة الاستثمارات وبالخصوص الاستثمارات الأمريكية، وعن موضوع الجيش العراقي القوي، رأى أن هذا من المستحيل أن تفكر به الولايات المتحدة وأن الجيش الوحيد القوي الذي تريده أمريكا في المنطقة هو الجيش الإسرائيلي، وأكبر دليل على ذلك هو قلة التسليح من واشنطن للجيش العراقي في فترة ظهور داعش، ما دفع العراق إلى اللجوء إلى إيران من أجل تسليح جيشه.

وبالنسبة لموضوع اللجنة الفنية من الخبراء، فرأى الحميري أن الجهة المخولة بهذا الجانب هي وزارة التخطيط العراقية، وأن الشخص المفوض لهذه المهمة بحسب رأيه هو السيد عزت الشابندر لقدرته على التفاوض، وبعده عن الأحزاب ومعرفة توجهاته الوطنية، ويكون ذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية.

وتساءل الدكتور صباح ناهي عن الكادر العراقي، المخول بالتفاوض هل هو موجود فعلاً وها هو قادر على التفاوض وبناء علاقات متوازنة مع الدول الكبرى، نحن نفقتد لهذا الجانب بسبب ضعف الجهة الخارجية العراقية، بسبب كثرة التغيير والتبديل بالفِرق والشخصيات المفاوضة، وكذلك العراق اليوم لا يملك نظرة ورؤية مستقبلية للعلاقات الخارجية مع الدول وقوى الضغط بسبب الفوضى السياسية والمجتمعية التي يعيشها العراق.

وعاد الدكتور جواد الهنداوي، وقال إن العراق مر بظرف صعب جداً وعانى من تآكل وتعري مفهوم الدولة، ولكن هناك كادر قادر على التفاض وهناك جهود بذلت من وزارة الخارجية من أجل تأسيس العراق وإنشاء الدولة، لكن المشاكل التي عاشها بالعراق صعبة جداً خاصة مرحلة المناوشات بين أمريكا وإيران ورغبة واشنطن بتنفيذ مصالحها في العراق أعاقت الدولة العراقية.

ورأى الدكتور مازن العبودي، أن المفاوض الأمريكي، سيأتي وهو برفع لافتة أن السلطة في العراق، تمارس التبعية السياسية لإيران، وهو الدافع الأكبر للدعوة لهذه المفاوضات، وبالنسبة للعراق، إذا أراد أن يلعب دور في التفاوض وأن يبرئ نفسه من باب ممارسة الواقعية السياسية نتيجة الظروف الميطة منذ 2003 سيكون بائس ومخيب للآمال، أما الأهم فهو هل تمتلك الحكومة العراقية مقومات التفاوض والالتزام بما تتفق عليه أم أنها بحاجة لتوافق حزبي من كل الكتل، ويتصور العبودي أن العراق بحاجة إلى مطالبة الجانب الأمريكي المحاور التي تريد التحاور عليها وتقديم العراق مقترحات للمحاور، ويجب على الخبراء العراقيين دراسة قدرة العراق على التفاوض والقدرة على تحقيق النتائج الملموسة لهذا الحوار.

وبعدها عاد الدكتور منقذ داغر وأضح وجهة نظره على التساؤلات التي سلفت، بناءا على وجهة نظره للمفاوضات الأمريكية العراقية المرتقبة.

ثم دخل السيد علي الموسوي، النقاش وقال، إن التفاوض مع الولايات المتحدة للوصول إلى استراتيجية تعود بالمصلحة للبلدين، ولاحظ أنه لم يشر أحد إلى وجود اتفاية بين البلدين والتي تطرقت لكل أوجه التعاون بين بغداد وواشنطن، واعتقد أنه تم إقرارها من قبل الجانبين، وموضحاً أنه وبحسب رأيه ليس الوقت المناسب الآن للتفاوض لأن الوضع الداخلي العراقي بحاجة إلى وقت طويل للنظر فيه وإصلاحه قبل التوجه للتفاوض مع واشنطن في وقت غير مناسب بالنسبة للعراق.

بدوره علق الصحفي العراقي، مازن صاحب بالقول، إن أابرز مافي الإدارة الاستراتيجية :
١- الاعتراف بوجود مشكلة
٢- القرار بحل المشكلة
٣- اختيار حل
٤- تطبيق الحل
٥- دراسة النتائج في حال لا تزال هناك مشكلة يتم العودة الى النقطة الثالثة.

واعتقد مازن أن المتصدين للسلطة في العراق وحتى عند بعض النخب… لا زالوا في المرحلة الأولى.

واختتم الباحث جون إسكندر حلقة الحوار بالمداخلة الآتية: كان نقاشا غنيا اليوم بوجود نخبه مثقفه. ولكني أرى أن الجميع غفل عن اهم ما يمر به العراق حاليا وهو خطة السيد مصطفى الكاظمي وما ينوي القيام به. فمن الغريب  انه غفل أو أغفل ذكر نقطتين رئيسيتين شكلتا معا أهدفا للمظاهرات و مبررا لاسقاط الحكومة السابقة. الاولى اجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال فترة محددة. والثانية تقديم قتلة المتظاهرين للعدالة . وهذا مالم يتطرق اليه رئيس الوزراء المكلف الا مرورًا عابرًا. ولكن الأغرب من ذلك ان احدا من المدافعين العتيدين عن المظاهرات ومطالبها. والمتظاهرين وحقوقهم لم يشر الى ذلك. ونامل ان يكون ذلك غفلة من المكلف ومن انصار المتظاهرين والا فان.  الشباب لن يتركو حقهم يذهب وهم عاقدون على تحقيق   التغير وبناء عراق جديد حتى مهما كلف الثمن.. والنقطة الأخرى والأهم هي أن واشنطن تفكر جديا بوضع عقوبات جديده على العراق وهذا سيكون كارثي اذا حصل اتمنى التفكير جديا بحل المشاكل الرئيسيه اما الفرعيه فيأتي حلها في مرحلة ثانية  او تحل تلقئيا بعد انتهاء الأحتقان.

شاهد أيضاً

لمناصرة غزة.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية

الشرق اليوم- تعصف الاحتجاجات بعدة جامعات في الولايات المتحدة وتتعرض احتفالات التخرج المقبلة لتهديدات من …