الرئيسية / الرئيسية / غير المألوف.. ونجاح المكلف

غير المألوف.. ونجاح المكلف

بقلم: د. مازن العبودي

الشرق اليوم- أن واحد من أهم التحديات التي تواجه أي رئيس وزراء عراقي يتصدى للمسؤولية في هذا التوقيت الحرج هو تحدي (بناء الثقة)، فخلال سبعة عشر عام متخمة بالأحداث الدراماتيكية على الساحة العراقية مما جعل معها العراق يتصدر نشرات الأخبار في جميع أنحاء العالم!

ولتنعكس تلك الأحداث على جميع مكونات الشعب العراقي بدون أستثناء بطريقة أجتماعية واقتصادية وحتى على التوجهات السياسية بشكل سلبي ،،أنتجت معها حالة من الإحباط الكبير وانعدام الثقة بكل ما يصدر عن النظام السياسي والذي طالما كان من وجهة النظر الشعبية حريص على تحقيق مصالحه الحزبية والفردية فقط ..لذلك نعتقد أن عملية بناء الثقة ستكون المهمة الأصعب وأن حظوظها بالنجاح ضئيلة جدا بوجود الهوة الواسعة والعميقة التي أنتجتها الإخفاقات الحكومية المتكررة في تغليب الأولويات الوطنية على الأولويات الخارجية أو الحزبية وبأعتناق مذهب التبعية السياسية وبكل الاتجاهات مما حول ساحة العراق إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات الإقليمي والدولية على حساب التنمية ومعاناة الفرد العراقي أبتداءا من صعوبة ضمان لقمة عيشه وفقدان الخدمات وانتهاءً بفقدان حياته بسبل شتى ، لذلك وغيره من الأسباب نقول أن خطاب السيد المالكي تضمن العديد من التعهدات التي تعكس فهما وتشخيصا بضرورة النجاح في ترميم الثقة ،،إلا أن التشخيص أو الإدراك لا يعني بالضرورة النجاح في أنجاز المهام كون أن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ترافق تكليف الكاظمي تنبأ بأن الدولة العراقية تمر بأسوأ حالاتها وهشاشتها متجسدا في ضعف القرار السياسي وأقتصادها المنهار وبوجود قوى حزبية فاعلة وفاسدة تتربص بكل شاردة وواردة مالية لتصادرها ولتستعين بأدواتها البنكية الفاسدة لإخراج النسبة الأعظم من العملة الأجنبية الواردة من مبيعات عصب الموازنة الأوحد ولنصل مع كل هذا إلى تسجيل نسب فقر وبطالة غير مسبوقة !! ولنصل إلى نسب إنجاز على مستوى البنى التحتية والنمو تكاد لا تغادر الصفر !!

مع هذا المشهد السوداوي الواقعي نقول أن النجاح في مهمة من هذا النوع تحتاج أولا إلى أجراءات ملموسة على الأرض وأن نغادر طريقة تقديم التبريرات التي ستزيد من النقمة الشعبية وترسخ هوة أنعدام الثقة ..أن الإرادة السياسية الصادقة أن توفرت عند صاحب القرار  ستكون هي المفتاح الحقيقي والفاعل في ردم تلك الهوة وبأسرع وقت ولا يعني قولنا هذا الذهاب باتجاه الوفاء بتعهدات الخطاب بالمواجهة المباشرة بل ننصح أن ينجح المكلف بخلق نهجا أقتصاديا جديدا وبآليات جديدة غير تقليدية وسيكون ذلك كفيلا بخلق بيئات سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة وستكسب بلدك أحتراما أقليميا ودوليا لم نعهده كعراقيين من قبل .. أدعوك دعوة خالصة إلى الخروج عن المألوف في الواقع الأقتصادي العراقي والذي كان سببا بكل منشهده من صراعات وخراب ،،أدعوك للخروج عن المألوف الأقتصادي كي تصل إلى الأهداف السياسية الوطنية والتحرر من واقع التبعية السياسية.

شاهد أيضاً

رئيس الوزراء العراقي يلتقي الرئيس الأمريكي في واشنطن

الشرق اليوم– التقى رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الاثنين، الرئيس الأمريكي جوزيف …