الرئيسية / الرئيسية / أمريكا ومؤامرة كورونا

أمريكا ومؤامرة كورونا

بقلم : نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- يعصف العالم إعصار كورونا الذي أثار فوضى عارمة في وانهارت اقتصادات وعملات وحدثت تصدعات في الحكومات والأنظمة السياسية وتصاعدت الاتهامات حول مصدر كورونا وماهيته وهل هو مصنع أم غير مصنع؟ ووجهت الولايات المتحدة الأمريكية أصابع الاتهام إلى الصين، باعتبار هذا الفايروس نشأ في ووهان الصينية، حتى أنها أطلقت عليه اسم “كورونا الصينية”.

في جلسة خاصة لمجلس الامن حول تداعيات فايروس كورونا، كشفت شبكة ( أن بي سي )، نقلا عن دبلوماسيين اصرار امريكا على تضمين نص قرار مجلس الامن عبارة الاصول الصينية لفايروس كورونا وأثار هذا الاصرار هواجس بكين حول دور الصين في انتاج هذا الفايروس التاجي المستجد .ان تدعايات انتشار كورونا المستجد يعكس الازمة في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة فرغم العمق التاريخي للعلاقة بين الدولتين وباعتبارها الاهم في القرن الحادي والعشرين الا ان هذه العلاقات تشهد تذبذباً بين مد وجزر منذ ان قررت الصين دخولها في منافسة الولايات المتحدة للاستحواذ على دول العالم في بناء علاقات اقتصادية وسياسية لكسر هيمنة القطب الواحد المتمثلة بالولايات المتحدة الامريكية وقد بدأت تغييرات استراتيجية على صعيد العلاقات الدولية تجري بين الصين ودول الاتحاد الاوربي وجنوب شرق اسيا مما عزز اتهام الولايات المتحدة للصين بانها تمارس العبث في سياسة التدجين الدولي عبر تمرير ايديولوجيتها الاقتصادية وصفقاتها التجارية لدول الاتحاد الاوربي وشرق اسيا مما زاد من مصالح الصين في هذه الدول ودفعها الى التطلع لفتح اسواقها لكثير من المنتجين لكي تمثل حصناً ايجابياً هاماً في المعركة العالمية بين منافذ التجارة الحرة لمجموعة الدول الاروبية والاسيوية وبين القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة.

ولكن بسبب إخفاق الاتحاد الاوربي في تنويع وتنشيط وعصرنة الكثير من آفاقه التجارية دفع الصين للبحث عن شركاء تجاريين للابقاء على وجودها الاقتصادي المدعوم بالتفاهم السياسي فكانت ايران الشريك القوي للصين في التفاهم الاقتصادي والتجاري والطاقة علما ان العلاقة بين ايران والصين تمتد الى ٢٠٠ق.م. وطورت الصين شراكتها مع ايران اقتصادياً واستراتيجياً مناهضة لهيمنة القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية فالصين مثلت القوة الكبرى الوحيدة التي دعمت ايران في الحرب والسلم وزودتها بالاسلحة اللوجستية والبضائع التجارية التصنيعية وعقدت حكومتا البلدين اتفاقات سرية للتعاون النووي عام ١٩٨٣ وازداد التعاون بينهما حتى لغاية الفترةالتي فرضت فيها الولايات المتحدة عقوبات على ايران عام ٢٠١٨ استمرت الصين بانتهاك هذه العقوبات وشراء نصف صادراتها من النفط الايراني واصبحت ايران ممول الطاقة الرئيسية للصين ولم تكتفي بذلك بل عززت وجودها العسكري في ايران واعتبرت اي هجوم على ايران هوهجوماً على سيادتها.

ومن جانب آخر وفي تحدي جديد دفع وانغ جي سي، أحد ألمع الادمغةالاستراتيجية الصينية بفكر الالتفاف حول دول آسيا الوسطى والدول المجاورة لروسيا عبر طريق الحرير الجديد المشروع الذي سيربط طرق التجارة الدولية عبر الخطوط البرية والذي سيشمل 60 دولة على الاقل فتبلور اعتقاد لدى امريكا والدول الغربية بانه وسيلة لمد النفوذ الصيني في الخارج وتكبيل الدول الفقيرة لتقع في فخ الديون الصيني التي لايمكنها التسديد مما يعطي الصين القوة والقدرة على الاستحواذ والتأثير على هذه الدول وامتصاص ثرواتها لرفد مشاريعها الكبرى.

لكل هذه المسلمات اعتمدت امريكا في اتهامها للصين باعتبارها المصدر الذي انطلق منه كورونا لاشاعة الفوضى في العالم وخاصة الدول الكبرى ولاجل ذلك لابد من اتخاذ كافة التدابير والاساليب الدفاعية والوقائية لتطويق هذا الوحش المستجد الصيني والحد من انتشار واستكمال المخطط الصيني الهادف الى الاستحواذ على دول العالم الفقيرة منها خاصة .وهكذا كشف الفيروس غير المرئ اكبر مؤامرة صينية للاحتلال العالم .

شاهد أيضاً

السوداني يستقبل نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الشرق اليوم– استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، نائب رئيس البنك …