الرئيسية / الرئيسية / عن أي “كورونا” نتحدث؟

عن أي “كورونا” نتحدث؟

بقلم: د. أحمد سعد الديوه جي

الشرق اليوم- من يخاف من كورونا؟ إنها فقط الدول التي تحترم مواطنيها وتسعى للحفاظ على صحتهم بأفضل الطرق؛ أما نحن فلا عزاء لنا إلا ابتسامة هاني رمزي المتهكمة التي أصبحت شعار المواطن العراقي فور سماعه بتصريح خيالي من جهة عليا.

إن أي عامل متابع للواقع الصحي “المزري” لمحافظة نينوى، لا يشعر بأي خطر من كورونا وغيره من الفايروسات لأن ما يقتلنا أكبر بكثير.

أنقل لكم عددا من الحالات التي واجهتها في خفارة (واحدة) في مستشفى (واحد) من مستشفيات الموصل ولكم الحكم بكم الحالات التي تتعرض لمضاعفات أمراض (شائعة) تصل في كثير من الأحيان للموت

بدأنا الخفارة بطفلين خديجين (أقل من شهر) يحتاجون إلى حاضنة، أدخلناهم على أسرة عادية لامتلاء كل الحاضنات في مستشفيات الموصل ليلحقوا بـ 7 أطفال خُدّج آخرين كانوا قد دخلوا قبلهم في الخفارات السابقة ع أسرة اعتيادية، ثم طفل خديج وزنه 750 غم أتى أهله بحثا عن حاضنة فأخبرتهم بألا مكان للأسف وكانوا من سكنة دهوك؛ فنصحتهم بأخذ سيارة إسعاف ونقله لدهوك وإلا فأن مصيره الموت.

3 أطفال مصابون باليرقان الولادي، لم يجدوا مكانا أيضاً في أي مستشفى وحتى أجهزة تبديل الدم غير متوفرة ويباع الإيراني ذو النوعية الرديئة بـ 100 ألف دينار بعد أن كان بـ 30 ألف سابقاً، أحدهم ذهب إلى أربيل… والآخر خرج على مسؤوليته، لا نعلم إلى أين وليس بإمكاننا أن نلومه،

عشرات الأطفال مصابون بالتهاب القصيبات الحاد أو الربو القصبي؛ تدخلهم على الأوكسجين وفي قلبك ألف رجاء ألا تتدهور حالة أحدهم ويحتاج إلى جهاز تنفس اصطناعي وإلا فأن مصيره الموت وهو ما يحدث بشكل شبه يومي في مستشفيات.

يأتي أحد الآباء ويقول: دكتور ابني عنده عُسر تنفس، فهل هناك مكان في العناية… والجواب للأسف مقبطة! لأنها عناية تتكون من سريرين فقط!

فمن أي كورونا نخاف؟

شاهد أيضاً

كيسنجر يطارد بلينكن

بقلم: غسان شربل – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم- ذهب أنتوني بلينكن إلى جامعة هارفارد. …