الرئيسية / الرئيسية / إقليم كوردستان بين دافوس وميونخ

إقليم كوردستان بين دافوس وميونخ

بقلم: عبد الله كوفلي

الشرق اليوم– يعقد في العالم مؤتمرات عديدة وعلى مستويات مختلفة لتناول موضوعات تهم الشأن الدولي، وفي البقاع المختلفة، كثيرة منها لا تخرج بقرارات حاسمة أو نتائج ملموسة، وأنها تعقد لتعقد ولا يغير في المسألة بشيء، على أي حال، فان هذه المؤتمرات فرصة لاجتماع المشاركين واللقاء مع بعضهم البعض على هامشها، وربما يكون اللقاءات الهامشية أكثر تأثيراً وتفتح آفاقاً رحباً والجميع يحاول ان يستغل وجوده لصالح بلده.

المؤتمرات التي تتناول المواضيع الحيوية ذات الشأن العام صداها أبعد وحضور الإعلام والاهتمام به يكون كبيراً وينشغل معظم دول العالم به وينتظر نتائجه ومن هذه المؤتمرات منتدى دافوس الاقتصادي الذي انطلق منذ عام 1971 ويهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي في العالم حسب وثائقه، ويعقد في منتج دافوس بجبال الألب بسويسرا ويشترك فيه كبار السياسيين وقادة قطاع الأعمال والتجارة والشخصيات.

شارك الرئيس (مسعود بارزاني) لمرات في هذا المنتدى، وفي عام 2020 شارك السيد (نيجيرفان بارزاني) رئيس الإقليم في هذا المنتدى، وكان له لقاءات عديدة ومثمرة مع عدد من الرؤساء والوزراء ومنهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .

من جانب آخر شارك السيد (مسرور بارزاني) رئيس حكومة الاقليم في مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا الذي التقى على هامشه بالعديد من الرؤساء والوزراء من الدول المختلفة وخاصة وزراء (الطاقة و الخارجية و الدفاع) الأمريكيين و غيرهم, وأن مؤتمر ميونخ من المؤتمرات الهامة حيث بدأ اعماله في سنة 1963 وكان يسمى آنذاك (اللقاء الدولي لعلوم الدفاع) ويتم بحث أبرز التهديدات الموجه إلى الأمن والسلم العالميين .

إن انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي ومؤتمر ميونخ للأمن والمشاركة الفعالة لرئاسة حكومة الإقليم فيها، تشير إلى معاني ودلالات عديدة منها:

  1. يعتبر الاقتصاد؛ الأساس المتين لبناء الدول، وتلعب القوة الاقتصادية دوراً كبيراً في العلاقات الدولية والدبلوماسية، ولا يمكن استخراج الثروات الطبيعية وخاصة النفط بمعزل عن المحيط الدولي والإقليمي فلا بد من إيجاد سبل التعاون والاتفاق .
  2. الأمن حاجة بشرية و ضرورة لا يمكن الاستغناء عنه، بل إن الحياة هي الأمن فبدونها تنعدم الازدهار والتنمية والتطور, ويوماً بعد آخر تزداد التهديدات الموجه إلى الأمن الانساني في العدد والنوعية, وان الوضع العام يتطلب الجلوس على الطاولة واجراء اللقاءات المستمرة لدراسة هذه التهديدات والتخفيف من حدتها, وانها تحتاج الى جهود كبيرة واستثنائية في التعاون والتنسيق .
  3. الأمن والاقتصاد أساسان للسياسة الدولية, فالدولة التي لا تنعم بالأمن وليست لديها قوة اقتصادية لا يمكن لها أن تلعب دورها, بل ستكون هامشية وأداة بيد الاخرين وتبقى في الحضيض الى ان تستعد عافيتها .
  4. إن المجتمع الدولي يتعامل مع إقليم كوردستان كدولة على الرغم من عدم وجود دولة كوردستان، وأن دعوة قادة الإقليم الى هذه المؤتمرات العالمية دليل تغيير سياسة الدول تجاه الاقليم الذي طالما تلاعب الاعداء بنقل اسوء صورة للكورد إلى العالم باعتبارهم يفتقرون الى معرفة السياسة ومبادئ الادارة الرشيدة وان مكانهم في الجبال.
  5. إن الاستقرار الذي يشهده الإقليم والأمن المستتب والقوة الاقتصادية التي يملكها الاقليم باعتباره البقعة الامنة في منطقة ملتهبة بالنيران, وأنه جدير بالحماية وأن مستقبلاً زاهراً ومشرقاً ينتظره والأيام القادمة كفيلة بان يلعب الاقليم دوراً مميزاً في احداث المنطقة .
  6. يشير إلى قوة العلاقات الخارجية التي يمتلكها الإقليم مع الجوار الإقليمي والدولي والانفتاح الدولي مع الاقليم بفتح ممثلاتها فيه .
  7. إن الاهتمام بالعلاقات الخارجية لا يعني باي شكل إهمال الوضع الداخلي أو أن يكون على حسابه، فان صلابة الصف الداخلي أساس للانطلاق نحو علاقات خارجية قوية ومميزة لذا لا بد من اعادة النظر لما يعانيه الشعب الكوردستاني من الأزمات التي حالت دون تمتعه بالعيش السعيد أو حتى سروره بالخطوات التي يتخذها الإقليم على المستوى الخارجي.

شاهد أيضاً

ماذا حقق “حزب الله” من التضحيّة بمقاتليه وبجنوب لبنان؟

بقلم: فارس خشان- النهار العربيالشرق اليوم– فَصَلَ “حزب الله” الجنوب عن لبنان. لم تعد هموم …