الرئيسية / الرئيسية / “حزب الدعوة” ينافس “الصدر ” على التعطيل السياسي في العراق

“حزب الدعوة” ينافس “الصدر ” على التعطيل السياسي في العراق

بقلم: فاطمة حسين

بغداد، خاص للشرق اليوم: بالرغم من مزاعم قادة “تحالف البناء” بأن تحالفهم يشكل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، بما يزيد عن 155 نائبا، متحالفين مع جزء كبير من الأكراد. إلا أن هناك حالة عدم وضوح في توجهات أطراف التحالف، فأصبح الشارع العراقي لا يعلم من هي الأطراف التي تريد أن تعطي والأطراف التي تريد الأخذ.

تابعنا جميعا سلوك السيد هادي العامري زعيم تحالف البناء، كيف أنه انخرط مع سماحة السيد مقتدى الصدر أكثر من انخراطه مع تحالفه وأطراف تحالفه. ولكن في ذات الوقت لم نرى أن طرفا آخر كان أفضل من العامري بكثير. حيث كان من المفترض أن يقوم تيار دولة القانون وهو جزء من تحالف البناء وطرف أساسي فيه، بدور المطلوب منه وليس التواري بين الأحداث.

إن أهمية تيار دولة القانون تأتي من زعيم هذا التيار، أمين عام حزب الدعوة، السيد نوري المالكي، وليس بسبب عدد أعضاءه. لذلك يتساءل عدد من المراقبين والمحللين ماذا قدم نوري المالكي لتحالف البناء؟ وهل استطاع المالكي تقديم نموذجا للتقارب والتعايش والتألف مع أطراف البناء سُنة وكرداً؟ حيث ثمة من يرى أن المالكي ما زال مكبلاً بقيود حزب الدعوة، مع أن هذا الحزب يكاد أن يكون شيئا من الماضي، وربما ستأتي الانتخابات القادمة بعد أربع سنوات، ولا نرى أي أثر.

متلازمة “حزب الدعوة” أصبحت لدى المالكي واضحة جدا، بحيث من الصعب إخفاء أعراضها. ولا يستطيع تجاوز المكتب السياسي في الحزب، إذ أنه يتبنى كثيرا من المواقف التي لا تتوافق مع أفكاره، وانما تماشيا مع الحزب. “وتُعرف المتلازمة بأنها مجموعة من الأعراض والعلامات Signs and symptoms التي تصف بمجموعها حالة غير طبيعية”. لذلك بتنا نرى أن هذه المتلازمة الخطيرة تتقدم أعراضها لدى المالكي. حيث أن تبنيه لشخصية مثل حسن السنيد معروفة مواقفها السلبية تجاه جميع الأطراف السياسية والمكونات العراقية. وعدم قبوله من قبل كافة الأطراف يبين مدى تأثير الحزب على المالكي، مع أنه في قرارة نفسه يعلم من هو “السنيد” وماذا فعل وكيف يفكر.
لكن هذه المتلازمة تُحتم عليه المضي في مثل هذه التصرفات حتى لو كانت لا تتوافق مع طبيعته، فلطالما رأينا كيف يتبنى المالكي أشخاصا “لصوصا” أدانهم القضاء العراقي وقضاء النزاهة، ويزهد بكثيرين سواء من حزب الدعوة أو من خارجه. وعلينا كمراقبين ومتابعين الإقرار بأن تصرفات المالكي السياسية والتي في مجملها موضع جدل وشك، لا يقوم بها المالكي الشخص العراقي الطبيعي، وإنما يقوم بها أمين عام حزب الدعوة نوري المالكي.

من معرفتنا بقدرة السيد المالكي على المناورة السياسية، نقول إنه لم يعطي ولم يقدم شيئا لتحالف البناء يقوي من موقفه في الساحة السياسية. مع أن التحالف في أمس الحاجة لأي دعم أو ��برة سياسية. وعليه لعب دور أكثر إيجابية وليس التراجع والانتظار حتى انهيار البناء والقانون.

وهذا المقال بمثابة رسالة للسيد نوري المالكي وتيار القانون، ونطلب منكم من أجل إنجاح العملية السياسية، إذا لم تكونوا جزء من التقدم الإيجابي، فلا تكونوا جزء من التعطيل وتسمحون للغوغائية بأن تستفيد من مواقفكم. وهنا لا بد من الإشارة إلى جلسة البرلمان التي عقدت للتصويت على حكومة عادل عبد المهدي، حيث كان أول من خالف استمرار الاجتماع والذهاب للتصويت والمناداة بتأجيل الجلسة هم أعضاء دولة القانون، ممن يعتمد عليهم المالكي مثل (كاظم الصيادي وعلياء نصيف جاسم). ليختطف الصدريون كعادتهم الموقف ويتبنوه، ويتم تعطيل العملية السياسية الأهم في العراق.

المراقب للمشهد يدرك أن حزب الدعوة يتبع سياسة عدم الوضوح وعدم تبني المواقف بشكل صريح، كجزء من محاولته البقاء في الساحة السياسية، التي يتوقع الكثيرون أن خارج منها بلا رجعة. لذلك على المالكي بصفته أمينا عاما لحزب الدعوة أن يقرر ماذا يريد من عادل عبد المهدي، هل يريد أن يدعمه أم يعطل الأمر ليكون هو ومقتدى الصدر رموز التعطيل السياسي في العراق؟

شاهد أيضاً

الصفدي: الأردن لن يكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل

الشرق اليوم- صرّح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم السبت، أن بلاده لن تكون ساحة …