الشرق اليوم– كشفت وكالة “فرانس برس” في تحقيق استقصائي عن الامبراطورية الاقتصادية التي بناها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السابق بشار الأسد، عبر الفرقة الرابعة، الوحدة العسكرية سيئة السمعة التي سيطرت على مفاصل الاقتصاد السوري لعقود.
ووفق التحقيق، استنزفت الفرقة الرابعة موارد البلاد من مواقعها في التلال المشرفة على دمشق، حيث فرضت أتاوات على المعابر الحدودية، وهيمنت على تجارة الكبتاغون، ونهبت المنازل والمزارع والبضائع، كما استولت على المعادن والنحاس من مناطق دمرتها الحرب. واحتكرت تجارة النفط حتى من مناطق سيطرة تنظيم الدولة.
وأظهرت وثائق عُثر عليها داخل مكاتب أمنية تابعة للفرقة أن الأخيرة امتلكت حتى الرابع من يونيو سيولة نقدية بلغت 80 مليون دولار، و8 ملايين يورو، و41 مليار ليرة سورية.
ويقول خضر خضور، الباحث في معهد كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط، إن هذه الأرقام تمثل “عينة صغيرة من الثروة التي جمعها ماهر الأسد وشبكته من المنتفعين عبر صفقاتهم المشبوهة”.
ووردت في الوثائق أسماء رجال أعمال متهمين بتمويل الفرقة الرابعة، من بينهم خالد قدور ورئيف القوتلي، بالإضافة إلى الأخوين قاطرجي، الذين يواجهون اتهامات بجني مئات الملايين من الدولارات لصالح الحرس الثوري الإيراني والحوثيين في اليمن عبر بيع النفط الإيراني إلى سوريا والصين.
وعلى الرغم من تفكيك الفرقة الرابعة ونهب مقارها بعد سقوط النظام، يحذر الخبير في الشأن السوري، لارس هاوخ، من أن “إرثها قد يكون ساماً جداً”، مؤكداً أن “مؤسسة بهذه القدرات المالية الهائلة والعلاقات الوثيقة مع النخب لا يمكن أن تختفي ببساطة”. كما رجح وجود أسلحة مخبأة في مستودعات، إلى جانب “مليارات الدولارات” التي كانت موضّبة في خزنات الفرقة.