الرئيسية / دراسات وتقارير / اغتيال 18 من قادة الحرس الثوري في سوريا… هل يقبل خامنئي الهزيمة؟

اغتيال 18 من قادة الحرس الثوري في سوريا… هل يقبل خامنئي الهزيمة؟

الشرق اليوم– بعد أن هاجمت قوات “حماس” إسرائيل وقتلت نحو 1200 مدني قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 18 قائداً وعضواً بارزاً من الحرس الثوري في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية. هذه الإحصائية المهمة وغير المسبوقة تظهر جدية حكومة بنيامين نتنياهو على الوقوف بوجه النظام الإيراني، وقد تشعل حرباً شاملة ومباشرة بين البلدين في أي لحظة.

وبذريعة مقتل سبعة آخرين من قادة “فيلق القدس” في دمشق، الاثنين الماضي، نشرت صحيفة “اطلاعات” تقريراً تناولت فيه قائمة قادة “فيلق القدس” الذين قتلوا في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية، وقالت إنه منذ بداية معركة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 نفذت القوات الإسرائيلية 10 هجمات مباشرة على الموارد والممتلكات وعناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

وتحدث التقرير أنه بعد حادثة السابع من أكتوبر 2023، وإطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ من المجموعات المدعومة من النظام الإيراني في قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، كان أول هجوم صاروخي إسرائيلي على العاصمة السورية في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2023، إذ قتل اثنان من قادة “فيلق القدس”، وهما الجنرال بناه تقي زادة والجنرال محمد علي عطائي. ثم في 25 ديسمبر 2023، قتل قائد الدعم واللوجستيات في “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري في سوريا العميد سيد رضا موسوي إثر هجوم جوي على العاصمة دمشق.

وفي الـ20 من يناير (كانون الثاني) 2023 شنت المقاتلات الإسرائيلية هجوماً على العاصمة السورية وقتلت خمسة من قادة “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري وهم العميد حجة الله أميدوار وعلي آقازادة وحسين محمدي وسعيد كريمي ومحمد أمين صمدي.

في الثاني من فبراير (شباط) 2023، اغتال الجيش الإسرائيلي سعيد عليدادي العضو في فيلق القدس بالعاصمة دمشق باستخدام طائرات مقاتلة أميركية.

وهكذا، استمرت هجمات الجيش الإسرائيلي المتواصلة على قادة وقوات الحرس الثوري في سوريا، إذ قتل العميد في الحرس الثوري رضا زارع، أحد القادة في البحرية التابعة للحرس الثوري في مدينة حمص السورية في الأول من مارس (آذار) 2023.

وفي الـ26 من مارس 2023 قتلت المقاتلات الإسرائيلية في منطقة دير الزور السورية العقيد في الحرس الثوري بهروز واحدي من القوات الميدانية والاستخباراتية لـ”فيلق القدس”.

وأخيراً، في الأول من أبريل (نيسان) الجاري استهدفت المقاتلات الإسرائيلية مبنى مجاوراً للقنصلية الإيرانية بحي المزة في العاصمة دمشق، وقتلت سبعة من قادة وأعضاء بارزون في فيلق القدس هم: العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاج رحيمي وحسين أمان اللهي ومهدي جلادتي ومحسن صداقت وعلي آغا بابائي وسيد عباس صالحي روزبهاني. كما نقلت صحيفة “اطلاعات” نقلاً عن قناة “صابرين نيوز” التابعة لـ”فيلق القدس”، أنه في الـ29 من يناير 2023، وفي الـ21 والـ29 من فبراير 2023، نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات مماثلة على منطقة السيدة زينب وكفرسوسة وببيلا في دمشق لاغتيال الجنرال محمد سعيد إيزدي، المعروف بالحاج رمضان، الذي يعد من أقدام قادة “فيلق القدس” في لبنان والمسؤول الأول عن نقل الأسلحة لـ”حزب الله” اللبناني وحلقة الوصل بين المرشد علي خامنئي والأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، إلا أن هذه الهجمات باءت بالفشل.

أما الآن، وفي ظل الوضع الذي توعد فيه عدد من المسؤولين الحكوميين وقادة الحرس الثوري وعدد من البرلمانيين الإيرانيين بـ”الانتقام المبكر” ومهاجمة إسرائيل، تتجه الأنظار كلها إلى المرشد علي خامنئي. بالتالي، سواء كان سيأمر بهجوم عسكري مباشر على الأراضي الإسرائيلية أو يستهدف المؤسسات الدبلوماسية الإسرائيلية في بلدان أخرى، فهو في ورطة غير مسبوقة، لأن الانتقام لمقتل قادة “فيلق القدس” من خلال الهجوم الصاروخي والعسكري يمكن أن يدخل النظام الإيراني في حرب شاملة مع إسرائيل والقوى العالمية الأخرى الداعمة. ويشكل هذا بالضرورة خطراً على النظام الإيراني، وقد ينهار. ومن ناحية أخرى، إذا لم ترد إيران بصورة حاسمة فهذا يعني انتصاراً إسرائيلياً في هذه المرحلة، كما أنه قد يؤدي إلى استمرار اغتيال قادة الحرس الثوري من قبل الجيش الإسرائيلي وإحراج المرشد أمام أنصاره ومريديه.

وفي هذا السياق، وتعقيباً على الهجوم الإسرائيلي الذي طاول قنصلية إيران لدى العاصمة السورية دمشق قال ممثل خامنئي بمحافظة فارس، الأربعاء الماضي، “لا نعرف كل أبعاد القضية، وفي هذه المعركة، يجب علينا أن ننتظر أوامر المرشد علي خامنئي، لأنه ينتظر أوامر الإمام. وعليه، صحيح أنه في بعض الأحيان يكون الصبر مراً، لكن النتيجة ستكون حلوة”.

شاهد أيضاً

هل تؤثر تظاهرات الجامعات الأمريكية على إدارة بايدن؟

الشرق اليوم– ناشدت الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الطلاب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إخلاء المخيمات، …