الرئيسية / دراسات وتقارير / الرهينة رقم “واحد”.. هل اختطف بن غفير وسموتريتش نتنياهو؟

الرهينة رقم “واحد”.. هل اختطف بن غفير وسموتريتش نتنياهو؟

الشرق اليوم– مع التلويح الجديد بالانسحاب من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وجهين لعملة واحدة، تحمل استراتيجية توتير المنطقة ودفع تل أبيب لنحو استمرار الحرب في قطاع غزة، وتهجير سكانها، فيما أصبح نتنياهو رهينة لاتجاهاتهما المتشددة.

خبراء في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني والعربي، تحدثوا مع “سكاي نيوز عربية”، يرون أن بن غفير وسوتميرتش، “الأخطر على الداخل الإسرائيلي والمنطقة”، ووصفهم أحدهم بأنهما “نأر تأكل إسرائيل ونتنياهو ومنطقة الشرق الأوسط”، فيما يبقى مستقبلهما الشعبي مستمرا مع تحبيذ الشارع الإسرائيلي اليمين المتطرف.

تحذيرات تتوافق مع ما أكده وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة، من أن “أمن إسرائيل ومكانتها في العالم معرضان للخطر، وقد لا تدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان”.
“التهديد الأكبر”

والإثنين، قالت القناة (13) الإسرائيلية، إن سموتريتش وبن غفير الشهير بقيادة اقتحامات للمسجد الأقصى، هددا بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية، حال تضمنت الصفقة المحتملة الجارية حاليا مع حركة حماس، بوساطة مصرية قطرية أميركية، إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين الذين أدينوا بقتل إسرائيليين.

وهذا ليس التلويح الأول لكل من بن غفير وسموتريتش، وكان أبرز تهديد لهما أيضا في 30 يناير الماضي، عندما هددا، بتفكيك الحكومة والانسحاب منها، في حال أعلن عن التوصل لوقف إطلاق نار نهائي في قطاع غزة.

وفي 6 مارس الجاري، نقلت صحيفة التلغراف عن مسؤول استخباراتي إسرائيلي لم تسمه أن: “التهديد الأكبر على إسرائيل من الداخل هو بن غفير (زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف) لأنه يتبع قواعده الخاصة ويحاول تجاهل جميع من حوله، رغم أنه لا توجد لديه خلفية بقضايا الأمن القومي والدفاع، هو عبء”.

وفي فبراير الماضي، اتهم جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، بن غفير بتسريب معلومات وانتهاك البروتوكول مثل إدخال هواتف محمولة إلى الجلسات.

وفي 19 فبراير الماضي، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان إن نتنياهو “ينفذ قرارات سموتريتش وبن غفير، الاستعمارية العنصرية ويسوقها للعالم بأسلوب تضليلي”.

ووقتها كان سموتريتش دعا، إلى تشجيع الهجرة الطوعية للسكان المؤيدين لحماس من غزة، متحدثا عن أن إسرائيل ستتجه إلى “إلغاء اتفاقية أوسلو وحل السلطة الفلسطينية لمواجهة أي خطوة أحادية ضدها”، وخاطب نتنياهو كأنه يوجهه: “الإجراءات الأحادية (يجب أن) تقابل بإجراءات أحادية”.

كما طالب “بالسيطرة العملياتية الكاملة لجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بأكمله لسنوات عديدة”.

وفكرة سموتريتش حول تشجيع التهجير تتوافق مع أفكار بن غفير، الذي أكد سابقا دعمه لفكرة إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة في الخارج، معلنا أن الحرب تمثل “فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة”.

الأخطر على المنطقة

خالد سعيد الباحث فى الشئون الإسرائيلية والتاريخ العبري، في حديث مع “سكاي نيوز عربية”، يرى أن بن غفير وسموتريتش، يمثلان استراتيجية إسرائيلية هي الأخطر على الداخل الإسرائيلي والمنطقة، قائلا:

بن غفير وسموتريتش كلاهما أخطر من بعضهما على الداخل الاسرائيلي والمنطقة؛ لأنهم يمثلون عتاة اليمين المتطرف المتشدد جدا داخل إسرائيل ونتنياهو ينصاع لهما بشكل كبير ولهما دور كبير في التأثير عليه بشكل واضح.
بن غفير وسموتريتس، كلاهما يؤثر بدرجة كبيرة على استمرار وإطالة أمد الحرب في غزة.
يمثل الجانبان، التيار الديني المتطرف، ولهم أهداف واستراتيجية تتمثل في مزيد من الاستيطان وتهويد مدينة القدس والقضاء على حركات المقاومة وإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير سكانها.
يختلفان مع نتنياهو في تنفيذ الاستراتيجية وليس في الاستراتيجية ذاتها، ولايهمهما وجوده من عدمه، واختلافهما مثل اختلاف واشنطن وتل أبيب في تنفيذ عملية رفح الفلسطينية، فكلاهما متفق على التنفيذ لكن مختلفان في خطة التنفيذ.
بن غفير وسموتريتش مثل النار تأكل الداخل الإسرائيلي والمنطقة.
على مدار التاريخ الإسرائيلي، كان هناك شخصيات تمثل اليمين المتطرف، مثل أفيغادور ليبرمان سابقا، والآن حاليا بن غفير وسموتريتش يمثلان عتاة اليمين المتطرف بإسرائيل.
“فتيل حرب دينية”

جهاد الحرازين، الخبير الفلسطيني، أستاذ النظم السياسية والقيادي بحركة فتح، قال لموقع “سكاي نيوز عربية” إن بن غفير وسوموتريتش يخططان لأبعد من إفشال حكومة أو استمرار حرب بقطاع غزة، قائلا:

بن غفير وسموتريتش، يمثلان أقصى المتطرف في إسرائيل، ويعبران عن الصهيونية الدينية ولا يعترفان بالشعب الفلسطيني ومنهما من دعا إلى إبادته وتهجيره وحرق قرى بأكملها، في تصريحات تلت حرب غزة.
بن غفير وسموتريتش، لديهما قدرة على ابتزاز نتنياهو، خاصة والأخير يريد البقاء على رأس الحكومة، وبالتالي يستخدمان هذه الورقة بالتهديد بالانسحاب وتفكيك الحكومة.
نتنياهو بات ينصاع لهما ولمطالبهما كلما رفعا بن غفير وسموتريتش، عصا الانسحاب من الحكومة، رغم أنهما يدركان أنهم لا يستطيعان الانسحاب من هذه الحكومة لإدراكهما أنهما لن يكونا وزراء في أي حكومة قادمة.
بن غفير وسموتريتش، كما هو واضح يريدان إشعال المنطقة ونقلها إلى حرب دينية، وهذا ما يسعان له، وهذا ما نراه في محاولات تكرار مساس المسجد الأقصى أيضا.

  • حكومة متطرفة*

في المقابل يرى الخبير الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، المدير التنفيذي لمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي في تصريحات لـ “سكاي نيوز عربية”، دورا آخرا ينفذه بن غفير وسموتريتش قائلا:

بن غفير وسموتريتش، مُهرجان متطرفان، ونيتناهو له فضل عليهما أن جعلهما وزيران بعدما كانت تلاحقهما الاتهامات بالإرهاب في المحاكم.
الرجلان يعبران عن الشارع الإسرائيلي الذي اتجه بقوة إلى اليمين المتطرف بعد حرب غزة، ولا يجب إعطاؤهما أدوارا أكبر من حجمهما خاصة ونتنياهو أخطر شخصية على إسرائيل وأكبر من أضر بالقضية الفلسطينية.
ضغط لتحقيق مكاسب

وعلى مقربة منه، يقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث مع “سكاي نيوز عربية”، قائلا:

بن غفير وسموتريتش، ونتيناهو وغيرهم كلهم سواسية فيما هو مرتبط بكره الدولة الفلسطينية وعدم وجود قطاع غزة، حتى وإن تباينت المواقف.
نتنياهو انتهى سياسيا سواء وقفت الحرب أم لا، والتلويح بإسقاط حكومة من بن غفير وسموتريتش مجرد ورقة ولكن جميعا كما قلت متفق على عدم وجود دولة فلسطينية.
دور بن غفير وسموتريتش مرتبط بتأييد الشارع الإسرائيلي، والغرابة أن الشارع الإسرائيلي بصرف النظر عن ضيقه من الوصول لهدنة، فهناك قناعة لديه بأن هذا التطرف مطلوب وبعضهم يذهب لتقديم طلبات للاستيطان في قطاع غزة.

المصدر: سكاي نيوز

شاهد أيضاً

كيف ينظر الأمريكيون إلى نتنياهو؟

الشرق اليوم- أفاد استطلاع للرأي أن 53 بالمئة من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة …