الرئيسية / دراسات وتقارير / نتنياهو وورقة رفح.. هل تصبح كابوسا لإسرائيل؟

نتنياهو وورقة رفح.. هل تصبح كابوسا لإسرائيل؟

الشرق اليوم– تستعد إسرائيل التي صادق جيشها على خطة عسكرية لاجتياح عسكري لرفح الفلسطينية، آخر نقطة في قطاع غزة ،والمحاذية للشريط الحدودي بين مصر والقطاع، خلال أسبوعين وسط رفض مصري قاطع لتلك الخطوة التي تعد خرقا لمعاهدة السلام 1979 بين الجانبين.

ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” فإن مسؤولين مصريين حثوا نظرائهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلق فعليا معاهدة السلام لعام 1979.

فما هي النقطة “د” الخاصة بالتزام إسرائيل؟

تنص معاهدة السلام على تقسيم سيناء المصرية إلى 3 مناطق: “أ” و”ب” وهما محددتان بعدد معين من القوات، وصولا إلى المنطقة “ج” منزوعة القوات والسلاح العسكري، التي كان يوجد فيها قوات شرطية بسلاح خفيف.

وعلى الجانب الإسرائيلي فهناك النقطة “د”، وهي وفق الخبير الاستراتيجي والمستشار في أكاديمية ناصر العسكرية المصرية، اللواء نصر سالم، جاءت وفق توقيع مصر وإسرائيل 3 اتفاقات مشتركة وهي “اتفاقات كامب ديفيد”، ومعاهدة السلام”، ومعاهدة المعابر”.

وتضمنت معاهدة السلام وجود منطقة “د” بعمق 4 كيلو مترا على الجانب الإسرائيلي، وهي تنص على ما يلي:

منطقة حدودية تقع بالأراضي الفلسطينية وتخضع لسيطرة إسرائيل.
لا يمكن أن يتواجد أكثر من 4 آلاف جندي إسرائيلي بها.
تسليحهم بأسلحة قوات المشاة الميكانيكي فقط، دون وجود مدرعات ومدفعية أو طيران.
يسمح بأن يكون لديها نحو 180 مركبة إضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية.
أي دخول قوات مدرعة أو مدفعيات أو مجنزرات يكون بمثابة خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام، ومعاهدة كامب ديفيد، واتفاقية المعابر.
ويقول سالم، خلال حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن أي دخول قوات إسرائيلية إلى تلك النقطة يعد اختراقا لبند النقطة “د” وحينها يحق لمصر اتخاذ كافة الإجراءات لحماية أمنها القومي.

ماذا عن النقطة “ج” الخاصة بالجانب المصري وتعديلاتها؟

لا يحق لإسرائيل حسب الاتفاقيات، مخالفة الترتيبات الأمنية القائمة من دون موافقة مصر، التي أكدت أنها دمرت جميع الأنفاق التي كانت تُستخدم للتهريب بينها وبين القطاع، كما نفت مرارا وتكرارا مزاعم إسرائيل باستخدام حركة حماس الخط الحدودي لتنفيذ عملياتها وتهريب الأسلحة لغزة.

ورسمت “كامب ديفيد” حدود وجود القوات المسلحة المصرية في سيناء التي تضمنت المنطقة “ج” وهي تشترط ما يلي:

منعت وجود قوات ومعدات عسكرية مصرية لأنها ملاصقة للحدود الإسرائيلية.
سمحت فقط للشرطة المدنية في مثر بأداء مهامها الاعتيادية الشرطية بأسلحة خفيفة.
لكن بعد تعديل الاتفاقية بما عُرف بـِ “بروتوكول فيلادلفيا” بين الجانيين في 2005 عززت مصر قواتها في تلك المنطقة التي أصبحت تخضع للسيادة المصرية.
كما في نوفمبر 2021، تم تعديل اتفاقية السلام لتسمح بتعزيز تواجد الجيش المصري في المنطقة “ج” بالتنسيق مع إسرائيل، وذلك في إطار الحرب على الإرهاب في سيناء المصرية.
بناء على ذلك وعلى مدار اليومين الماضيين، دفعت القاهرة بنحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء لتعزيز الأمن على حدودها مع غزة.

ما هي المنطقة منزوعة السلاح؟

ترفض القاهرة بصفة قاطعة التصريحات الإسرائيلية حول اجتياح النقاط الفاصلة والمنصوص عليها في اتفاقية السلام دون التنسيق بين الجانبين، كما ترفض تهجير النازحين من قطاع غزة إلى سيناء المصرية أو تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح، لتداعياتها الكارثية على الفلسطينيين.

وتستند القاهرة في موقفها على مضمون البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية كامب ديفيد، والمعروف بـِ “بروتوكول فيلادلفيا” الذي يسمح بتواجد أمني وعسكري محدود في المنطقة الحدودية، والذي ينص على أن كل انتشارا أو تحركا لوحدات عسكرية في تلك المنطقة، يجب أن يحصل على موافقة الطرف المقابل المسبقة.

ومحور فيلادلفيا هي منطقة سيطرت عليها إسرائيل إلى حين انسحاب إسرائيل من قطاع غزة منتصف أغسطس 2005، إبان حكومة أرئيل شارون، وتسليمه للسلطة الفلسطينية التي منحت الإشراف على المناطق الحدودية والمعابر، بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.

وفي معاهدة كامب ديفيد تم إدراج بنود ذات طابع أمني وعسكري، لضمان عدم حصول أي تصعيد بين البلدين، ومن ضمن تلك البنود، إنشاء منطقة عازلة على طرفي الحدود الدولية المعترف بها.

وتشمل المنطقة العازلة الحدود بين مصر وقطاع غزة، حيث يمر عبر الجانب الفلسطيني، الذي احتلته إسرائيل منذ عام 1967، طريق ضيق يُعرف بمحور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين، وهو كالتالي:

عبارة عن طريق شرق الحدود الدولية بين قطاع غزة ومصر.
يبلغ طوله 14 كيلومتراً، ينطلق من البحر المتوسط، وينتهي جنوباً عند منطقة كرم أبو سالم.
إسرائيل سيطرت عليه حتى انسحابها من جانب واحد، وإخلائها قطاع غزة سنة 2005، فيما عُرف بخطة “فك الارتباط”.
يقع في المنطقة “د”، والتي لا تسمح إلا بنشر قوات مشاة من الجانبين دون وجود وحدات قتالية رئيسية بالإضافة إلى منشآت يستخدمها المراقبون التابعون للأمم المتحدة.
“بروتوكول فيلادلفيا”، يسمح بتواجد أمني وعسكري مصري خصوصاً من قوات حرس الحدود، لمطاردة الإرهاب والتسلل والتهريب عبر الحدود.
نتنياهو وورقة رفح الخاسرة

ويقول الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن اجتياح رفح هي ورقة تهديد خاسرة يستغلها نتنياهو للضغط على حركة حماس لقبول شروط إسرائيل والتفاوض حول الهدنة، بل تمتد يسعى لمد تلك الضغوط إلى الأطراف الإقليمية وعلى رأسها مصر وقطر للضغط على حماس لقبول الصفقة والشروط الإسرائيلية.

الاجتياح البري لرفح ورقة خاسرة لنتنياهو لأن مصر لن تقبل بخرق النقطة “د” الموقعة مع الاحتلال بموجب معاهدة السلام ما يعني خرق كامل لها.
اقتحام “محور فيلادلفيا” وهو منطقة عازلة بين الجانبيين، قد يجبر القاهرة على تعليق المعاهدة والدخول بقوات كبيرة إلى النقطة “ج” التي شملتها التعديلات للسماح بوجود قوات عسكرية مصرية في 2021.
رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد استغلال ورقة رفح للهرب من المحاكمة لأن هدنة جديدة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين ممن لدى حماس يعني انتهاء الحرب أو على الأقل تخفيف العمليات العسكرية وهو ما لا يريده نتنياهو.
نتنياهو يدفع إسرائيل للعيش في كابوس ومعضلة ما بين الثأر من حماس وبين خرق معاهدة السلام مع مصر.
المصدر: سكاي نيوز

شاهد أيضاً

استراتيجية التجديد الأمريكية

الشرق اليوم– تجري حالياً منافسة شرسة لرسم معالم عصر جديد على الساحة الدولية. في الواقع، …