الرئيسية / عربي دولي / “الناتو” يوسع ساحة المواجهة

“الناتو” يوسع ساحة المواجهة

الشرق اليوم- عندما أُنشئ حلف شمال الأطلسي «الناتو» عام 1949، كان الهدف حماية أوروبا من التهديد السوفييتي، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، ومعه «حلف وارسو»، تبدلت مهام الحلف وتوسعت لتشمل «عمليات السلام» ومواجهة الإرهاب والقرصنة والتدخل العسكري في العديد من الدول، ثم توسع هذا الدور بضم الدول الأوروبية إلى الحلف، وصولاً إلى الحدود الروسية، ثم التدخل إلى جانب أوكرانيا في الحرب بمواجهة روسيا. وفي قمة مدريد عام 2022، قررت دول الحلف في إطار المفهوم الاستراتيجي الجديد اعتبار روسيا «التهديد الأكثر أهمية والمباشر لأمن الحلفاء جميعاً»، واعتبار الصين بأنها «تشكل تهديداً منهجياً للأمن الأوروبي الأطلسي».

لقد كان الحلف منذ إنشائه يشكّل إحدى الأذرع العسكرية الأمريكية في إطار الاستراتيجية العالمية الكبرى للولايات المتحدة، وتوسع هذا الدور خلال السنوات التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي، وبروز الصين كقوة اقتصادية وعسكرية تنافس الولايات المتحدة. وتم استخدامه في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق والبلقان وليبيا، وهو الآن يخوض حربها ضد روسيا في أوكرانيا.

يؤكد أمين عام حلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن «الصين لا تشارك مبادئنا»، رغم أن بكين لم تكن حتى عام 2010 تشكل مصدراً لقلق الحلف، لكن بعد أن أصبحت إحدى القوى المنافسة للولايات المتحدة باتت تشكل تهديداً للحلف، خصوصاً بعد توسيع التعاون الاستراتيجي بين بكين وموسكو وسعيهما «لتقويض النظام الدولي القائم على القواعد»، أي النظام الحالي الذي تتفرد الولايات المتحدة بقيادته.

خلال زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة، بهدف حثها على تقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، والسعي لدى الكونغرس بتمرير حُزم المساعدات البالغة 60.06 مليار دولار التي يعرقلها الجمهوريون، التقى ستولتنبرغ، مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وبحث معه مسألة دعم أوكرانيا، حيث أكد في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع أن «دعم أوكرانيا ليس صدقة، إنما من أجل أمننا لأن انتصار روسيا سوف يضعفنا»، وأضاف: «لقد ساعدنا أوكرانيا كي تتمكن من تدمير قدرات موسكو العسكرية»، وعبّر عن الأمل في أن يوافق الكونغرس على توفير الدعم «في القريب العاجل».

لكن ستولتنبرغ ذهب إلى أبعد من مسألة دعم أوكرانيا التي تواجه نضوباً في المساعدات الغربية، بل تناول «تنامي التحديات التي تمثلها الصين» وأيضاًَ توسيع التعاون بين الصين وروسيا، معتبراً ذلك تهديداً لأمن أوروبا وأمريكا الشمالية، كما أشار إلى ما تمثله إيران من تحديات، وهو بذلك يفتح مروحة واسعة من المواجهات، فيما هناك حالة من الانقسام داخل الحلف حول الرؤية تجاه الحرب الأوكرانية، والشراكة وتقاسم الأعباء المادية، إضافة إلى الاختلاف حول مفهوم الأمن الأوروبي، وسط دعوات من جانب فرنسا ودول أخرى ل«الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي» بعيداً عن المظلة الأمريكية، بمعنى وجود رؤية أوروبية مستقلة عن التحالف عبر الأطلسي.

إن البحث عن أعداء جدد، أو صناعتهم، هو مفهوم أمريكي قديم، وهو ما يصب في صميم الاستراتيجية الأمريكية، إذ إن أمريكا لا تستطيع العيش من دون أعداء، لتمكين مصانع أسلحتها من العمل من جهة، وخلق مناطق خطر جديدة لتبرير تدخلها العسكري من جهة أخرى.. وهي تستخدم حلف الأطلسي كإحدى أدوات هذه الاستراتيجية.

شاهد أيضاً

الصين تؤكد أنه لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية

الشرق اليوم- أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم الجمعة، أنه لا يوجد علاج معجزة …