الرئيسية / مقالات رأي / تجنيد المخابرات الأمريكية في حرب الإبادة الإسرائيلية

تجنيد المخابرات الأمريكية في حرب الإبادة الإسرائيلية

الشرق اليوم– نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن وكالة المخابرات المركزية تشارك فعلياً في الحرب التي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شنها ضد قطاع غزة، وذلك من خلال فريق عمل تمّ تشكيله خصيصاً بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بناء على أوامر من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
وذكرت الصحيفة أنّ مهام هذا الفريق تتركز في جمع معلومات استخباراتية عن مواقع كبار قادة «حماس» داخل القطاع، وعن أماكن تواجد الرهائن، ومشاركة هذه المعلومات مع دولة الاحتلال. وكانت مذكرة سوليفان بهذا الخصوص قد توجهت إلى مختلف مؤسسات المجتمع الاستخباري الأمريكي، مترافقة مع نقل أولوية جمع المعلومات عن «حماس» من المستوى الرابع إلى الثاني، مباشرة بعد المستوى الأول الذي يخص دولاً مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية.
ومن المعروف أن رفع مستوى الأولوية يتطلب توفير موارد مالية إضافية تتيح جمع نوعية مختلفة من المعلومات أولاً، كما يقتضي تجنيد المزيد من الأدوات على أصعدة العملاء والمحللين داخل الوكالة وخارجها على الأرض، إضافة إلى تعزيز مسيّرات الاستطلاع والتجسس التي يديرها الجيش الأمريكي أصلاً في أجواء القطاع.
وليس من سرّ وراء التعاون الوثيق بين الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات الأمريكية والتاريخ الحافل لهذه العلاقة شهد العديد من محطات الشراكة المباشرة، وتكفي زيارة سريعة لموقع وزارة الخارجية الأمريكية الرسمي كي تتضح حقائق كبرى لا تترك زيادة لمستزيد. وتتباهى الخارجية الأمريكية بأن ضمان أمن دولة الاحتلال كان «حجر زاوية» في السياسة الخارجية لكل إدارة أمريكية منذ رئاسة هاري ترومان، واعتباراً من 1948 أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 130 مليار دولار على تعزيز الأمن الإسرائيلي. وهذه ركائز استراتيجية تتجلى أكثر فأكثر من خلال النسخة الأحدث من «مذكرة التفاهم» التي تغطي الفترة بين 2019 وحتى 2028.
ولكن ما يلفت الانتباه هو مقدار التخبط الذي يقع فيه الشريكان الإسرائيلي والأمريكي، سواء في الفشل المتراكم الذي بات سمة كبرى تطبع تحقيق الأهداف المعلنة من وراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أو في التناقضات المتعاقبة التي تواصل الظهور إلى العلن في قراءة مجتمع الاستخبارات الأمريكي ذاته لمجريات تلك الحرب.
فلم يمض زمن طويل على اتضاح فشل الجولة التي قام بها وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية في المنطقة، أو عقم مشاوراته السرية والعلنية مع دافيد برنياع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، والتي لا تغيب عن مداولاتها حقيقة أن الوكالة تعيش ما يشبه مأزقاً وجودياً في المنطقة، بسبب عجزها عن مجاراة المنافسة الساخنة مع الاستخبارات الصينية والروسية.
وقبل أيام قليلة فقط كانت شبكة CNN قد نقلت عن مدير مكتب المخابرات الوطنية الأمريكية تقديرات تشير إلى أن نحو 40 -45٪ من ذخائر جو- أرض التي استخدمها جيش الاحتلال كانت غير موجهة، وغير ذكية، وتسفر بالتالي عن مزيد من الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين.
كل هذا يجعل الاستخبارات الأمريكية شريكة مع جيش الاحتلال في المسؤولية عن حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة.

المصدر: القدس العربي

شاهد أيضاً

تركيز أميركي على إبعاد الصين وروسيا عن أفغانستان!

بقلم: هدى الحسيني- الشرق الأوسطالشرق اليوم– لا شك في أن كل الأنظار تتجه إلى التطورات …