الرئيسية / مقالات رأي / البحر الأحمر.. نقطة ملتهبة

البحر الأحمر.. نقطة ملتهبة

الشرق اليوم- دخلت المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد، مع مخاوف متزايدة من توسيع الحرب في ما يتجاوز الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بتوجيه ضربات بالطائرات والصواريخ، على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في صنعاء، وصعدة، والحديدة، شملت قواعد عسكرية ومطارات، رداً على استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر.

البيانات الصادرة عن واشنطن ولندن أشارت إلى أن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية قد لا تكون الأخيرة، ما يشير إلى توجيه المزيد من الضربات، “لحماية الملاحة البحرية” في البحر الأحمر، فيما ردّ الحوثيون بأن الهجمات “لا مبرر لها”، لأن الاستهداف الذي يقومون به “كان، وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية، أو المتجهة إليها فقط”، وأكدوا أن هذا “العدوان لن يردعهم”.

هذه المواقف تؤشر إلى أن منطقة البحر الأحمر تحولت إلى ساحة مواجهة جديدة، بما يحمله ذلك من مخاطر على أمن دول المنطقة، وعلى سلامة الملاحة في هذا الممر المائي الاستراتيجي، الذي يلعب دوراً محورياً في التجارة العالمية، إذ يعتبر أحد الطرق الرئيسية بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، حيث تشير التقديرات إلى أن 10 في المئة من التجارة العالمية من حيث الحجم، تستخدم هذا الممر المائي، ويشمل ذلك 20 في المئة من إجمالي شحن الحاويات، ونحو 10 في المئة من النفط المنقول بحراً، و80 في المئة من الغاز المسال.

وفي حال تعطل الملاحة في هذا الممر الحيوي، فإن ذلك سيؤثر في سلاسل الإمداد، وسيوجه التجارة إلى رأس الرجاء الصالح، ما يزيد من كلفة النقل والتأمين. ولأن خطر المواجهة يتسع، وسقفها بات غير محدد، مع دخول الولايات المتحدة وبريطانيا فيها مباشرة، فإن الخطر يتزايد، ومعه الاحتمالات كلها، التي لا يمكن التنبؤ بها.

روسيا من جهتها دعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث تداعيات الضربة الأمريكية البريطانية، إثر قرار مجلس الأمن إدانة هجمات جماعة الحوثي على سفن في البحر الأحمر والمطالبة بوقفها، الذي حظي بموافقة 11 عضواً وامتناع 4 أعضاء عن التصويت، هي: روسيا والصين والجزائر وموزمبيق، ورغم أن روسيا لم تستخدم “الفيتو” على مشروع القرار، إلا أن المندوب الروسي، حذّر “من محاولة إضفاء الشرعية على الإجراءات الحالية للتحالف الذي شكلته الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد وقوعها، وتحقيق مباركة مفتوحة لها في مجلس الأمن”.

دولة الإمارات أيضاً ومعها بقية الدول الخليجية أعربت عن قلقها من تداعيات الاعتداءات على الملاحة في البحر الأحمر التي تهدد التجارة العالمية، وأكدت أهمية الحفاظ على أمن المنطقة ومصالح دولها وشعوبها ضمن إطار القوانين والأعراف الدولية.

الوضع خطر، ويدعو إلى القلق، لذلك من الضروري السعي لتدارك الموقف، والمحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، وعدم أخذها إلى مسارات مجهولة، من خلال ضبط النفس، وتجنّب التصعيد.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

جامعات أميركا… حقائق وأبعاد

بقلم: إياد أبو شقرا- الشرق الأوسطالشرق اليوم– «الانتفاضة» التي شهدها ويشهدها عدد من الحُرم الجامعية …