الرئيسية / مقالات رأي / بايدن… ليس ليندون جونسون

بايدن… ليس ليندون جونسون

بقلم: سميح صعب- النهار العربي
الشرق اليوم– على رغم أن شعبيته في تدنٍ مستمر، يصر الرئيس الأميركي جو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً على الترشح لولاية ثانية في الانتخابات التي ستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، انطلاقاً من مقولة إنه الديموقراطي الوحيد القادر على إلحاق الهزيمة بالمرشح الجمهوري الأكثر احتمالاً دونالد ترامب.

وفي تاريخ الحزب الديموقراطي، الرئيس الوحيد الذي كان في منصبه ولم يترشح لولاية ثانية هو ليندون جونسون عام 1968. وعامذاك كانت شعبية الأخير متدنية والولايات المتحدة تخوض حرب فيتنام مع كل الجدل الدائر حولها، فضلاً عن احتدام حركة الحقوق المدنية. وتعرض المرشح القوي عن الحزب روبرت كينيدي للاغتيال، وذهب الترشيح بعد ذلك إلى هوبرت هومفري الذي هزمه المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون.

وبحسب استطلاع أجراه معهد “يوغوف” لحساب مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، فإن 55 في المئة من الأميركيين يعتقدون أن عمر بايدن وصحته “يحدان من قدرته على أداء وظيفته” كرئيس، وتشمل هذه النسبة 25 في المئة من الناخبين الديموقراطيين. وتبين أن 24 في المئة فقط من الأميركيين يريدون من بايدن الترشح لولاية ثانية. وهناك 61 في المئة لا يريدون ذلك، وبينهم 38 في المئة من الذين صوّتوا له في 2020.

هذه البيانات المحبطة لا تؤثر كثيراً في قرار بايدن المضي في ترشيح نفسه، معتمداً في ذلك على الانتخابات النصفية التي أجريت في 2022، إذ كانت التوقعات تشير إلى اكتساح الجمهوريين لمجلسي النواب والشيوخ، بينما أتت النتائج مختلفة إلى حد كبير، إذ احتفظ الديموقراطيون بالغالبية في مجلس الشيوخ وبالكاد أحرز الجمهوريون غالبية ضئيلة في مجلس النواب.

ويرى بايدن أن الوضع الاقتصادي الذي يلعب الدور الحاسم في تقرير وجهة الناخبين في نهاية المطاف، يصب في مصلحته من حيث تدني البطالة وتراجع التضخم.

وفي الوقت نفسه، على رغم وجود استياء لدى بعض الشخصيات في الحزب الديموقراطي بإزاء ترشح بايدن ومن أن يتسبب ذلك بخسارة الانتخابات، فإن أحداً لا يريد أن يقدم على تحدي الرئيس في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي. وحتى روبرت كينيدي جونيور الذي تردد أنه سيترشح، ربما يقدم على هذه الخطوة كمرشح مستقل، كي لا يتسبب بانقسام داخل الحزب يستفيد منه ترامب.

وبحسب “الإيكونوميست” أيضاً، فإن ما يقلق الديموقراطيين هو أن ترامب يحقق تأييداً متزايداً في أوساط العمال من غير البيض، كما أن الأميركيين من أصل لاتيني الذين كانوا يؤيدون بغالبيتهم الديموقراطيين، بدأوا يميلون إلى تأييد ترامب. كما أن الرجال السود آخذون في الابتعاد من الديموقراطيين، بينما لا يزال المتخرجون الجامعيون البيض على تأييدهم القوي للديموقراطيين.

وفي الإجمال، تتركز الأنظار على ست ولايات متأرجحة يعود لنتائجها تقرير الفائز في الانتخابات وهي أريزونا وجورجيا وميتشيغن ونيفادا وبنسلفانيا وويسكونسن. وفي هذا الولايات تظهر نتائج الاستطلاعات أن ترامب يتقدم فيها على بايدن.

ومع بدء الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا في 15 كانون الثاني (يناير) الجاري، يحبس الجميع أنفاسهم لمعرفة كيف سيكون عليه أداء ترامب في مواجهة منافسيه الجمهورييين، وأبرزهم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس والمندوبة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي. وكانت الأخيرة قد تمكنت في الأسابيع الماضية من رفع شعبيتها بنسبة محترمة، قبل أن تثير ضجة بقولها إن العبودية لم تكن السبب وراء اندلاع الحرب الأهلية، لكنها سرعان ما تراجعت وأقرت بخطئها.

ولم يشارك ترامب في أي من المناظرات التلفزيونية التي أجريت بين المرشحين الجمهوريين، وذلك بسبب تفوق الرئيس السابق في الاستطلاعات عن أقرب منافس له بهامش أكثر من 40 نقطة.

عموماً، كان الأميركيون يفضلون أن تكون المنافسة بين مرشحين أكثر شباباً من بايدن وترامب، وأن لا يتكرر المشهد الدراماتيكي لعام 2020 من تحدي النتائج وعدم الاعتراف بها، مع ما يحمل ذلك من تداعيات على الديموقراطية نفسها في الولايات المتحدة.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …