الرئيسية / مقالات رأي / الصفقة المؤجلة

الصفقة المؤجلة

بقلم: يونس السيد – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- يتزايد الحديث في الفترة الأخيرة حول إمكانية إبرام صفقة تبادل جديدة للمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وسط أنباء عن عروض أولية متبادلة يتم تداولها عبر الوسطاء المصريين والقطريين، من دون إحداث خرق أو إحراز تقدم حتى الآن.

هذا الحديث يحمل في طياته الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت الظروف قد نضجت بالفعل لإبرام مثل هذه الصفقة ارتباطاً بسير الحرب الإسرائيلية على غزة، وما إذا كان ذلك سيؤدي إلى إنهاء هذه الحرب، كما يطالب الجانب الفلسطيني، بينما يصّر الجانب الإسرائيلي على استمرارها.

ثمة هوة واسعة، بالطبع، بين موقفي الجانبين، لكن ثمة أيضاً محاولات لتجسير هذه الهوة من قبل الوسطاء، بالنظر إلى حاجة الطرفين لإتمام صفقة جديدة. في الظاهر يبدو مجرد قبول الطرف الفلسطيني بتلقي أو تقديم عروض في هذا المجال نوعاً من التراجع عن شرطه بإعلان وقف دائم لإطلاق النار للبحث في ملف المحتجزين والأسرى، لكن المرونة الفلسطينية لا تعكس، كما يبدو، التخلي عن مطلب إنهاء الحرب. فما يجري تسريبه في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عرض قدمته «حماس» من ثلاث مراحل يبدأ بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع رفضه مجلس الحرب الإسرائيلي انطلاقاً من رفضه لوقف إطلاق نار دائم أو التخلي عن أطماعه في السيطرة الأمنية على القطاع، على الرغم من أن إسرائيل تواجه مأزقاً مركباً وشديد التعقيد. فهي، من ناحية، تواجه ضغوطاً داخلية كبيرة، سواء بسبب الخسائر الباهظة التي تتكبدها القوات الإسرائيلية في الميدان، أو من جانب أهالي المحتجزين، خصوصاً بعد مقتل ثلاثة منهم بنيران الجيش وفشله في تحريرهم. ومن ناحية ثانية، تواجه ضغوطاً أمريكية لإبرام صفقة وإنهاء ملف المحتجزين، بمعزل عن دعم الإدارة الأمريكية لاستمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها.

ومع ذلك، هناك من يرى أن استمرار الحرب تحّول إلى عبء على الإدارة الأمريكية في سنة انتخابية باتت تهدد الديمقراطيين بخسارة البيت الأبيض. وهناك أيضاً من أقرب المقربين لإسرائيل من بات يدعو إلى إنهاء الحرب مثل الصحفي الأمريكي المعروف توماس فريدمان، الذي كتب في مقالته الأخيرة في «نيويورك تايمز»، أن «الوقت قد حان، بالنسبة للحكومة الأمريكية، كي تخبر إسرائيل بحزم، أن «حربها لإبادة حماس لن تحقق أهدافها». وأن عليها الانسحاب الكامل من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين، ووقف دائم لإطلاق النار تحت إشراف دولي، على حد تعبيره.

شاهد أيضاً

فيما ثرواته تُنهب العراق يجوع

بقلم: فاروق يوسف – النهار العربي الشرق اليوم- “ما مر عام والعراق ليس فيه جوع”، …