الرئيسية / مقالات رأي / ما وراء تكبد الحزب الجمهوري الأميركي خسائر انتخابية

ما وراء تكبد الحزب الجمهوري الأميركي خسائر انتخابية

بقلم: إيريك غارسيا- اندبندنت
الشرق اليوم– الجمهوريون في حالة ترنّحٍ بعد نتائج الانتخابات التي أجريت يوم الثلاثاء والتي جاءت بمثابة توبيخ لموقفهم من الإجهاض.

فاز الحاكم آندي بِشير، وهو ديمقراطي، بغالبية ساحقة بإعادة انتخابه في ما يمكن تسميته الفناء الخلفي لزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في كنتاكي عندما تغلّب على المدعي العام دانيال كاميرون، المرشح الذي اختاره السيد ماكونيل ليكون تحت جناحه.

وفي حين تباهى السيد بِشير بالاستثمار في الولاية وبتعامله مع “كوفيد-19” والكوارث الطبيعية ودعمه للتعليم العام، فقد اعتمد بشدة على دعمه لحقوق الإجهاض ومعارضة خصومه لهذه المسألة، وقد برز ذلك من خلال عرض إعلان لامرأة شابة تعرّضت للاغتصاب في سن 12 وهي ننتقد السيد كاميرون لمعارضته الإجراء في حالات الاغتصاب وسفاح القربى.

في ولاية أوهايو، أيّد الناخبون تعديلاً لدستور الولاية لضمان الحق في الإجهاض في الولاية التي مالت نحو الجمهوريين في الانتخابات الأخيرة. أمّا في ولاية فرجينيا فقد قلب الناخبون وضع مجلس مندوبي الولاية ليذهب إلى الديمقراطيين وأبقوا مجلس شيوخ الولاية تحت اللون الأزرق (الحزب الديمقراطي). وقد أدى ذلك إلى إطاحة التطلعات الرئاسية لعام 2024 للحاكم الجمهوري في منطقة الكومنولث غلين يونغكين.

وليست نتائج الانتخابات سوى أحدث دليل على أن غضب الناخبين من قرار المحكمة العليا في قضية دوبس ضد جاكسون العام الماضي، الذي انقلب على القرار التاريخي في قضية رو ضد وايد، لم يتبدد. وقد يكون هذا خبراً سيئاً للجمهوريين.

وقال السناتور جون فيترمان لصحيفة “اندبندنت”: “هذا يعني فقط أن الخطاب الجمهوري رديء وهذا ليس ما تريده أميركا”. وبالطبع، جاء فوز السيد فيترمان بمقعده في مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا العام الماضي إلى حد كبير على خلفية رد الفعل الذي أثارته قضية دوبس، ولا سيما عندما قال خصمه الجمهوري، الطبيب الشهير محمد أوز إن “النساء والأطباء والزعماء السياسيين المحليين” هم من يجب أن يتخذوا القرارات بشأن الإجهاض.

وأضاف “لسوء الحظ، يتعين على الولايات إعادة تأسيس مفهوم الإجهاض بعد المحكمة العليا، لكن هذا بالضبط ما يفعلونه لأن هذه هي رغبة الناس”.

ويبدو أن الجمهوريين يدركون أن مسألة الإجهاض تحفز الناخبين. وقد حاول السناتور ثوم تيليس (جمهوري من نورث كارولاينا)، أن يبيّن أنّ جميع السباقات الثلاثة كانت سباقات شهدت إقبالاً منخفضاً. لكنه حذّر أيضاً من أن هذا قد يؤدي إلى قيام الديمقراطيين بكسب المزيد من الأصوات في صناديق الاقتراع في الولايات في عام 2024 بالاستناد إلى مسألة الإجهاض.

وقال “يتعيّن على الجمهوريين الإقرار بهذه المسألة، ولا ينبغي أن نتهرّب منها”. “ينبغي أن نقول للناس إن الموقف غير معقول هو موقف الديمقراطيين الذين يريدون حرفياً استخدام أموال دافعي الضرائب لتمويل الإجهاض عند طلب القاصرين من دون موافقة ذويهم”.

وأشار تيليس إلى أنه في ولاية كارولينا الشمالية، أُقِرّ حظر الإجهاض لمدة 12 أسبوعاً في المجلس التشريعي للولاية الذي تجاوز التصويت بالنقض من الحاكم الديمقراطي للولاية روي كوبر الذي يحكم لولاية محددة المدة. في وقت سابق من هذا العام، أخبرتني الرئيسة الديمقراطية للولاية، أندرسون كلايتون، أنّ الإجهاض سيكون حافزاً رئيسياً في الولاية بحلول عام 2024.

بالطبع، حاول السيد يونغكين في ولاية فرجينيا أن يفعل ذلك تماماً وأن يجد طريقة ثالثة. نشرت لجنة العمل السياسي التابعة له إعلانات تجادل في ولاية فرجينيا بأن الجمهوريين لا يؤيدون حظر الإجهاض، وكانت الإعلانات تقول “لا يوجد حظر “ولكنّهم أيّدوا” “حدّاً معقولاً” لمدة 15 أسبوعاً في ولاية فرجينيا. وقد رفض الناخبون في فرجينيا هذا الكلام من دون تردد.

وبكونه رئيساً للجنة مجلس الشيوخ الجمهوري الوطني، فإن السناتور ستيف داينز (جمهوري- مونتانا) مسؤول عن مساعدة الجمهوريين على السيطرة على مجلس الشيوخ.

“لدينا ما ينبغي القيام به للحصول على إقبال الجمهوريين”. قال.

وهو يحتاج فقط إلى تغيير الغالبية بمقعدين وقد حاول صياغة رسالة مفادها أن الجمهوريين لا يؤيدون حظراً فيدرالياً على عمليات الإجهاض.

وقد صرّح لي قائلاً:” هذه كذبة تسمعها هنا من الديمقراطيين”. “سيكون لدينا استثناء للاغتصاب وسفاح القربى وحياة الأم ويجب أن نضع حدوداً معقولة للإجهاض المتأخر. لقد اتخذ الديمقراطيون الموقف الأكثر راديكالية وهذا من دون وجود قيود. لقد موّل دافعو الضرائب عمليات الإجهاض وصولاً إلى لحظة الولادة”.

لكن السناتورة سوزان كولينز (جمهورية عن ولاية مِين) أخبرت صحيفة “اندبندنت” أن المسألة كانت مقلقة للغاية.

وقالت: “أعتقد أنها تبيّن أنه حتى الكثير من الأفراد المؤيدين للحياة شخصياً لا يريدون أن تشارك الحكومة في مثل هذا القرار الشخصي”.

ويوم الأربعاء، أشاد السناتور شيرود براون (ديمقراطي-أوهايو) بنتائج الانتخابات.

وقال لي: “من الواضح أن الناخبين قالوا بغالبية ساحقة إن النساء وأطباءهنّ هم من يجب أن يتخذ هذه القرارات، وليس مجموعة من السياسيين في كولومبوس. كان ذلك واضحاً من حيث الرسالة والتصويت”.

كآخر ديمقراطي منتخب على مستوى الولاية في ولاية أوهايو، يحب الجمهوريون التخلص من السيد براون الذي لاقى تأييداً من الحِزبين وليس من حزبه فقط. لكنه أضاف أن هذه المسألة لن تكون موضع تركيز حملته الرئيسي.

“لا أعرف”، قال لي. “أعلم أن الجمهوريين الثلاثة في الانتخابات التمهيدية في مارس (آذار)، جميعهم يؤيدون حظر الإجهاض على مستوى البلاد، ومن الواضح أنهم غير متوافقين مع الجمهور. ويبدو واضحاً أنهم بعيدون من إرادة الشارع. لذلك لن أكون في طليعة المتحدثين عن الإجهاض. لكن التباين واضح جداً”.

وقالت السناتورة تينا سميث (ديمقراطية- مينيسوتا)، وهي السناتورة الوحيدة التي عملت في منظمة “الأبوة المخطط لها” Planned Parenthood، لصحيفة “اندبندنت” إنها أظهرت مدى أهمية حقوق الإجهاض للناخبين.

وأضافت: “إن الأمر يُظهر أن الناخبين يريدون الحرية الإنجابية ويريدون دعم المرشحين الذين يقفون إلى جانبهم في ذلك”.

بالطبع، بعض الجمهوريين غير منزعج.

قال السناتور تومي توبرفيل (جمهوري- آلاباما) لموقع “اندبندنت”: “إنها ليست ألاباما”.

“إنها ليست الأولى، كنساس كانت على المنوال نفسه”، أضاف في إشارة إلى أي مدى عارضت كنساس استفتاء الاقتراع لتقييد الإجهاض.

وبالطبع يُغضب السيد توبرفيل أعضاء مجلس الشيوخ في كلا الحزبين لأنه يمنع الترقيات العسكرية احتجاجاً على سياسة البنتاغون التي تدفعُ لأفراد الجيش نفقات السفر إلى ولاية يسهل فيها الحصول على الإجهاض.

شاهد أيضاً

الخطوط الخلفية في الحرب على غزة

بقلم: جمال الكشكي – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم– في تاريخ الحروب كثيراً ما تنشط …