الرئيسية / مقالات رأي / صرخة زيلينسكي

صرخة زيلينسكي

بقلم: وليد عثمان- الخليج
الشرق اليوم– تستأثر الحرب في غزة، أو عليها كما يمكن أن نقول الآن، باهتمام العالم حتى تكاد أزمات كانت ملء السمع والبصر حتى السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، موعد هجوم «حماس» على إسرائيل، تتوارى كلياً أو تظهر على استحياء.

يصح ذلك على الحاصل في ليبيا والسودان واليمن، وبشكل أكبر على أوكرانيا، فالحرب الروسية الأوكرانية التي كانت محور مواجهة عالمية ترتقي في توصيفات المراقبين إلى حرب باردة جديدة، فقدت زخمها الإعلامي، وإن بقيت المعارك والخسائر على الجانبين متواصلة.

يذهب البعض إلى القول إن المواجهة بين المحاور، أو الأقطاب الكبرى في العالم، انتقلت جغرافياً من الساحة الروسية الأوكرانية إلى منطقة الشرق الأوسط التي يُخشى أن يتسع الصراع فيها من ظاهره الثنائي بين «حماس» وإسرائيل إلى ساحات أخرى إذا ما اقتضت التطورات لحاق «حزب الله» وإيران بالحرب.

لذلك، أصبح من الترف الانشغال بما اصطلح على تسميته في الساحة الروسية الأوكرانية بالهجوم المضاد، أي ذلك الذي يفترض أن تشنه أوكرانيا في محاولة لاستعادة أراضٍ أو مناطق اقتنصتها روسيا، أو لحفظ ماء الوجه بعد خسائر مادية أو بشرية.

الآن، يكاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستجدي الغرب للاستمرار في دعمه، بعد أن كانت الوعود تنهال عليه كل نهار بمساندة مادية وعسكرية، وبعض هذه الوعود تحقق بالفعل، ما ساعده في فترات على عدم الانهيار الكامل أمام القوة الروسية.

قبل أيام، ناشد زيلينسكي الغرب تزويده بالمال، إن لم يكن في صورة مساعدات لا تُرد، فبقروض وعد بأن يسددها بعد انتهاء الحرب. وفي ذلك انعكاس لما نشر في صحف أمريكية عن تراجع الدعم المالي واللوجستي من حلفاء الغرب، وتحديداً واشنطن لكييف، بتأثير مباشر مما يجري في غزة.

وربما تكون صرخة زيلينسكي المطالبة بالدعم الغربي، ولو عبر قروض، تعبيراً عن أزمة أكبر في قواته لم تمنع عودة جنود أوكرانيين إلى ساحة الحرب بأطراف صناعية بعد أن أصيبوا في فترات سابقة.

زيلينسكي أجرى أيضاً محادثات عدة مع مسؤولين في أوروبا ملتمساً الدعم العسكري وبقاء المواجهة مع روسيا في دائرة الاهتمام التي تنفرد بها الأحداث في غزة.

وربما تتفاقم الأزمة الأوكرانية في الشهور التالية، خاصة إذا طالت الحرب في غزة التي يتردد أنها ستؤثر أيضاً على مخزون القوى الكبرى من الأسلحة.

وقد تتحول إلى ورطة موافقة النواب الأوكرانيين، أخيراً، على ميزانية العام المقبل المخصص نصفها للدفاع، استمراراً لتزايد الإنفاق الحربي لأوكرانيا وروسيا والإنتاج العسكري منذ اشتعال الحرب بينهما.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …