الرئيسية / مقالات رأي / هل تقع الصين في الفخ؟

هل تقع الصين في الفخ؟

بقلم: علي قباجة – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- تكاد نظرية القطبية الواحدة تلازم أمريكا، ولا تنفك عنها؛ إذ ترى أن العالم منقاد لها، وأن ما تفرضه على دوله ينبغي أن تنصاع إليه من دون جدال؛ لذا فإنها لا تكلّ ولا تملّ من إثارة القلاقل في شرق الأرض ومغاربها، في أية دولة ترى أنها باتت منافسة لها، من خلال إثارة الخلافات مع جيرانها، أو فرض عقوبات عليها؛ بهدف إشغالها عن طموح الصعود، وإبقائها حبيسة زاوية معينة؛ بحيث لا تبارحها، لتنفرد هي بالقرار العالمي، وتفرض على الشعوب ما تراه من وجهة نظرها أنه مناسب لهم، بغضّ النظر عما إذا كانت الشعوب ترضى بذلك. وهي على الرغم مما تقدمه من دعم عسكري ولوجستي واستخباراتي لأوكرانيا؛ بهدف إطالة أمد الحرب، وإضعاف قدرات موسكو، فإنها لا تغفل عن الصين؛ بل إن ما تعده لها، يخيل للمرء للوهلة الأولى أنها تحارب الصين وحدها، ولا تنشغل بشيء آخر غيرها.

بعد فشلها الذريع في الوقوف بوجه التنين، وبعد إجبار بكين لواشنطن على الاعتراف بها قوة اقتصادية عالمية، لها وزنها الاقتصادي الذي ينافس الاقتصاد الأمريكي نفسه، لم تجد واشنطن بداً إلا أن تسلك طريقاً آخر لمحاصرة بكين، وتقويض نفوذها، علّها تشغلها عمّا تطمح إليه؛ لذا سارعت كعادتها لإذكاء نار الخلافات مجدداً في بحر الصين الجنوبي، عبر مناورات مشتركة مع الفلبين؛ بهدف استفزازها، على الرغم من الإعلان أنها لن ترضخ للاستفزازات ولن تسمح للعدو بأن يفرض عليها شروطه، لكن صبرها قد ينفد في أية لحظة، لا سيما وأن اتفاقية الدفاع المشترك بين أمريكا والفلبين تعتبره بكين اعتداء على سيادتها، ومحاولة أمريكي مكشوفة لاستفزازها.

وعلى الرغم من أن العالم ليس على استعداد لحرب جديدة، فإن حادث التصادم الأخير بين سفن عائدة للصين والفلبين في البحر، قد يكون شماعة لانطلاق نزاع مسلح لا تحمد عقباه، لا سيما وأنه رفع منسوب التوتر بين الجارتين، وأدى إلى نزاع سياسي كبير، وتبادل للاتهامات، واستدعاء الصين لسفيرها في مانيلا، وتقدمها باحتجاج رسمي لدى الفلبين. وفي حال لم تتنبه الصين لخطر الانجرار لذلك، فإنها قد تقع في الفخ، وليس من المستبعد أن يصبح بحرها مستنقعاً تغوص فيه، كما تغوص روسيا في المستنقع الأوكراني.

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …