الرئيسية / مقالات رأي / الإلهام من مبادرة الحزام والطريق

الإلهام من مبادرة الحزام والطريق

بقلم: سفير الصين في لبنان تشيان مين جيان- النهار العربي
الشرق اليوم- في الأيام الأخيرة، يشهد الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تصاعدا مستمرا، وقد أسفر عن كوارث إنسانية موجعة وخيم ضباب الحرب على المنطقة. وفي الوقت نفسه، انعقدت الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي في بكين يوم 18 تشرين الأول (أكتوبر) حيث شارك في هذا المنتدى ممثلون من 151 دولة و41 منظمة دولية، وتجاوز عدد المسجلين فيه عتبة عشرة آلاف شخص.

على مدى عقد منذ طرح مبادرة “الحزام والطريق”، أصبحت هذه المبادرة منفعة عامة دولية تحظى بالشعبية الأكبر وشركاء أكثر، ومنصة التعاون الدولي الأوسع نطاقاً والأكبر حجماً، وقناة التواصل الدولي لتعزيز التمازج الثقافي والحوار الحضاري بين الصين والعالم.

وأرى أن الإلهام الأكبر الذي تجلبه هذه المقارنة هو أن التعاون في بناء “الحزام والطريق” يقف إلى الجانب الصحيح للتاريخ ويتطابق مع منطق تقدم العصر، ويسير على الطريق المستقيم في العالم في ظل التغيرات والاضطرابات غير المسبوقة منذ مئة سنة. ولا تنجز أعمال نافعة وعظيمة إلا من خلال التعاون والكسب المشترك.

وفي الوقت الراهن، دخل العالم مرحلة جديدة من الاضطراب والتغير، وتشتعل عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات، وتواجه البشرية تحديات غير المسبوقة. ويمثل السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك زخماً سائدًا وتطلعات الشعوب، أما الحرب الباردة والمواجهة وفك الارتباط وقطع السلاسل تعاكس تيار التاريخ وستجد طريقاً مسدوداً.

يؤمن الجانب الصيني دائماً بأنه لا يوجد أمن مطلق، بل يوجد السلام المتبادل المنفعة. إن الرسالة الواضحة والثابتة التي بعث بها المنتدى من بكين إلى العالم هي: نحتاج الى التضامن والتعاون والانفتاح والكسب المشترك بدلاً من الانقسام والمواجهة والانغلاق والمصلحة الصفرية. إن ما يأتي به التعاون في بناء “الحزام والطريق” للعالم ليس إلا عوامل الاستقرار والطاقة الإيجابية.

تعمل الصين حاليا على دفع القضية العظيمة المتمثلة في بناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط. إن ما نسعى إليه ليس تحديثا يخدم الصين وحدها، بل تحديث نحققه سوياً مع دول العالم. طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال المنتدى ضرورة العمل المشترك لكافة الدول على تحقيق التحديث العالمي المتميز الذي يتسم بالتنمية السلمية والتعاون المتبادل المنفعة والازدهار المشترك. وتتطابق هذه الرؤية الطموحة مع مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية مما حدد اتجاهاً للتشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية.

أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة الجلسة الافتتاحية إلى أن الجانب الصيني يحرص على دفع التعاون في بناء “الحزام والطريق” إلى مرحلة جديدة من التنمية العالية الجودة. تم التوصل خلال المنتدى إلى 458 منجزاً، ومن بينها مبادرات التعاون والترتيبات المؤسسية المهمة، وكذلك الأهداف المحددة مثل تدريب مئة ألف شخص في الدول الشريكة في مجال التنمية الخضراء بحلول عام 2030 وتوسيع عدد المختبرات المشتركة إلى 100 مختبر. فضلاً عن ذلك، قرر المنتدى إنشاء أمانته العامة التي ستلعب دوراً في دفع البناء المؤسسي وتنفيذ المشاريع. تعد هذه السلسلة من نتائج التعاون الملموسة وصوت الدعم والثقة من قبل جميع الأطراف المشاركة في المنتدى لـ”الحزام والطريق”.

انطلاقاً من الدورة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي كنقطة تاريخية جديدة، تستعد الصين للعمل مع الدول بما فيها لبنان لتكريس روح طريق الحرير وخلق مستقبل أفضل ليحقق بلدان العالم أهداف التحديث سوياً وضخ زخم جديد قوي لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …