الرئيسية / مقالات رأي / ترامب وبايدن… التّنافس بين عمرين

ترامب وبايدن… التّنافس بين عمرين

بقلم: سميح صعب – النهار العربي

الشرق اليوم– لا يعير الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كبير اكتراث للمناظرات التي يجريها منافسوه الجمهوريون. وتغيب الأسبوع الماضي عن ثاني مناظرة أجريت في كاليفورنيا. وهو لا يرى ضرورة للحضور ومناقشة منافسين يعتبر أنهم لا يستحقون، من وجهة نظره، الترشح أساساً.

نظرة التعالي هذه تدعمها استطلاعات الرأي التي تمنح ترامب 59 في المئة من أصوات الجمهوريين، فيما يحل حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس ثانياً بنسبة 16 في المئة، وباقي المرشحين بأقل من عشرة في المئة. هذا الهامش الواسع يجعل الرئيس السابق مطمئناً إلى أنه لا يحتاج إلى المشاركة في المناظرات.  

وأكثر المفارقات غرابة، هي أن الاتهامات التي يواجهها ترامب جنائياً وجرمياً، لم تؤدِ إلى إضعاف التأييد له في أوساط قاعدته الجمهورية، بل على العكس، عززت شعبيته بعدما صور نفسه على أنه يتعرض لحملة “اضطهاد سياسي” يقف خلفها الحزب الديموقراطي. 

وإذا كان ترامب لا يكترث كثيراً إلى السباق الجمهوري، فإن جلّ تركيزه ينصب الآن على الرئيس الديموقراطي جو بايدن. وهو دائم الإشارة إلى أن بايدن (80 عاماً) “غير القادر على النزول من على المنصة” غير صالح لولاية ثانية، علماً أن ترامب يصغره بثلاثة أعوام فقط. 

وفي استطلاع أجري أخيراً، تبين أن ثلاثة من أربعة أميركيين يرون أن بايدن كبير في السن بما يكفي كي لا يترشح للرئاسة. وكانت لهؤلاء النظرة نفسها بالنسبة إلى ترامب، ما يشير إلى أن غالبية الناخبين تؤيد جيلاً أصغر سناً كي يتولى مقاليد السلطة في أقوى دولة في العالم، اقتصادياً وعسكرياً.   

وتخشى شريحة واسعة من الديموقراطيين أن تقلب ورقة العمر النتائج لمصلحة ترامب في الانتخابات المقبلة. وحتى لو فاز بايدن بولاية ثانية، فإنه سيكون في الـ86 عندما ينهي ولايته الثانية، وهذا أمر لم يحصل من قبل في الولايات المتحدة. وفي مقالة عن السباق الرئاسي الأميركي، ذكّرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، كيف أن سقطة المرشح الجمهوري بوب دول على المسرح، كانت عاملاً أساسياً في خسارته الانتخابات عام 1996. وكان دول وقتها في الـ73.

وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2024 وتسارعت حمى الحملات الانتخابية، سيزداد التركيز الإعلامي على كبر سن بايدن، وسيستغل ترامب كل هفوة في هذا المجال، الأمر الذي بدأ يثير تساؤلات داخل الحزب الديموقراطي، ويدفع بمعلقين يخشون عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إلى الحديث عن مرشحين من الشباب يمكن أن يقلبوا الطاولة على ترامب على غرار حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر أو حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم أو وزيرة التجارة جينا رايموند.

ومنذ الآن، يتحسب الكثير من الأميركيين لاحتمالات عودة ترامب وانعكاساتها على الولايات المتحدة وعلى العالم أيضاً. 

داخلياً، ثمة خشية من أن ترامب سيعود بعقلية المنتقم. وتحذر صحيفة “الواشنطن بوست” من أن الرئيس السابق “بات أكثر راديكالية وأكثر استبدادية منذ أن غادر البيت الأبيض، وهو الآن أكثر خبرة في الحصول على ما يريده من خارج الحكومة”. قبل يومين خصص بايدن خطاباً للحديث عن “الخطر” الذي ستواجهه الديموقراطية في أميركا في حال عودة ترامب. 

وخارجياً، العين على أوكرانيا وما يمكن أن يفعله ترامب حيال المساعدات الأميركية السخية التي يقدمها بايدن منذ عامين لكييف كي تصد الهجوم الروسي. ومعلوم أن ترامب ومؤيديه غير متحمسين لمواصلة هذا الدعم ويؤيدون وضع حد للنزاع الروسي – الأوكراني. وهذا ما يثير قلقاً لدى حلفاء الولايات المتحدة الذين يخشون تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا، بما سيؤدي إلى جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وضعية متفوقة.

وإذا ما بقيت الأمور سائرة في اتجاهها الحالي، فإن التنافس سيكون بين بايدن وترامب، كجولة إعادة لانتخابات 2020.

شاهد أيضاً

الأردن: معركة محور التّطرف!

بقلم: محمد صلاح – النهار العربي الشرق اليوم- ليس سراً أن مصر والأردن خسرا كثيراً …