الرئيسية / مقالات رأي / الاحتفالات الإثيوبية ورمزية ألوان العلم الإثيوبي

الاحتفالات الإثيوبية ورمزية ألوان العلم الإثيوبي

بقلم: إميل أمين- العين
الشرق اليوم– خلال فترات مختلفة “فترات أنظمة وحكومات” تغيرت أشكال العلم الإثيوبي الذي يحمل اللون “الأخضر والأصفر والأحمر” في أشكاله

حيث إن وضع الألوان والشكل العام له، والرمز الذي كان يتوسط العلم، هو في الأغلب رمز للحكومات المتعاقبة، خاصة إبان فترة الأباطرة حتى آخر إمبراطور إثيوبي هو هيلي سيلاسي الأول (1913-1974)، ولكن ظلت ألوانه هي نفس الألوان، ولكن التغييرات التي كانت تطرأ عليه تتعلق بالشكل فقط.

وعلى الرغم من ذلك، يعتز الإثيوبيون بلون علمهم ويعتبرونه جزءا من حياتهم اليومية، إذ تدخل الألوان الثلاثة في كل مناحي الحياة وهي الأكثر استخداماً، ويتم الاعتماد عليها في كل الأعمال اليومية والفنية، وحتى في مداخل المؤسسات الدينية والثقافية، وتجدها في أبواب الكنائس وأغلب المؤسسات المختلفة في البلاد.

أما كيف تم اختيار ألوان العلم الإثيوبي، فأرجح الأقوال أنها مستقاة من ألوان قوس قزح، الذي يظهر في موسم الأمطار كل خريف، بالإضافة لبعض الاتجاهات الأخرى التي تربطه بالمعتقدات الدينية في بعض المذاهب المسيحية.

ومع قدوم النظام الفيدرالي، الذي كان يهدف لمنح جميع الحقوق للإثيوبيين؛ أي لمختلف القوميات، وضعت كل قومية في الأقاليم الـ9، علماً خاصاً بها، وكان يتم رفع العلم الإثيوبي في كل إقليم إثيوبي إلى جانب علم حكومة الإقليم، ولكن يظل العلم الإثيوبي القومي هو العلم الرسمي في الفعاليات كافة.

ومع أحداث عامي 2015 و2017 في كل من أمهرا وأوروميا، بدأت بعض التحركات تظهر في رفع علم بعض الأقاليم وتجاهل العلم الإثيوبي الرسمي، وهي فترة ظهور تيارات حزبية وقبائلية كانت ترفض العلم الإثيوبي بسبب بعض الانتماءات التي تعود لبعض الأفكار الداخلية.

كانت هذه المرحلة بداية الخلاف الداخلي حول مدلول العلم الإثيوبي، ورفض البعض له وربطه ببعض الثقافات والأفكار والمعتقدات السياسية والعقائدية، وهي أكثر مرحلة حتى وقتنا الحالي كان الخلاف فيها حول العلم الإثيوبي ورمزيته .

وأغلب الاحتفالات الإثيوبية يتم رفع ألوان العلم الإثيوبي فيها، وهو العلم الرسمي للدولة، وعليه شعار نجمة زرقاء اللون تحتها خطوط صفراء وتعني تلاحم الشعوب الإثيوبية.

ولكن من وقت لآخر، يتم إدراج بعض الشعارات التي تمثل اتجاهات مختلفة، الشيء الذي جعل الخلاف أكبر، وكانت هنالك حملات لمنع رفع أي علم عليه شعار آخر غير شعار الفيدرالية ورمز الدولة الإثيوبية.

وكان آخرون يحاولون رفع أعلام تمثل أقاليم أخرى أو أحزاباً سياسية معارضة، أو أعلاماً لها رمزية أخرى، وهي خطوات أثارت الجدل بصورة كبيرة مؤخراً في البلاد خلال الاحتفالات الدينية والوطنية، وباتت تشكل أكبر تهديد للحكومة الحالية التي منعت رفع بقية الأعلام التي لا ترمز للدولة.

فكانت الخلافات حول رفع وإنزال الأعلام أهم أيديولوجية لبعض المكونات، ما أدى لأحداث وخلافات داخلية متعددة، كادت في معظم المرات أن تعصف ببعض المناطق التي أقيمت فيها فعاليات دينية وثقافية ووطنية.

في وقتنا الحالي بات الاختلاف حول مدلول العلم الإثيوبي، وما يمثله من رمزية للبلاد أكبر خلاف بين بعض المكونات الداخلية في إثيوبيا، مما حدا بالحكومة إلى منع استخدام بعض الأعلام المختلفة شكلاً ومضموناً من قبل من لهم أهداف خاصة، حفاظاً على مكانة العلم الإثيوبي.

شاهد أيضاً

أميركا إذ تتنكّر لتاريخها كرمى لعينيّ نتنياهو

بقلم: راغب جابر- النهار العربيالشرق اليوم– فيما تحارب إسرائيل على أكثر من جبهة، تزداد يوماً …