الرئيسية / دراسات وتقارير / المكسيك تتجه لاختيار أول امرأة لتتولى منصب الرئاسة

المكسيك تتجه لاختيار أول امرأة لتتولى منصب الرئاسة

بقلم: عوض خيري-الامارات اليوم
الشرق اليوم– يبدو أن المكسيك تستعد لانتخاب أول رئيسة لها في انتخابات العام المقبل، بعد أن كشف الحزبان الرئيسان في البلاد عن مرشحتين تتنافسان على هذا المنصب. وأعلن حزب مورينا الحاكم، الأربعاء، أن كلوديا شينباوم ستكون مرشحته للانتخابات العامة لعام 2024، على الرغم من إدانة وصيف الحزب مارسيلو إبرارد في اللحظة الأخيرة للعملية ومطالبته بإعادة بنائها. ومن المقرر أن تتنافس مع السيناتور زوتشيتل غالفيز، التي رشحها ائتلاف المعارضة الأسبوع الماضي. وستتنافسان المرأتان على منصب الرئيس الحالي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، المطلوب منه التنحي العام المقبل، لأن القانون المكسيكي يحظر على الرؤساء السعي إلى فترة ولاية ثانية مدتها ست سنوات.

وشينباوم هي عمدة سابق لمدينة مكسيكو سيتي، وكانت تعتبر منذ فترة طويلة المرشح الأوفر حظاً للحصول على الترشح للرئاسة. وتم اختيارها رسمياً بعد فوزها في استطلاع داخلي حول مرشح الحزب.

ولدت شينباوم في مكسيكو سيتي عام 1962، وهي حاصلة على شهادة في الفيزياء ودكتوراه في هندسة الطاقة. وشغلت منصب وزيرة البيئة في مكسيكو سيتي في عام 2000، عندما كان أوبرادور عمدة للمدينة. ومنذ ذلك الحين، نشأت علاقة وثيقة بينها وبين الزعيم المنتهية ولايته، ودعمته في حملاته السياسية الثلاث للرئاسة. كما تم انتخابها عمدة لمدينة مكسيكو سيتي في عام 2018. وبعد أربع سنوات ونصف السنة، تركت هذا المنصب لتحقيق طموحها في أن تصبح مرشحة رئاسية عن حزبها، التي هي من مؤسسيه.

وتم تسمية منافستها الرئيسة غالفيز رسمياً، الأسبوع الماضي، مرشحاً لتحالف أحزاب المعارضة، حسبما أعلن الحزب الثوري المؤسسي المكسيكي على حسابه على منصة «X»، المعروف سابقاً باسم «تويتر».

الحزب الثوري المؤسسي هو حزب المعارضة الرئيس لمورينا، ويتكون من ائتلاف الجبهة العريضة من أجل المكسيك من ثلاثة أحزاب معارضة: حزب العمل الوطني، وحزب الثورة الديمقراطية، والحزب الثوري المؤسسي. وغالفيز هي عضو مجلس الشيوخ عن حزب العمل الوطني.

وانطلاقاً من بداياتها المتواضعة، استطاعت غالفيز دراسة هندسة الكمبيوتر بعد حصولها على منحة دراسية. ثم أصبحت في ما بعد سيدة أعمال. ومن عام 2015 إلى عام 2018، شغلت منصب عمدة منطقة ميغيل هيدالغو في مكسيكو سيتي. وفي عام 2018 فازت بمقعد في مجلس الشيوخ عن حزب العمل الوطني.

ويأتي ترشيحها لمنصب الرئاسة في لحظة تاريخية أخرى، حيث قضت المحكمة العليا في المكسيك، الأربعاء، بإلغاء تجريم الإجهاض على المستوى الفيدرالي، حيث وجدت أن الحظر الحالي على هذا الإجراء غير دستوري.

وقالت المحكمة العليا على وسائل التواصل الاجتماعي: «قضت الغرفة الأولى بالمحكمة بأن النظام القانوني الذي يعاقب على الإجهاض في القانون الجنائي الاتحادي غير دستوري، لأنه ينتهك حقوق الإنسان بالنسبة للنساء القادرات على الحمل».

اختيار أكثر شفافية

تم اختيار كل من شينباوم وغالفيز، من خلال سلسلة من استطلاعات الرأي التي كان المقصود منها إظهار قدر أكبر من الشفافية والمشاركة العامة مقارنة بالماضي، عندما كان الرؤساء معتادين على اختيار خلفائهم بعناية. ومع ذلك، لم تتم أي من العمليتين بسلاسة. ولم يقم ائتلاف المعارضة قط بإجراء المشاورة النهائية للعملية التي بدأها، وذلك لأن مرشحة أخرى، بياتريس باريديس، انسحبت، وبالتالي سلمت الترشيح إلى المرشحة الأوفر حظاً غالفيز.

وفي الوقت نفسه، اتهم إبرارد الحزب بمحاباة شينباوم. وأعلن الاسبوع الماضي أن فريقه وجد مخالفات في 14% من الأصوات التي تم الإدلاء بها في الاستطلاع الوطني الذي أجراه مورينا لتحديد ترشيحه. ولم تتم الاستجابة لمطالب إبرارد بإعادة العملية، ومنذ ذلك الحين استبعد نفسه من المنافسة على مورينا. ورفض لوبيز أوبرادور، الخميس، شكاوى إيبرارد، وأعرب عن دعمه الكامل لشينباوم.

وقال الرئيس: «إنه حدث تاريخي وغير مسبوق، ولا أرى أي مشكلة»، واصفاً شينباوم بأنها «امرأة صادقة ذات قناعات ومبادئ». ومع تأكيد الترشيحين، يبدو الآن من المؤكد أن رئيس المكسيك المقبل سيكون امرأة لأول مرة في تاريخ البلاد، مع بقاء شينباوم المرشح الأوفر حظاً للفوز، على الرغم من شعبية غالفيز. ويقول المحلل السياسي، كارلوس راميريز: «ستحظى شينباوم بدعم لوبيز أوبرادور، ولكن بناء خطابها الخاص، وصياغة صورتها الخاصة، هذا هو التحدي الأول الذي يواجهها». ويضيف: «إنها في حاجة إلى ذلك، فهي تحظى بشعبية كبيرة، ولكن عليها أن تجد حلاً وسطاً».

دعم انتخابي

وتُعدّ معارضة إبرارد العلنية أيضاً علامة مبكرة على المشكلة التي قد تواجهها شينباوم للحفاظ على التماسك داخل حزب مورينا بمجرد ترك لوبيز أوبرادور السلطة. وتقول المحللة السياسية، فانيسا روميرو روشا: «في أقل من 12 شهراً، سيذهب لوبيز أوبرادور إلى مزرعته في بالينكي، وهو من حيث المبدأ هو الذي يجمعهم جميعاً معاً».

من ناحية أخرى، يبقى أن نرى ما إذا كانت غالفيز قادرة على تحويل ضجيجها الإعلامي إلى دعم انتخابي في مختلف أنحاء البلاد. وتقول روميرو روشا: «أحدث البيانات المتوافرة لدينا تشير إلى أن 48% من السكان مازالوا لا يعرفون من هي».

وباعتبارها مرشحة الأحزاب التقليدية في المكسيك، فإن غالفيز عُرضة للاتهام بأنها مدعومة من قِبل الطبقة الأرستقراطية الشركاتية المكروهة. ولكن على الرغم من عملها في السياسة لسنوات – كعمدة لبلدية في مكسيكو سيتي قبل أن تصبح عضواً في مجلس الشيوخ – فإنها لم تلوثها فضائح الفساد.

وقال راميريز: «تحتاج غالفيز إلى تسويق نفسها على أنها دخيلة، وشخصية في المجتمع المدني، ولكن دون أن تفقد دعم هياكل الحزب، فهي بحاجة إليها للفوز.. سيكون هذا توازناً دقيقاً للغاية».

على الرغم من تمثيل حزب العمل الوطني المحافظ كعضو في مجلس الشيوخ، فقد دعمت غالفيز السياسات التقدمية بشأن قضايا مثل البيئة والإجهاض، ومثّل هذا الموقف بشأن العدالة الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى تآكل دعم مورينا، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى تنفير الناخبين الأكثر تحفظاً الذين يعتمد عليهم حزب العمل الوطني.

لكن على الرغم من ذلك، ترى المعارضة أن غالفيز هي أفضل أمل لها لمواجهة مورينا، بعد أن خسر الانتخابات تلو الأخرى منذ فوز لوبيز أوبرادور الساحق في عام 2018. وتقول روميرو روشا: «إن هذه الأحزاب السياسية تفهم ما يريده الشعب المكسيكي»، وتضيف: «في الآونة الأخيرة، حصل لوبيز أوبرادور على نسبة تأييد بلغت 60% على المستوى الوطني: الأحمق فقط هو الذي يسبح الاتجاه المعاكس».

  • شينباوم هي عمدة سابق لمدينة مكسيكو سيتي، وكانت تعتبر منذ فترة طويلة المرشحة الأوفر حظاً للحصول على الترشيح للرئاسة. وتم اختيارها رسمياً بعد فوزها في استطلاع داخلي حول مرشح الحزب.
  • انطلاقاً من بداياتها المتواضعة، استطاعت غالفيز دراسة هندسة الكمبيوتر بعد حصولها على منحة دراسية. ثم أصبحت في ما بعد سيدة أعمال. ومن عام 2015 إلى عام 2018، شغلت منصب عمدة منطقة ميغيل هيدالغو في مكسيكو سيتي. وفي عام 2018 فازت بمقعد في مجلس الشيوخ عن حزب العمل الوطني.

شاهد أيضاً

إسرائيل تسلم الوفد المصري رسالة “الفرصة الأخيرة”

الشرق اليوم- أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم المصريين، مساء أمس الجمعة، أن إسرائيل مستعدة لمنح مفاوضات …