الرئيسية / مقالات رأي / كوارث تغيّر المناخ

كوارث تغيّر المناخ

الشرق اليوم– أن تهبّ الدول العربية ومعها العديد من دول العالم لتقديم الدعم لضحايا الإعصار الذي ضرب شرق ليبيا، وضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب، فهذا عمل يدل على أن العالم لديه إحساس بأهمية التعاون والعمل الجماعي في مواجهة المحن والكوارث.

لكن هذا وحده لا يكفي على الرغم من أهميته، فالعالم يواجه تهديداً وجودياً بسبب الاحترار السريع للكرة الأرضية الذي يتسبب بكوارث بيئية باتت تضرب مختلف أصقاع المعمورة وتؤدي إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة وأعاصير وحرائق وفيضانات وزلازل، وأخذت تداعياتها تخرج عن السيطرة في بعض الدول، وتتسبب بدمار هائل وضحايا بمئات الآلاف، وخسائر مادية بمليارات الدولارات.
أن يؤدي زلزال المغرب الأخير إلى أكثر من ألفي ضحية، ومحو قرى بأكملها عن سطح الأرض، وأن يؤدي الإعصار الذي ضرب شرق ليبيا قبل ثلاثة أيام إلى سقوط أكثر من ألفي ضحية ونحو ستة آلاف مفقود، بعد أن ضرب مناطق في اليونان وأغرق العديد من القرى وتسبب بسيول عارمة، وأن نشهد مثل ذلك في هونغ كونغ وجنوب الصين، وأن تؤدي الحرائق التي اجتاحت مساحات واسعة في أوروبا والولايات المتحدة والجزائر وتونس وغيرها، إلى تدمير الغابات، وأن تعلن الولايات المتحدة أنها شهدت 23 حدثاً مناخياً في العام الحالي تسببت بأضرار تزيد على 57.6 مليار دولار ومقتل حوالى 260 شخصاً، فهذا كله يستدعي من العالم إعادة النظر بكل ممارساته تجاه البيئة، وتطبيق القرارات التي صدرت عن المؤتمرات الدولية ذات الصلة، وعدم التهرب من الالتزامات التي تم الاتفاق عليها، وإلا فإن العالم بأسره مقبل على انهيار مناخي حتمي.

وقد سبق للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن حذر من أن «المناخ ينفجر بوتيرة أسرع من قدرتنا على المواجهة مع ظواهر جوية قصوى تضرب الأرض».

منذ فترة طويلة يحذر العلماء من تداعيات الاعتماد على الوقود الأحفوري، من أجل خفض الانبعاثات الكربونية المسببة للاحترارالمناخي، والوصول إلى ما يعرف ب«الحياد الكربوني»، أو «صافي صفر انبعاثات» في النصف الثاني من القرن الحالي. وذلك من خلال الالتزام الدقيق بتنفيذ اتفاقية باريس لمواجهة تغير المناخ الموقعة عام 2015.

إن الدول الصناعية الكبرى المسؤولة بالدرجة الأولى عن انبعاثات الغازات المسببة للتغير المناخي، خصوصاً الصين والولايات المتحدة والهند وروسيا وألمانيا واليابان وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، مدعوة قبل غيرها للالتزام بتعهداتها فوراً، خصوصاً أنها دول معرضة مثل غيرها للكوارث المناخية وتداعياتها البشرية والمادية، وذلك قبل أن تتفاقم العواقب وتصبح خارجة عن السيطرة، وتتحول الكرة الأرضية إلى مكان غير صالح للسكن.

لم يفت الوقت بعد، وهناك فرصة للوعي بأهمية إنقاذ الكوكب، والمبادرة إلى العمل من أجل التخفيف من ارتفاع درجات الحرارة. ولعل مؤتمر «كوب 28» الذي تحتضنه دولة الإمارات أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وتعمل جاهدة لإنجاحه، يكون نقطة مفصلية لإنقاذ العالم.

المصدر: العين الإخبارية

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …